محمود كرم
الحوار المتمدن-العدد: 1479 - 2006 / 3 / 4 - 09:44
المحور:
كتابات ساخرة
بعد أن بادلها عبر الهاتف بكلماتٍ تقطرُ غراما ً وهياما ً أغلق على إثرها السماعة ليطلقَ تنهيدة عميقة ذهبت معها أنفاسهُ الملتهبة إلى مداها الأخير في النشوة ..
وكان في قرارة نفسهِ يراهنُ كثيرا ًعلى وسامتهِ وأناقتهِ في اقتناص الفرص الذهبية ..
هكذا كان يعتـقد دائما ً ..!!
إلى أن حانت لهُ فرصة وجد فيها صيدا ً ثمينا ً ، حيث كان يجلسُ في مهابة ( أناقتهِ ) على طاولةٍ أنيقة في المقهى المزدحم بالأناقة والجمال والذي يـُعرف بـ (starbucks ) ..
وفي الطرف الآخر من المقهى كانت تجلس فتاة جميلة ممشوقة القوام في العشرينيات من عمرها ..
وكلما نظر إليها بين الحين والآخر يراها تبتسم وتضحك ..!!
قررَ أن يذهب إليها ، معتقدا ً بأنها قد وقعت في غرامه ..!!
استجمع كل شجاعتهِ متسلحا ً بفنونهِ المعتادة في معسول الكلام ، بادرها بالسؤال فورا ً والإبتسامة ملء وجههِ : هل أنا المقصود بإبتساماتكِ وضحكاتكِ ..؟؟
قالت : نعم ..!!
فقال لها على الفور دون أن يترك مجالا ً لأنفاسهِ المتلاحقة من أن تهدأ : ممكن أن نتعرف .. !!
فقالت لهُ : وهل كنت تعتقد بأني ابتسمت لك ..!!
إنما ابتسمتُ عليك لأنكَ تضعُ على عينيك نظارة شمسية في هذا المكان والوقت ليل ..
وبعد مضي شهر من تلك الحادثة التي عمّقت جراحه الذكورية المتنرجسة كان يجلسُ قبالة البحر مع زوجته على كرسي ٍ يغوص في الرمال يستمتعان بتذوق الآيس كريم ..
ونسيم البحر يداعب وجهيهما لتنفجر عندهما شهية الحديث ، ونور القمر ينعكس بريقا ً لامعاً في عينيهما ..
سألته ُ بنبرة حائرة : كيف ترانـي ؟؟
أجابها بعد أن اعتـدل في جلستـهِ :
أراكِ كاملة الأنوثة
قوامٌ رشيـق
شفتان شهيتان حد الإغماء
نهدان يخترقان عنان السماء
شَعر يغار منه الهواء ..
فردت عليه بنبرة موجعة : لم أقصد هذا ..!!
ـ وما كان قصدكِ ؟؟
كيف تراني في أحلامك ، وآمالك ، وزهـو أيامك ..
وهل تراني في نسمة الفجر
وفي اشتعال القمر
وفي اختيالات المطر ..
غيّر من طريقة جلسته لتتناسب مع ما يريد أن يقوله :
لم يخطر ببالي كل هذا .. !!
ـ وما خطرَ في بـالك ؟؟
ـ أن تكوني لي جسدا ً يتضرج بالشهوة أهتدي إليه كلما فارت بأوصالي دماء الفحولة ..
#محمود_كرم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟