أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - نص وقراءة














المزيد.....

نص وقراءة


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1479 - 2006 / 3 / 4 - 09:47
المحور: الادب والفن
    


زمن بحجم الأفق
أقصوصة بقلم: محمد الأحمد

ذات صباح ما، وفي مكان ما. نهض من فراشه الوثير، إذ خنقهُ العرق المتصبب من جبهته بعد أن سالت قطراته وصارت في أنفه، حدق في الأفق من خلال زجاج النافذة التي تكثف ما تقاطر من أنفاسه الليلية على زجاجها، ولم ير شيئاً، فمسح بإصبعيه خطاً لسعه بهما برد سطحها النظيف، وودّ لو يضع خدّه عليه لتسري إلى جسده تلك اللذة ، ولكنه قبل أن يقرب خده نظر إلى خط الإصبع المتوازي مع خط الأفق، وراح يقهقه بجنون كمتعجب غير مقتنع هازا رأسه كحمار يشم رائحة أنثاه ، فنظر إلى إصبعه الغليظ وقال:
- إصبعي بحجم الأفق فكيف لو نظروا إلى كلي؟
قرّب إصبعه من إحدى عينيه مغمضا الأخرى، وهو يعيد ما قاله لنفسه متعجباً، وراح يقرب كفه إلى عينيه بين لحظة وأخرى مدندناً أغنيته بحزن:-
- كل شيء بحجم الأفق حتى إبريق الشاي.. كلما المسه يكون حجمه الأفق!.
تناول مفكاً وقرر إصلاح علبة السردين النائمة في رفّ منسي من المطبخ، بعد أن هرب منها السمك إلى جهة القمامة، وراح يتأمل وزغاً على الجدار، ودنا منه وقال بصوت عال لأجل أن يفزعه.
- حتى أنت أيها الديناصور أصبحت بحجم الأفق.


قراءة: بلاسم الضاحي

سأحاول قراءة هذا النص قراءة تأويلية منطلقة من رؤية ذاتية ناتجة كرد فعل لفعل النص فأقول :
العنوان ( زمن بحجم الأفق ) ، زمن + حجم ( شكل ) + أفق ( مكان ) .
وسانطلق من هذه الأسئلة :
هل للزمن شكل يقاس بوحدة الحجوم ؟ هل الزمن بعد فيزيائي ام بعد جغرافي ؟ هل يمكن ان نقيس المسافة بين نقطتين بوحدات الزمن فنقول مثلا البعد بين ( س ) و ( ص ) = كذا سنة ضوئية ؟ هل هناك تداخل بين المسافات ( الأبعاد ) الجغرافية وبين الأزمان الفيزيائية؟
من هذا نخرج الى ان التمازج او التداخل الذي أحدثه الناص مابين فيزيائية الزمن وجغرافية الشكل كان موفقا ولم يحدث خللا في انتاج معنى المعنى من خلال التركيب اللغوي لجملة العنوان بتحديد زمن اللحظة المقتنصة التي انتجت الحكاية، البعد بين النقطتين ( س ) الناص الواقف في مكان ما، و( ص ) نهاية الأفق ، اذن هذه المسافة هي بقدر زمن القص.
صياغة وتركيب جملة العنوان والتي تبدو غريبة للوهلة الأولى سرعان ما تفصح عن قدرة خالقها بعد ان تفكك رموزها ووحداتها اللغوية وإعادة تركيبها بما يوازي تأويلها الشعري المخلق الذي نجح القاص بتوظيف غرائبيته على ( الواقع ) وابداعه على ( المتخيّل ) من هنا من هذا الصرح المرتفع ننزلق نحوقراءة منخفض المتن اذ نفاجأ بجملة بحاجة الى اعادة تأليف لتنسجم مع قوة ( العتبة ) او( ثريا النص ) يقول الناص في جملة الأفتتاح ( ذات صباح ما ) لم اجد فيها استساغة ذوقية الأفضل لو قال ( ذات صباح ) أو ( في صباح ما ) لأستقامت انسيابية الجريان من قمة العنوان الى منخفض المتن لا العكس كما استدركها في جملته التالية ( في مكان ما ) .
ولو استخدم مفردة ( عبر ) بدلا من مفردة ( خلال ) التي وردت في ( حدق في الأفق من خلال زجاج النافذة ) لأستقام المعنى وانتشت الذائقة .
يطالعنا النص بوصف غريب آخر ( أنفاسه الليلية ) الذي لم يوفق بلصق الصفة الليلية الى الأنفاس لعدم انسجامها مع النسق العام لوحدات هذا النص اذلم نجد ان هناك انفاس ليلية تختلف في تخلقها مع انفاس نهارية مثلا ولا ادري ماذا قصد بها الناص فكان عليه ان يبحث عن صفة اخرى للأنفاس ليقارب بينها وبين القصد في النسق القصصي العام كأن يقول ( انفاسه الرطبة ) أو ما شاكل ذلك لحاجة القص الى انفاس تطلق زفيرا بخاريا يترك أثرا على زجاج النافذة ليستثمره في رسم الشكل الذي انهى به قصته .
وفي مقاربة جميلة بين تكوينات واشكال شخوص القص في دائرية الأفق ودائرية شكل ابريق الشاي ودائرية الفم الذي ينفث بخارا يؤدي الى عتمة الزجاج والى اسطوانية الأصبع الذي يشكل ما يشبه ( ) اثناء خطه على الزجاج المبخّر راسما شكلا يشبه ( ) الذي ينهي عنده الحكاية كذلك دائرية علبة السردين التي تحتوي على كائنات زلقه ( السمك ) والتي شكلت مع مكونات المشهد القصصي زمنية القص ولحظويته وحكائيته اثناء تامل الناص لذلك الأفق .
الموضوع لطيف ، التقاطه من زاوية ذكية مفتوحة الجهات تتيح لقانصها مساحات واسعة من التحرك داخل المشهد لتقول اشياء مكثفة لو استثمرها القاص بروية وتأني وبتفصيلية دقيقة في رسم المشهد تخيليا لأمتعنا بحكاية جميلة في زمن مضغوط .
اخفق القاص بايجاد نهاية توازي اهمية الحدث المقصوص لخلوها من الدهشة والغرائبية الموازية لما يقص اتمنى على الأحمد ان يعيد كتابة هذه القصة بتأني وروية واعترف اني قرأت نصا جميلا وممتعا لكنه بحاجة الى صياغة حرفية جديدة .



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكواتي
- الدروب التي لا تصل بطريق
- رواية غايب لبتول الخضيري
- الفكر العربي في محيطه الأسود
- أجوبة الحوار المتمدن للملف
- قراءة في رواية وردة لصنع الله ابراهيم
- الشارعُ السياسيّ بعد غياب المثقف
- لائحة مهرجان بغداد للسينما
- نوبل للآداب والعرب
- فوكوياما
- مزقات الثقافة العربية
- من النهضة الى الردة كتاب جورج طرابيشي
- الأعلام الجديد
- شيفرة دافنشي قراءة ليست جديدة
- ماذا يمكن ان نضيف لفرانز كافكا في ذكراه
- الخميائي ساحر الصحراء
- الحلم بوزيرة
- عولمة الشارع الانترنيتي بالدهن الحر
- رواية الحرب العراقية....اهي منسية؟
- لجوء عاطفي


المزيد.....




- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - نص وقراءة