عبدالله مشختى احمد
الحوار المتمدن-العدد: 1479 - 2006 / 3 / 4 - 10:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان زيارة الجعفرى رئيس الوزراء العراقى الى تركيا تحمل اكثر من مغزى فى طياته وخاصة انه لم تكن هناك تطور مفاجئ فى العلاقات مع تركيا تستدعى هذه الزيارة . بالاضافة الى حساسية الظروف السياسية فى العراق بعد توسع العمليات الارهابية والعقبات التى تواجه تشكيل الحكومة العراقية واستمرار الحرب الاهلية المذهبية الغير المعلنة بين السنة والشيعة ، والتى كانت تتطلب بقاء الجعفرى الى جانب كل قادة القوى السياسية العراقية من اجل تدارك هذه الاحداث والمشاركة فى اخماد نيران الفتنة التى يراد من ورائها تمزيق العراق ارضا وشعبا واغراق البلد فى انهار من الدماء البريئة.
ماذا تحمل هذه الزيارة من خفايا ورائها وخاصة انها لم تحظى باستشارة وموافقة كل الدوائر السيادية فى البلد وخاصة رئاسة الدولة ، وتصريحاته التى ثبتت بان الدولة والحكومة العراقية منقسمة وليست هناك معايير قانونية ودستورية تلزم كل مسؤؤل فى الدولة بالتحرك والعمل ضمن اطار الاجماع السلطوى للبلد ، اى ان كل مسؤؤل فى موقعه هو الدكتاتور الذى يمكنه التصرف حسب ما يمليه عليه مزاجه ومصالحه ومصالح حزبه او التيار الذى ينتمى اليه . ان اعلان رئيس الوزراء العراقى بانه غير ملتزم بقرارات رئيس الجمهورية تثبت هوة عمق الخلافات بين اقطاب السلطة ، هذا من جهة ومن جهة اخرى الوفد الذى اختاره الجعفرى لمرافته الى تركيا وهو وزير تركمانى واخر من تيار الصدر الحليف للسياسة التركية . هذه السياسة التى باتت معروفة لكل العراقيين . كونها تعمل المستحيل من اجل ابقاء الاوضاع فى العراق غير مستقرة بتحريك القوى التى تتماشى مع سياستها لخلق وابقاء بؤر التوتر وابقاء الاجواء السياسية مشحونة بالانفجارات . وليس خافيا على الكل الاتصالات والمؤتمرات السابقة التى رتبتها الحكومة التركية للقوى الدائرة فى فلك سياستها من الجبهة التركمانية وانصار الصدر والمجلس الاعلى وكلها كانت من اجل ايذاء العراق وليست لخيره ، وها هو الجعفرى يكرر ما حدث سابقا ، فلم يكن هناك من مبرر لهذه الزيارة سوى الخسارة للعملية الديمقراطية التى يحاول العراقيين بكل نسيجه الوطنى من ممارسته وانجاحه .
هل نحن العراقيين بحاجة الى نصح وتوجيه الاتراك لتصحيح الاوضاع السياسية المتأزمة ؟ والجواب كلا ! فللعراق من التجارب ولهم من القيادات المحنكة ما يكفيهم من الاستعانة بجهود الاخرين الغرباء ان توفرت النيات الصادقة .
واذا كانت المغزى من الزيارة هو حبك مؤامرات اخرى ضد الكرد وقضيتهم فى العراق ، فلقد جرب اكثرهم حظهم العاثر قبل الان ولم يحصدوا غير الوبال والخسارة
#عبدالله_مشختى_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟