أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لماذا يُحاكَم الشيخ محمد عبد الله نصر؟














المزيد.....


لماذا يُحاكَم الشيخ محمد عبد الله نصر؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5773 - 2018 / 1 / 31 - 10:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا يُحاكَم الشيخ محمد عبد الله نصر؟

سؤالٌ بسيط، ينتهي بعلامة استفهام(؟)، غيرِ مصحوبة بعلامة تعجّب(!). ليس سؤالاً استنكاريًّا يودُّ الانقضاضَ على أحكام القضاء، أو المطالبة بتبرئة الرجل؛ بل سؤالٌ حقيقي يبحثُ عن إجابة.
في هذا المقال لستُ بصدد التعقيب على أحكام القضاء. فكُلّي ثقةٌ في استنارة قضائنا المصري الشريف، ونزاهته. إنما هو دعوةٌ للتفكير لأن إدانةَ بريء وسَجنَ مظلوم، أمرٌ هوْلٌ جلَلٌ تهتزُّ له السمواتُ، وتنهارُ معه قِيمٌ، وتتفكَّكُ به مجتمعات. فقط أدعو جمهورَ المصريين، وأناشد جماعةَ القضاء المصريِّ الشريف، أن يُعيدوا الإنصاتَ إلى آراء الرجل، في الحلقات التليفزيونية، بعدما يستخلصونها من مُقاطعات المناظرين ومُزايدات المُذيعين، الذين جهدوا وحرِصوا الحرصَ كلَّه، على ألا يتركوه يُكمِل فكرةً أو يُتِمَّ عبارةً، حتى تبدو أفكارُه للسامعين مُشوهةً منقوصة. برغم ذلك، بوسع المُنصِت الحصيف أن يستخلص آراءه بسهولةٍ، إن أخلَصَ ضميرَه لله وللحق. وعلينا ألا ننسى أن جماعة الإخوان الإرهابية، هي التي بدأت في تشويه هذا الرجل لأنه كان من أول وأشرس مَن هاجمهم وانقضّ على مشروعهم الإرهابي المُشوِّه للإسلام؛ وهم في سُدّة الحكم. وهم، جازاهم الله، الذين أطلقوا عليه اللقبَ الركيك: "الشيخ ميزو"، فجعل السابلةَ، ممن لا يقرأون ولا ينصتون، تسخرُ منه وتستخفُّ بآرائه، مُسبقًا، قبل سماعها. بعد ذلك دعونا نتساءل : لماذا يـُحاكم هذا الرجل؟
هل يُحاكم لأنه قال: "قال اللهُ"، في وجه مَن قال: "قال الشيخ فلان" حتى بات القرآنُ مهجورا؟ إنما احتكمَ للقرآن الكريم وقال للناس: “أنصِتوا لقول الله في كتابه.” فخاف سَدنةُ الدين على بضاعتهم وأرزاقهم؛ فكادوا له وأقاموا ضدَّه الدعاوى تلو الدعاوى. والقانونُ "نصٌّ"، للأسف وليس "روحًا”، فسُجِن. لكننا نثق في نزاهة قُضاتنا الشرفاء وعمق وعيهم ونطمئنُ إلى أنهم سوف ينتصرون للحق وللإسلام الحق، فيُبرئون ساحة مسلمٍٍ غيورٍ على دينه انتقدَ مشوهي الإسلام.
هل حوكم لأنه انتصر للأحاديث "القطعية المتواترة" ضدّ مَن ينتصرون لأحاديث الآحاد الضعيفة التي تُشرعن أغراضَهم الدنيوية، وإن أهانت عقولَنا وإسلامَنا؟ مَن يُنصِت لأقوال الرجل سوف يتيقن أنه دافع عن رسولنا الكريم وتصدّى وحيدًا أعزلَ لمن ينسبون للرسول أحاديثَ تخالفُ القرآن(!). ولو كان الرسولُ بيننا اليومَ لغضِب مما وُضِع على لسانه مناقِضًا لكلام الله، حاشاه! هل حوكم لأنه قال: "لا كهنوتَ بالإسلام"، فطالب مَن يتحدثون باسم الله أن يبرزوا لنا: (صكَّ الوكالة من السماء) الذي يُخوِّلُ لهم الحديثَ نيابةً عن الله؟ لكن أحدًا لم يُبرز صكًّا؛ لأن لا صكًّا في يد أحد. وفِي المقابل؛ أبرز هو صكَّ الله الأوحد: (القرآن الكريم)، فبُهتَ الذين ظلموا الإسلامَ، وقدموا ضده الدعاوى القضائية، لكننا نثقُ في أن قُضاتنا لن يسمحوا بسجن رجل يقول: “مستحيلٌ أن ينطقَ النبيُّ بما يناقضُ كتابَ الله.” هل حوكم لأنه انتصر للأزهر التنويري الذي ينصر الإسلامَ كدين سلامٍ وعقل وأخلاق وسُمو، وربأ أن يكون بين جدرانه مَن يهين الإسلامَ ويسِمه بالإرهاب والشهوانية والتباغض وإهانة الإنسان؟! معاذَ الِله أن يكون هذا دينُنا! إنما حاول استعادة قيم أزهر "محمد عبده"، وليس أزهر "القرضاوي”. هل حوكم لأنه نفى عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال عن نفسه، حاشاه، إنه جاء بالذبح والسيف كما تقوّل عليه مهينو الإسلام مزدروه؟ هل حوكم لأنه نفى عن الإسلام سَبي النساء واغتصابهن ونكاحَ البهائم وإرضاعَ الرجال وغيرها مما زعم الشهوانيون وتقوّلوا على الرسول بأحاديث كذوبة؛ مادامت تخالف القرآنَ الكريم. هل حوكم لأنه يحاول قطع الطريق على داعش التي تستند على نصوص إرهابية نسبها المتطرفون للإسلام زورًا؛ لمآربَ سوداءَ في نفوسهم.
قبل أن تعيدوه إلى سجنه الذي قضى فيه قرابة العام، فضلاً استضيفوه (وحده) على إحدى القنوات، دون أن يقاطعه مذيعٌ مُتثاقف أو مذيعةٌ جهولٌ، واتركوه يطرح أفكارَه بهدوء، مثلما طرحها (دون مُقاطَعة) في صالوني الشهري أمس الأولَ، حتى تعرفوا أفكاره التي سُجِن فيها. ونثق في نزاهة قُضاتنا أحفاد "ماعت" التي تقف ممشوقةً على جداريات محاكمنا معصوبةَ العينين لا ترى إلا وجهَ الحق.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صالون فاطمة ناعوت الشهري السبت القادم 27 يناير
- عن الإمارات سألوني .... فقلتُ (إنهم يصنعون الحياة)
- -البدلةُ الزرقاءُ وسامٌ- … قالتِ الجميلةُ
- قلقاسٌ على مائدة قبطية
- لأننا نستحقُّ الموسيقارة الجميلة!
- غدًا أُغرِّد مع عصافير شُرفتي
- معجزةُ إبراهيم أصلان
- الجيشُ العراقيُّ يُكملُ النوتةَ الموسيقية
- رسالةُ زهرة اللوتس ل كاتدرائية ميلاد المسيح
- صلاح عيسى … ورقة الغلابة التي سقطت
- سلاح تونس …. زيتونة
- ميري كريسماس … يا سامح!
- الشيخُ الطيب … الشيخُ الشابُّ … شكرًا لك
- أيها -المؤمنون-… أنا مسلمةٌ أحب جرس الكنيسة
- هنا سانت كاترين
- جميعُنا قتلة … لا أستثني أحدًا
- يوسف زيدان …. اكسر كوّةً في الجدار… وامضِِ
- القدسُ بين اليهود والصهاينة ورشدي
- خذوا عيني شوفوا بيها!
- جاءنا من الحجاز البيانُ التالي


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لماذا يُحاكَم الشيخ محمد عبد الله نصر؟