أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ألم والحب في قصيدة -رهبة الوجد- منصور الريكان














المزيد.....

ألم والحب في قصيدة -رهبة الوجد- منصور الريكان


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5766 - 2018 / 1 / 23 - 13:45
المحور: الادب والفن
    


ألم والحب في قصيدة
"رهبة الوجد"
منصور الريكان
هناك شعراء يتميزون بلغة وبشكل وبطريقة تقديم الشعر، وهذا التميز لا يعتمد على النظم والصناعة الشعرية بقدر حضوره في وجدان الشاعر، فما يقدم من شعر لا يأتي من الشاعر فقط، بل من الطاقة الابداعية الكامنة في الشاعر والتي تدفعه ليكتب القصيدة، فالشاعر الحقيقي يكون رهين لحظة التجلي، الحظة التي توجب عليه أن يكتب القصيدة، وإلا يكون قد فقد مولدوه الشعري، وذهب دون أن يظهره للحياة.
من هنا يأتي تميز الشاعر أو الاديب، فهو من خلال التوحد بينه وبين القصيدة يقدم لنا نص مميز يجعله مختلف عن الآخرين، فلا هو يشبه احدا ولا احدا يشبهه، "منصور الريكان" من الشعراء الذين خطوا لأنفسهم طريقة وشكل ولغة خاصة، بحيث يمكن لمن يتابعهم أن يتعرف عليهم من خلال اللغة والألفاظ والطريقة التي يستخدمنها في شعرهم، وحتى دون أن يضعوا اسمهم على القصائد، وهنا تأتي قمة التميز والتفرد، لا اجامل أن قلت أنني من الذين يستمتعون بشعر "منصور" فهو صاحب لغة حزينة ناعمة يستطيع أي متابع لشعره أن يجدها، وهذا الشكل من "الحزن الناعم" تميز به شاعرنا عن بقية الشعراء، فهو ممتع، رغم أنه حزين، وهادئ رغم افتراضنا أن يكون الحزين يحمل شيء من الغضب، فما هي الطريقة والشكل واللغة التي يستخدمها "منصور الريكان" في شعره؟.
هناك صيغة النداء التي لا تفارق القصائد:
" يا إلهي رهبة توقد نفسيْ
فانا المأزوم من وضعي وكلي قد وقعْ"
اللجوء إلى الله حالة طبيعية عند المؤمنين، وهذا اللجوء يشير بطريقة غير مباشر إلى حضور الإيمان عن الشاعر، وهذا ما يريح المتلقي كما يريح الشاعر.
نجد الشاعر يتألم بسبب هم شخصي حيث بدأ قصيدته بالتحسر على الحبية، لكنه كشاعر يحمل احساس مرهف، فلا بد أن تكون القضايا الأخرى لها مكانها في نفسه:
" يا إلهي صبغتني العادياتْ
وغراب البين ينعق في المدينةْ"
فقد تعدى الهم الشخصي ليحمل الهم العام، هم المدينة/الوطن/الشعب/الناس، ولا نقول هذا تحول أو انقلاب في حمل الهم، بل هو حمل يضاف إلى ما يحمله الشاعر من هموم، وهذا ما يجعلنا نقف مع الشاعر، وكأن همه الشخصي لا يكفيه، فكان الهم العام يزيد الخناق عليه.
بعد أن يحدثنا الشاعر عن همومه يبدأ في الانفراج شيئا فشيئا، فيخاطب المرأة/الحبيبة والتي بالتأكيد أنها تخفف وتهدئ من وتير الضغط الواقع على الشاعر، فالمرأة احد العناصر المهدئة والمخففة لحالات الضغط والقسوة:
" كلميني وارقصي تحت ستار الليل نامي واهدليْ
كالحمامات وغني في فرحْ
يا إله الشوق قلبي منشرحْ
فأنا المأسور فيها عذبتني وانجلى صوتي يناغيها وما أحلى اللياليْ
إذ أشم العطر فيها وأنامْ
صوتها يحوي المقامْ
غنج منها يراويني الشموس المبهرةْ
وأحييها وأنسل بدفئها أستريحْ"
من يقارن فاتحة القصيدة وخاتمتها يجب أن الشعر يبدأ من حالة الصفر ليصل إلى حالة السوية والعلامة الكاملة، وهذا ما يميز "منصور" فهو شاعر متفائل ومن المؤمنين بالحياة وبالمستقبل، لهذا نجده يختم قصائده بالخواتم البيضاء والمتفائلة، رغم القسوة والخراب الذي يحيط به.
قلنا أن هناك نصوص بيضاء ونصوص مطلقة البياض، وهنا نجد الشاعر ينقلنا من الألفاظ الصعبة والقاسية التي جاءت في البداية إلى ألفاظ ناعمة وهادئة وسلسة، وكأنه من خلال الخاتمة التي استحضر فيها "الحبية" يؤكد على الأثر الايجابي الذي تحدثه فيه وفي نصه الشعري، من هنا وجدنا الخاتمة مطلقة البياض بحيث تنسجم الفكرة/المضمون ومع اللغة والألفاظ.
"يا إله العشق قبل ثغرها
واجعل الوجد يطوفْ
فهي الضوء وما أجمل ما في الكلمات حين تنطقْ
وأراني القلب دقْ
ولكِ الرهبة مولاتي يا أحلى نغمْ
يطرق الوجد ثنايانا ونحلمْ"
لهذا عندما نقول أن "منصور الريكان" شاعر مميز لا نكون مجاملين له، بل لأنه شاعر اثبت بقصائده هذا التميز.
القصيدة منشورة على الحوار المتمدن على هذا الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=586708



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة الوجود في رواية -أديب في الجنة- محمود شاهين
- الخط القصصي في -مريم البلقاء- علي السباعي
- مناقشة كتاب -نقش الريح- في دار الفاروق
- الفرق ديوان -وعد- اسماعيل حاج محمد
- الشاعر في ديوان -قربات كأشجان الحفيف- عيسى الرومي
- المتعة في كتاب - نقش الريح- نعيم عليان
- الحرية في ديوان -إحدى مراياه- عيسى الرومي
- الأفكار (المجنونة) في كتاب -هيا نكتشف ها نخترع- سعادة أبو عر ...
- المتعة والمعرفة في مسرحية -الكلب الذي لا يأكل لحم صديقة- سعا ...
- العاطفة والجسد في رواية -شيء من عالم مختلف- للكاتبة وفاء عمر ...
- السرعة في قصيدة -نبض الأرض- عمار خليل
- الحيرة في ديوان -أبجديات أنثى حائرة- سماح خليفة
- الاضطراب في ديوان -سيدة الأرض- اسماعيل حج محمد
- الطبيعة في مجموعة -روت لي الأيام- -املي نصر الله-
- مناقشة كتاب: -مُبكر هذا يا فتى- للدكتور الأديب سامي الكيلاني
- المدينة والمجتمع في -زرقاء بلا ذنوب- -سعادة أبو عراق-
- التكثيف في رواية -أقواس الوحشة- محمد سلام جميعان
- -قلعة البحر- -سعادة أبو عراق-
- التألق في قصيدة -رواية بين الثنايا- جاسر البزور
- متعة اللغة وقسوة المضمون في كتاب -مبكر هذا يا فتى- سامي الكي ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ألم والحب في قصيدة -رهبة الوجد- منصور الريكان