ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 5765 - 2018 / 1 / 22 - 19:21
المحور:
الادب والفن
موعد الشموع
على موعد مع الشموع كنا نلتقي، نحتسي الوقت داخل أقبية الليل بكؤوس القمر، نضيء الشمع لميلاد العشق، تدغدغ قلبي بقصيدة من الغزل فيذوب خجلًا وترتعش أنامله وتتورد وجنتاه، يحاول بعدها أن يختلس نظرة حب خاطفة فيقع في شِباك الأسر.
كان الحب فينا ثائرًا، متمردًا على جميع طقوس السهر... أنزع صورًا خريفية من ذاكرتي وأرميها للهجر، وأنتَ تخلع عن قلبك جميع قصائد الضباب والغيم... ثم نتدثر ببطائن الربيع ونلتحف أكاليل الزهر، تكلمني بلغة الأعين فأخشع لكل رفة جفن، تتوضأ بمطر كفي فأسجد في محرابك لصلاة الشكر.
كنتَ تحمل بين يديك جورية تحلو لي، حمراء بلون الغسق، مخملية كضفائر الغجر، بنكهة السهر لكنها حبلى بالنعس، كم أشتهيت أن أضمَّها إلى صدري وألثمها آلاف القبل لكنها بقيت تراوغ لمواقيت أُخر.
كم سردتَ على مسمعي حكايات عن السندباد والسفر، صورتَ لي البحر سفينة تتبختر على الرمل، والمسافاتِ قريبة أكاد أطويها بين ذراعيِّ، والأيام حروفًا مسطرة على الورق.
جلنا معًا البرَّ والبحر، والصحراء إلى أبعد أفق، لم أكن أظن في حينها أنك تودعني، وأنك تحمل على ظهرك حقائب السفر! وستتوه مني في دهاليز الغياب، وأجوب وحيدة شوارع العمر والأزقة المهترئة ومفترقات الطرق... وكل ما بقيِّ لي منك هو صورة محفورة على جدران هذا القلب... أوقد إليها الشموع في موعدها... وأنتظر.
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟