أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - التطرف لغة منتشرة ، مشاهدات بين مراكش والعيون














المزيد.....


التطرف لغة منتشرة ، مشاهدات بين مراكش والعيون


محمد الاغظف بوية

الحوار المتمدن-العدد: 5770 - 2018 / 1 / 28 - 01:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم عظمة الإسلام وقوته ،ظل حامليه في العصر الحالي غير قادرين على حمايته .أو لنقل غير قادرين على استيعابه وفهمه فهما صحيحا يقلص من خوض المتطرفين والجهلة في الدين وفي عمومياته وكذا خصوصياته .لا أدري كيف يمكن لإنسان ذو تكوين بسيط جدا ان لم نقل منعدما ،الإفتاء في الدين وإعطاء الدروس .فعلى مقربة من موقع عملي التقيت وبالصدفة صديقا قديما ومازلت أتذكره نصحني بالابتعاد عن الفلسفة فهي بحسبه مضيعة للوقت تجلب العقاب يوم لا ينفع مال ولا بنين وزدت علية ولا فكر ولا عقل .في سيارة الأجرة في مراكش مثلا أو العيون يطلق السائق العنان لخطب تذكرنا بالعقاب والحساب الشديد .مع أن صاحب طاكسي لن يتردد في إضافة مبالغ على التسعيرة الرسمية ولن يتنازل عن حقه عندما تطلب منه طلبا إنسانيا أو إضافيا . فالخطاب الديني هنا وضع لك لا له .
الوعظ والإرشاد لغة جديدة أصبحت مشاعة ومشتركة بين الكل ،نسوق مثالا لنوضح أكثر هذه العملة الرائجة ، ففي موقع خصص للمستجدات التربوية والمهنية لإحدى مؤسسات العليم العمومي ،يمكن تسجيل معظم كتابات ومداخلات رجال التربية والتكوين تحت خانة الوعظ والإرشاد .فاغلب المتدخلين ينشرون مواعظ وقصص دينية وأخرى أدعية تلقى استحسانا من طرف البعض الذين بدورهم سيكتبون ويزودون الموقع بابتهالات ونصائح حول الآخرة والعقاب وحسن الخاتمة .إلا أن الخطر الفادح والفاضح ظهور تيارات لا فكرية ولا علمية تتخذ من الدين كمطية للتسفيه والتنقيص لا النقد ولا المخاصمة المعقلنة . فيمكن مثلا لمدرس الطعن في شخصية "ابن رشد الفقيه ـ الفيلسوف " واتهامه بالسرقة وبكل بساطة يعتقد أن عمله جهادا ونضالا ضد علمانيين او عقلانيين .
لنتذكر موقف الإرشاد والوعظ الجدد حتى من رجالات الفكر الإسلامي .فقد ينصحك احدهم بالابتعاد عن كتب أبو حامد الغزالي ولسان حاله "كتب الغزالي تحمل بدعا وخرافات " . والواقع أن الحامل للخرافة والضلالة هو من يعتقد امتلاكه الحقيقة وتقديس مقولات شيوخه ، فيما يعتقد أنه يشنف ويطرب مسامع مصفقيه .
في العيون كما في مراكش قد تمر من أمامك أمواج من النساء بلباسهن الأسود "المخيف عادة " .يتفقن على مواجهة حياة الناس وعاداتهم في الأفراح .وينشرن خطبا تحرم وتبدع وفي الأفراح والأعراس يتحولن إلى فقيهات مرشدات وأملهم أقوى في جذب المزيد من "المؤمنات " .فالدعوة قائمة والمجتمع جاهل .هذا في نظر حماة الدين الجدد من الذكور والإناث .
يمكنك في مراكش مثلا أو في العيون أن تصلي في مسجد يطعن فيه الإمام والمؤذن بدعوى عدم الالتزام بالسنة" الجديدة " . كما يمكن لابن أن يستفسر عن دين والده " القديم ". وفي العيون كما في مراكش لن يتردد احد مدرسي الفلسفة في المزاوجة بين خرافته والعقلانية ، سينصح التلاميذ بالالتزام الديني "الجديد" وفي نفس الوقت لن ينسى تدريس الحرية عند جون بول سارتر " الإنسان حرية " وان " الحرية ليست صفة مضافة أو خاصية من خصائص طبيعتي ،إنها نسيج وجودي ."
ليضيف إنها حرية تخص الإنسان الغربي. أما أنت أيها العربي فعليك بالشرق وبالرجولة وبالقيم الأخلاقية النابعة من هويتك الأصيلة.هكذا يتحول درس الفلسفة من معركة لتدريس الفكر العقلاني ونشر قيم الاعتراف بالأخر إلى موقع للدعوة للحفاظ على تاريخنا "المجيد".
التطرف لا حدود له ،يمكن مصادفته بين الفينة والأخرى بمراكش كما بالعيون .لغة واحدة محاربة قيم الحداثة التي . ولكن التطرف يسري وينتشر فهو داء اجتماعي ،لا يتوقف عند جماعة بشرية معينة ،ولا هو محصور في أثنية أو عرق أو قبيلة ،ولا يعرف له دين ولا لون ،بل هو منتشر بين كل مكونات المجتمع المحلي والوطني بل والعالمي .



#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير في ايران
- تجربة اصلاحات تم التراجع عنها .حزب العدالة والتنمية نموذجا
- المغرب : احزاب المواكلة
- موريتانيا المغرب : الاعلام يغذي الخلافات
- المغرب : حراك ضد الجميع
- المدرس ونقاشات العوام
- ماكدونالدز يقتحم رمال الصحراء
- القيم الاسلامية واهتزاز الحركات الاسلامية .الاصلاح والتوحيد ...
- ابن رشد من الفقه الى الفلسفة
- بن كيران رحلة سياسية فاشلة
- تدريس مادة التربية الدينية بالمغرب : أزمة مدرس مؤدلج
- محاربة التطرّف بالمغرب
- من يحكم في المغرب؟
- الارهاب وارباح حزب العدالة والتنمية المغربي
- حركة التوحيد والاصلاح -الحاكمة- في تراجع واضح
- فكاهيات حكومة العدالة والتنمية
- ايران تهدد المغرب
- المغرب مصطلحات سياسية جديدة
- الطرق القاتلة بالمغرب الجنوبي المنسي
- هذه تجاربهم ...الاسلاميون في السلطة


المزيد.....




- ثوان فاصلة.. تسلسل زمني يكشف تفاصيل آخر محادثة قبل تصادم طائ ...
- -مضادة للمدمرات-.. الحرس الثوري الإيراني يكشف عن مدينة صاروخ ...
- من جنوب لبنان وزير دفاع إسرائيل يحذر خليفة نصرالله: لا تكرر ...
- تشييع حسن نصر الله في 23 شباط.. ونعيم قاسم: قرارات حزب الله ...
- نعيم قاسم: الدولة اللبنانية مسؤولة بشكل كامل لتتابع وتضغط من ...
- العراق: البرلمان يتبنى تعديلا في الموازنة يسهل استئناف تصدير ...
- ماجد سعيد ىخر مستجدات الوضع في الضفة الغربية
- الذكريات قد تكون وراء إصابة الشخص بالسمنة
- صحيفة تركية: إسرائيل تفقد ورقة -الكردستاني- بسوريا وتبحث عن ...
- القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو أعاد تشكيل فريق المفاوضات لهذ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - التطرف لغة منتشرة ، مشاهدات بين مراكش والعيون