عبدالكريم الصابري
الحوار المتمدن-العدد: 5774 - 2018 / 2 / 1 - 18:34
المحور:
الادب والفن
(لنحول فراش النقاهة الى ادبيات)
فراشات حب
المطرُ ينزل... قطرات لاحقة تتابع قطرات سابقة ، فوق زجاج نافذة غرفة رقادي ... دقائق ، انسقى الزرع ،توردت جنابد ، غرد عصفور... بعدها، غازلت خصل الشمس المطر ، ابتسم لها ،اختفى في حبها ، ابتسمت هي للآخرين ؛
فتحت‘ عينيَ بصعوبة ، نزل الدمع حارا ؛ طفلٌ ينطّ في عربته ، اخته تمازحه ، بالغت امها في تطويل اشرطة شعرها ... مدّت عجوز حبل كلبها ، متر ، مترين ، تلبي رغبته في شمشمة انثى عابرة ، بالغت في هزّ ذيلها له .... ابتسم المطر ، عادت القطرات تتتابع ، عاتمة زجاج النافذة ... اغمضتُ عينيَ ... دقائق تتبعها دقائق ... فتحت عيني ، نزل الدمع حارا . عادت الشمس تبتسم للآخرين ؛
مرت سيارة حمراء ، صفراء ، زرقاء ... عبرت فتيات ... انتقل طائر من غصن شجرة الى اخرى ... ثم شاهدتُ ، شفاه اقرباء ، اصدقاء ، اخيار ، وردية بلون الأمل ، غطّت زجاج النافذة ... اغمضت عيني ثم فتحتهما للتمعن ، ربما اضطراب بصر وهذا ما يحدثه المرض احيانا ... تحولت الشفاه الى فراشات ذات الوان ... حامن حولي ... التصقت فراشة على شفتي الصفراوتين ، تبعتها اخرى واخرى ... تغير لون شفتاي ، استجاب قلبي بشراينه الجديدة ... ابتسمتُ فرحا ، طارت الفراشات فرحات ايضا ... تابعتهن ... عدْنَ الى الشفاه ، تخبر اصحابها، ان تمنيات الشفاء ، افلحت ...
مستشفى فيزن لاندن _ زفولا هولندا
#عبدالكريم_الصابري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟