حيدر الهاشمي
الحوار المتمدن-العدد: 5769 - 2018 / 1 / 27 - 12:09
المحور:
الادب والفن
رسالة إلى الرفيق جعفر ...
في تلك الليلة من ليالي تشرين الباردة , لا أدري من كان الذي يطرق النافذة هي أم المطر . حدثتني عن طفولتها العذبة , عن ايامها الدراسية وكيف كان الطالب البدين يسرق من حقيبتها قطعة الشوكولاته .
تراودني فكرة الرهبنة , كلما سمعت صوتها يدخل الأيمان قلبي , أنا فعلاً متصوف بها . حدثتني عن شارع المتنبي , عن بغداد و أزقتها القديمة , عن ناظم الغزالي و أغنيته ( طالعة من بيت أبوها ــ رايحه لبيت الجيران ) .
حدثتني عن رغبتها الشديدة باللقاء , لقد وعدتني بقبلة دافئة , كان الليل يمضي ونحن نتسامر بالحديث , كل شيء كان يغرق , أحلامنا , قواربنا الورقية الصغيرة . القمر الفضي , النجوم المتناثرة في ماء البحيرات .
في تلك اللحظة بالذات شعرت أنني شخص تافه لا تليق به كلمة حب , حين تركتها وسلكت طريقا أخر , هي لا تعلم أنني لا أملك نقود تذكرة القطار , لا تعلم أنني خسرت كل شيء بسبب الرهانات وصالات القمار , لم أخبرها بشيء .
اكتب إليك وأشعر بضيق في نفسي , أنا محطم من الداخل , كجرة أريق مائها , الجميع يأتي هنا , يشربون ويمرحون إلا أنا أجلس لوحدي أعزلا وغريب , لا شيء بيدي سوى سيجارة من التبغ الرديء , احرق بها أيامي وكل ما تبقى من ذكريات .
ذات مرة سمعت رجلا عجوزا يسكن الحانة , يردد تلك الكلمات دائماَ
( الحب ليس لنا يا بني , الحب للمترفين ) .
حيدر الهاشمي
2017ـــ ديسمبر ــ 2
أم د رمان ـــ قرية بعيدة
#حيدر_الهاشمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟