أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - الأربعة ....















المزيد.....

الأربعة ....


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5765 - 2018 / 1 / 22 - 10:20
المحور: الادب والفن
    


(( هَذا كشكولٌ غريبٌ قدْ يَظهرُ مِنهُ أنْ لَا رَابطَ بينَ كلماتِهِ , حَقِيقتُهُ واحِدةٌ تَقُولُ مَا قِيلَ سَابِقًا ومَا لَمْ يُقلْ إلى الآن ولا تُبَالي لمنْ لنْ يَفْهَمَ ولمَنْ سَيَفْهمُ مَا لَمْ تُرِدْهُ الكلماتُ التي قِيلتْ والتي سَتُقَال .. عَالَمٌ غَريبٌ يُحيطُ بِنَا , حَماقَتُهُ تَزيدُ مِنْ غَرابتِهِ حتّى أَضحينَا "غُرباء" بينَ أهالينَا وفي أَوطانٍ "نَسْكُنهَا" ولا تَأْبَهُ لنَا ولوُجودنَا .. كلّ هؤلاء "سكّانٌ" لا علاقة لهم بـ "أوطاننا" ونحنُ أيضًا "سكّانٌ" لا علاقة لنا بـ "أوطانهم" , نَتقاسمُ معهم "أوطانًا" لا علاقة لها لا بـ "أوطانهم" ولا بـ "أوطاننا" وكلنا نُردِّدُ نفسَ الأسطورة ونَحْيَى عليها وسنَحيَى حتّى نُوَارَى فنَعُود إلى "أرضنا" .... "وطننا" الذي هَجَرَنا بَعدَ أنْ "هَتَكَ عرضَنَا" ولا حِساب ولا عَدْل ! ))

.

(( هذه قصة "غريبة" قَدْ تُشبِهُ غيرها من القصص الغريبة التي لا يَهتمّ لهَا أحد , ومع ذلك تُكتبُ ويُخصَّصُ لها وقتْ وجهدْ .. كاتبات وكتّاب ورُوّاد هذه "البقاع المُقْفِرة" التي لا يزُورها أَحَدْ يعلمون سرّها وسحرها , ولا يُلامُ في ذلك مَنْ هَجَرَها فهي حقًّا "غريبة" و "مُخِيفة" ولا تَستهوي إلا "الغريبات" و "الغرباء" و "شُذّاذ" الآفاق , ولا غرابة في ذلك فلا عزاء للـ "غُرباء" والـ "أيتام" والـ "لُّقطاء" إلا في تلك "البقاع المُقفرة المُخِيفَة" .. لا عزاء لكلّ هؤلاء في كلّ الآلهة فهي لم تُصْنَع لهم بل لرعاية شؤون ومصالح غيرهم , ولكي "تُنْصَفَ" لا يجبُ إخفاء أنهّا غَيْرُ مُرَحَّبٍ بها حتّى لو أَرَادَتْ الحضور أوالزيارة .. فمثلا ؛ الإله الوحيد الذي زَارَ مكاني وَقَعَ تَعليقه من خصيتيه بَعْدَ أنْ قَطعْنَا لِسَانَه وشويناهُ مع كبدهِ , أظنّه بَقَى عبرة لغيره من الآلهة فلا أحد منها تجرّأ وزارنا منذ ذلك اليوم السعيد . إستغربتُ يومها مثل الآخرين لِخصيتي ذلك الإله وضحكنا مُستغرِبين : إله وعنده خصيتين ؟ غريبٌ أمره حقًّا ! وتساءلنا : ماذا لو كان عنده ثلاثة أو واحدة أو لم يكن عنده شيءْ , كيف كان سيكون موقفنا ؟ وكان ردنا كلنا : لو كان عنده واحدة أو ثلاثة أو أكثر كنّا سنُعَلِّقُهُ , ولو لمْ يكنْ عنده شيء كنّا .. أَيْضًا سنُعَلِّقُهُ وكنَّا سنَجدُ مِنْ ماذا وكيف .. أكيد . ))

.

فَـ ..

(( هل مِنْ أَحَدٍ يُريدُ السَّمَاعْ ؟ ..
أنتِ هناكَ !
وأنتَ !
هلَّا نَظرْتُما لِي وأَصْغيتُمَا ؟ ..
ربَّمَا أهمّكمَا الأمرْ ..
ربَّمَا طبَّكما "السِّحرْ" ..
ربَّمَا اِستهواكما النَّحْرْ ..
فتقرَّبتُمَا برأسي إلى كُلِّ آلهةِ الحَجَرْ ..
انظرَا وانسيَا جَسَدِيَ العَارِي ..
واعذرَانِي فهكذَا كانَ قَرَارِي ..
أنتِ إنْ كنتِ "منهنَّ" ..
وأنتَ إنْ كنتَ مِنْ عُشَّاقِ الجَنّة ..
وَلِي وَلَكِ وَلَكَ الحَمْد وَالمِنّة .. ))

.

(( لا أعلم هل أَحْمدُ أم ألعنُ اليومَ الذي دَخَلَتْ فيهِ هذه "الآلهة" الأربعة حياتي ؟ وكيفَ تكونُ حياةٌ وقدْ جَمَعَتْ في ثناياها كلّ أنواع "الشّذوذ" والهوس ؟ وكيفَ يُمكنُ تَحمّل الـ "حقيقة" الـ "خالصةً" ( حصرا ) لِـ "وجوههم" ؟ .. هل اِسْتَشْعَرْتَِ هولَ المُعاناة ؟؟! ))

(( الأربعة "تآمروا" عليّ فسحقوني سحقًا واستعبدوني , سلبوني كلّ شيء حتّى صاروا لي "هويّة" , وجودي كله أُلخِّصه فيهم وبهم ولا وُجود لي دونهم .. بذلك "أَفتخِر" ( حصرا ) , ولا فرقَ بيني وبينَ إرهابيّةٍ تُفجِّر نفسها أو تبيعها .. إيمانها صادقٌ مطلقٌ وكذلك "إيماني" حتّى الممات .. فهلْ رَأيتَِ حَجْمَ "المأساة" ؟؟! ))

...

علاء ...

(( تَمْضِي الأَنْهُرُ وَتَجْرِي اللَّيَالِي ..
وَتَغْلِبُ الآلِهَةُ فَتُقْبَرُ كُلُّ الآمَالِ ..
آهَاتٌ تَصْرُخُ وَغِرْبَانٌ لَا تُبَالِي ..
وَصَوْتٌ يُغَنِّي وَيُنْشِدُنِي مَوَّالِي ..
حَبِيبِي يَا مَاجِدْ حَبِيبِي يَا غَالِي .. ))

أُحِبُّكَ , أَنْتَ وَطَنِي ...

(( وَهْمٌ يَعِيشُ فِي خَيَالِي ..
وَحُبٌّ لَمْ أَجْنِ مِنْهُ ..
غَيْرَ الوَبَالِ ..
إِلَاهٌ جَبَّارٌ لَا يُبَالِي ..
لِصُرَاخِي وَأَقْوَالِي ..
وَلَا يَأْبَهْ لِآهَاتِي وَآمَالِي .. ))

تامارا ...

(( تَمَنَّيْتُ لَوْ لَمْ تُلْقِنِي فِي هَذِهِ السُّجُونْ ..
تَمَنَّيْتُ لَوْ تَرَكْتِنِي أَنْعَمُ بِجَهْلِي ..
لَوْ لَمْ تَنْتَشِلِينِي مِنَ الوَحْلِ ..
وَدَدْتُ لَوْ لَمْ تَكُونِي طَبِيبَهْ !
كُنْتِ مَا اسْتَطَعْتِ إِنْقَاذَ تِلْكَ الغَرِيبَهْ ..
وَتَرَكْتِيهَا تَفْنَى جَهْلًا وَنِفَاقًا وَجُنُونْ .. ))

أُحِبُّكِ , أَنْتِ وَطَنِي ...

(( قَدْ نَكُونُ كَمَا قَالُوا عَنَّا ..
حَيَارَى ..
وَقَدْ تَكُونُ لِلْفِسْقِ قُلُوبُنَا ..
أُسَارَى ..
وَقَدْ يَصْدُقُ فِيَّ مَا قَالُوهُ ..
سِرًّا وَجَهَارَا ..
وَفِيكِ مَا سَامَرَهُمْ لَيْلًا ..
وَصَحِبَهُمْ ... نَهَارَا ..
لَكِنْ .. يَا تُرَى ! ..
أَنَّى لَهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا كَيْفَ ..
بِلَا خَمْرٍ نَكُونُ ..
سَكَارَى ! ..
وَكَيْفَ أُوقِفُ الأَرْضَ ..
وَأُسَكِّنُ البِحَارَا ..
عِنْدَمَا أَشْدُو ..
بِحُبِّ تَامَارَا ! .. ))

....

أميرة ....

(( غَابَ الوَطَنُ مِثْلَمَا غِبْتِ ..
ثُمَّ قَالَ مَا لَا يُقَالُ كَمَا قُلْتِ ..
وَفَعَلَ فِينَا الأَفَاعِيلَ كَمَا فَعَلْتِ .. ))

أُحِبُّكِ , أَنْتِ وَطَنِي ....

(( مَازُوشِيَّةٌ تُقَطِّعُ ..
أَوْصَالِي ..
وَحُبٌّ مَمْنُوعٌ يَسْتَعْبِدُ ..
بَالِي ..
يَهْجُرْنِي وَيَرْفُضْ ..
وِصَالِي ..
سَأبْكِيهِ أَبَدًا طَلَلًا ..
مِنْ أَطْلَالِي ..
حَتَّى يُفْنِينِي ..
فَأَقْضِي فِي حُبِّهِ ..
غَيْرَ مَأْسُوفٍ ..
عَلَى حَالِي .. ))

نُحِبُّكِ , أَنْتِ وَطَنُنَا ....

.

(( "الغُرباء" لنْ يسألوا عنِ الإله الرّابع الذي "يَظهر" وكأنّه لم يُذْكَرْ .. أكيد , وإلا كيف سيكونوا "غرباء" ! مثلي ... مثلنا .... ))

.

(( في بعضِ الأحيان "أتمنّى" لو أستطيع "تعليق" هذه الآلهة الأربعة كذاك الذي عُلِّقَ , لكنّي أَتراجَعُ وأَحبِسُ ذلك المارِد اللّعين الذي يُوسوسُ لِي ليُغْوينِي ويُضِلَّنِي , وأَسْعَدُ بِنَصْري عليهِ .. ولازلتُ سعيدة إلى أنْ يأتي مَا يُخالِفُ ذلكَ .. ولنْ يأتي . ))

.

.... 22 / 01 / 2018 ....



#هيام_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعًا عن الذين قَالوا : ( فليذهب الوطن بمنْ فيهِ إلى الجحيم ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٧ .. إلى أن أ ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٧ .. إلى أن أ ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٧ .. إلى أن أ ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٦ .. إلى المث ...
- حول مقالي : ( تأملات .. 13 .. لمحة سريعة عن الملحدين ( الهرا ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٥ .. أنتِ وهو ...
- تأملات .. 13 .. لمحة سريعة عن الملحدين ( الهراطقة ) المُطبِّ ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٥ .. أنتِ وهو ...
- تأملات .. 13 .. لمحة سريعة عن الملحدين ( الهراطقة ) المُطبِّ ...
- تأملات .. 13 .. لمحة سريعة عن الملحدين ( الهراطقة ) المُطبِّ ...
- تأملات .. 13 .. لمحة سريعة عن الملحدين ( الهراطقة ) المُطبِّ ...
- تأملات .. 12 .. كشكول قَدْ يُفِيدُ العقول .. 1 ..
- تأملات .. 11 .. كشكولٌ وَجيزْ مُبِينْ عنْ خرافةِ العروبة وعن ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٤ .. أنا , أن ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٤ .. أنا , أن ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٤ .. أنا , أن ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٤ .. أنا , أن ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٤ .. أنا , أن ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٤ .. أنا , أن ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - الأربعة ....