هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5774 - 2018 / 2 / 1 - 08:28
المحور:
الادب والفن
قالتْ : تُريدينَ رجلا بحثًا عن الإنجابِ مثلكِ مثلهنّ كلهنّ !! بقر وغنم لا تعرفن معنى للحياة إلا بالتفريخ كالدجاج !! عليكِ وعليهنّ وعليهِ لعنات قلبي الذي كسرتِ وحياتي التي دمّرتِ !!
بكتْ ثمّ سكتتْ .. تكلّمتْ وصرختْ : طيب !! نَهُجُّ من هذا البلد القذر وأجعلكِ تُنجبينَ !! لو أردتِ حتى فأرا سآتيه بمنيِّه وأجعلكِ تحملينَ وأنجبي كما تُريدين !! بشر وقردة وحمير وفئران !! لا يهم !! أقبل !! وسأكون لهم الأب والجد والعم والخال وكل رجال الأرض !! اللعنة على الرجال كم أكرههم وأحتقرهم !! اللعنة عليكِ وعليهم ما الذي أعجبكِ فيهم !!
اِحتضنتني بقوة , بكتْ وهي تضع رأسها على كتفي .. تَرَكَتْنِي ومَشتْ خطوات ثم عادتْ .. أمسكتْ بوجهي بين يديها .. نظرتْ في عينيّ وقالتْ : سامحيني , لا تغضبي , لم أقصد .. ثم .. سكتتْ وقَرَّبتْ وجهها أكثر من وجهي وهَمَّتْ بتقبيلي فـ .. أَدَرْتُ وجهي ..
أعادتْ اِحتضاني بقوة أكبر وكأنها خشتْ أن أرحل وأتركها .. لم تستطع مواصلة الوقوف وذراعاها تضغطان على ظهري .. شعرتُ بهما تنزلان رويدا رويدا إلى أسفل ووجهها .. حتى جثتْ على ركبتيها وضغطتْ بذراعيها على فخذيّ وبكتْ .. طويلا .. كانتْ لحظات مَرَّتْ وكأنها سنين .. كم تألّمتُ فيها لألمها .. ولألمي ..
قلتُ : دعيني أتكلّم !! المسألة ليست أطفالا وإنجابا !! أنا أكره الأطفال !! أنا لا أريد الإنجاب !!
قامتْ .. أمسكتْ بوجهي بينَ يديها بقوة وقَبَّلتْني .. حاولتُ صدّها لكنها كانتْ أقوى فلم أستطع الإفلات من قبضتها .. هي قَبَّلتْني أنا لم أفعل .. لم أُقَبِّلها .. ليتني اِستطعتُ !! كانتْ المرة الأولى .. الوحيدة و .. الأخيرة . دفعتني بعد ذلك وتركتني .. جَرَتْ دون حتّى أن تَلتفتَ , كانتْ تبكي بحرقة لم أفهمها إلا بعد أسابيع ..
بحثتُ عنها في كل مكان فلم أجدها .. لم تردّ على أي من إتصالاتي ولا رسائلي .. فتشجّعتُ وذهبتُ إلى منزل أهلها .. لم تفتح لي أمها الباب بعدَ أن رأتني عبر كاميرا المراقبة .. من الأنترفون تكلّمتْ وقالتْ : أميرة تزوجتْ وغادرتْ مع زوجها .. أقطع لكِ رجليكِ لو عُدتِ هنا مرَّة أخرى ..
..
https://www.youtube.com/watch?v=tiF-q2h7tSA
#هيام_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟