أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي شاحوذ - الكرسي والطلي














المزيد.....

الكرسي والطلي


محمد علي شاحوذ

الحوار المتمدن-العدد: 5773 - 2018 / 1 / 31 - 00:17
المحور: كتابات ساخرة
    



بابنيوز/ وكالات: تعلمنا منذ نعومة اظفارنا أن هناك شروطا وصفات كثيرة أولها الكفاءة والنزاهة ,لابد من توفرها في الشخص الذي يرشح من قبل مسؤوليه ليسند له المنصب عملا بمبدأ ( ان خير من أخترت القوي ألآمين) فهي أمانة لابد من صونها وأختيار ألآصلح والأكفأ . ولكن يبدو أن كل شئ في هذا الزمن الآغبر قد تغير, فنتفاجأ دائما بأن الاختيارات عشوائية وسطحيه وغير دقيقة وتستند الى قاعدة المحسوبية والعشائرية والطائفية والحزبية والأمثلة هنا لا تعد ولا تحصى .
وحينما يتم اختيارك عزيزي صاحب المنصب الجديد بغفلة من الزمن وبعيدا عن الضوابط الصحيحة, فهناك شروط وواجبات عليك اتباعها صارت من ضمن ( بروتوكول ) المنصب بل اهم من المنصب نفسه ! حتى تدوم عليك نعمة الكرسي حتى لو كنت لا تفهم شيئا .
عليك أولا أن تشتري عددا من البدلات الجميلة وربطات العنق الفاخرة وبالطبع انت لا تفقه في الاناقة فعليك الاستعانة بمن يختار لك ملابسك , ولا تنس أن تهدي مسؤولك الاعلى عددا من تلك الاربطة وكم زجاجة عطر فاخرة حتى يتذكرك كلما ارتدى تلك الاربطة وكلما رش من تلك العطور .
ثانيا عليك أن تشتري قطيعا من الخرفان الممتلئة البيضاء وتودعهم في مكان قريب من دائرتك للطوارئ !! فترسل احدهم لجلب خروفا كلما مر السيد المسؤول بالقرب من باب دائرتك , لتنحره تحت قدميه تبركا وفرحا بمقدمه الكريم , وانصحك أن تتعلم الذبح بيديك فتكبر بعيني مسؤولك حينما يراك وأنت تشمر عن ساعديك لتذبح له القربان والدماء تلطخ يديك من أجله.
ثالثا عزيزي عليك أن تخترع أي مناسبة في دائرتك ولا تنس أن تجعلها في نفس يوم ميلاد السيد المسؤول ولا تنس أن تشتري لفة شريط ملون مع المقص ومع الصينية الستيل الذهبيه, وتجعلها في ادراج مكتبك فأنت ستستخدمها كثيرا مع كل مرة يحضر مسؤولك الى دائرتك , فتعمد فقط الى لصق الشريط على حافتي باب الدخول وتجعل احدى موظفات دائرتك الانيقات تحمل تلك الصينية التي فيها المقص الطويل مع حفنة من موظفي دائرتك المساكين الذين يجب عليهم التصفيق من اول لحظة ظهور مسؤولك وقصه الشريط وحتى وصوله الى داره بعد اربع ساعات من مغادرته!!. وعليك أن ترفع اعلام الزينة والبالونات الملونة في كل اركان دائرتك وأن تعلق لافتات الترحيب بمسؤولك وأن تجعل عبارة الترحيب به كبيرة مميزة وبعدها اكتب ما تشاء فهو لن يقرأها اصلا , وأن تغير ديكور غرف دائرتك في كل مرة يحضر مسؤولك حتى تعطيه انطباع أنك دائم العمل والمثابرة.
عزيزي يامن تبحث عن المنصب ولا تستطع ان تترك الكرسي عليك أن تشترى كم باقة ورد جميلة لتذهب بها الى المرضى من أقارب مسؤولك فتزورهم حتى قبله وفي حالة وفاة احد اقاربه عليك أن تحضر للعزاء قبل الجميع وتبقى حتى يوم الاربعين وتبكي بحرقة وألم حتى لو أستوجب اللطم فلا ضير أن تتعلم اللطم , وعليك شراء جميع كتب الشعر والدارميات , فترسل لمسؤولك كل ست ساعات بيت من الشعر او حكمة تمجد به وتضخم أفعاله وتشبهه بكل أبطال التأريخ والحروب والكوارث من حمو رابي وهانيبعل ونابيليون وعنترة وحتى طهمان الكلابي والهذيل بن زفر, رغم أني لا أعرف من يكونا طهمان وهذيل !!. عليك أن تحفظ جيدا تواريخ
مهمه في حياة مسؤولك مثل عيد ميلاده وتاريخ نيله شهادة الابتدائية وتاريخ ميلاد زوجته وأبنائه وأن تسمي أحد أولادك مثل اسمه وأن تسمي احدى بناتك بنفس اسم زوجته ,وحاذر فيما لو كان يكره زوجته, فسمي أبنتك مثل اسم حبيبته, ولا ضير أن تطبع كتيب صغير تنقش فيه بعض أحاديث مسؤولك المهمة ووزعه على الموظفين رغم أنه لا يعرف يؤلف جملة مفيدة.
عليك أن تحفظ عن ظهر قلب كل ما يحبه ويكرهه مسؤولك وتعرف توجهاته الفكرية ,فان كانت توجهاته دينية فعليك أن تضع صورتك بمكتبك وأنت ترتدي ملابس الاحرام وتقبل الحجر الاسود, حتى ولو لم تكن ذهبت الى مكة ( فالفوتوشوب ) كفيل بتلك الصورة ,وأن تحمل بيدك سبحة طويلة, وتجعل نغمة جوالك نشيدا دينيا , أما اذا كانت توجهاته علمانية فعليك أن ترتدي الجينزالضيق, وتضع قلادة ذهبيه برقبتك وتسمع أغاني قمر وساندي, كن أنت مرأته وصدى صوته ,وكن أنت مصوره وحاول دائما أن تصوره بكل الاوضاع حتى وهو يعاني من أوجاع المغص وأجعل صورته وهو يضحك واجهة ( لبروفايلك ) في الفيس وأكتب تحتها اشرقت الشمس بطلعة وجهك البهية رغم ان مسؤولك يشبه التمساح الافريقي!!.
افعل كل ذلك لتبقى دائما في منصبك الى الابد فأنت في مأمن من العزل لكن حينها ستخسر نفسك واحترامك بين الناس وتخسر أخرتك , وتذكر أن تلك الخرفان التي تنحرها تملقا ونفاقا تحت اقدام مسؤولك هناك من هم أحوج اليها من طوابير الفقراء والمساكين في بلدك وأن المنصب الذي بعت كل شئ من أجله سيأتي غيرك ويدفع سعرا أعلى من سعرك ويشتريه, مع الاحترام لكل من يحترم نفسه ولم يضطر يوما لآن يقلد قرود الغابات الأمازونية !!.



#محمد_علي_شاحوذ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي شاحوذ - الكرسي والطلي