سمير هزيم
الحوار المتمدن-العدد: 5773 - 2018 / 1 / 31 - 12:29
المحور:
الادب والفن
خربشة على جدار الزمن
( 1 )
-------------
ها هو الليل البهيم قد ارخى سدوله ..
وأحتضن الظلام ...
غردت الخفافيش في بلادي …
.لمعتْ عيونُ القططِ البرّية في زوايا الحيّ المهجورْ…
لا مكانَ بعد اليوم للحِملان وصغار الظباء..
بقايا الجثث تفترشُ الأرض … وقد تتعثّر أثناء مسيرك بجيفةٍ ما…
رائحة الدم هي المسيطرة…
الغربان والنسور المتطفلة تحوم فوق البيوت والخيام ...
هاهي فؤوس الموت تهوي على أصول الشجر…
واعناق البشر ..وكل من عليها فانْ.
مازلتُ أبحثُ عن ذاك الزعيم المخلّص .. في هذا القطيع المشرّد في البراري ..
أفضّلُ التواري والاختباء بين الأبقار والثيران والجواميس وحمر الوحش …
سأرضى بالقليل من الكلأ بما يسدّ رمقي ويسكت بعضاً من جوعي …سأقنع بما تركه زملائي خلفهم من بقايا الطعام الكريه المخلوط بدمهم ولعابهم ولن أظهر في طرف القطيع حتى لا أكون عرضة للذئاب أو هدفاً لبندقية الصياد ….
انهمر المطرُ بعد طولِ انتظارْ ففاحتْ رائحة التربة…
تحوّلت الحفرُ المنسية إلى بركٍ آسنة.. ثم جرتِ الجداول فجرفت ما تبقى من ضحايا الأمس إلى مزبلة التاريخ…
شعاعُ الشمسِ يسير ببطءٍ في وطني…. وغدتْ سرعة الضّوء أقلّ بكثيرٍ من الرّقم المعهود في دروس الفيزياء….
تغيّرت معادلاتُ الزمن ....
استنتجت أنّ الليلَ في وطني سيبقى بضعَ سنواتٍ أخرى قبل أن ينبلجَ الفجرُ …وتشرق شمس الصباح الاعتيادية
-------
سمير هزيم
#سمير_هزيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟