أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - مزمار الخضر قصة قصيرة















المزيد.....

مزمار الخضر قصة قصيرة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 5763 - 2018 / 1 / 20 - 13:07
المحور: الادب والفن
    


- شيء . . لا يصدق .
. . ما الحل ؟
. . ماذا أعمــــل - تعبت .

ربع قرن . . أو يزيد - منذ عودته - لم يعرف . . نوما ، لم يعرف . . سوى طنين في اذنه اليمنى - حين يصحو ، وحين يذهب . . يوميا إلى النوم - يصاحبه ضجيج . . معلومات ، مشاهد ، أحداث . . تحليل ، تحليل . . لا يتوقف – آهات تتفجر في الداخل ، الآم تعصر الاكتاف والعنق ، مطارق تدق في جمجمة الرأس ، نار تتسلل خلسة . . إلى العينين ، وتنميل يبث نفسه على مساحة الجسد . . .
- كـ . . ـل ش . . ـيء واضح
- مـ..ـاذا جرى للناس
. . لا يفهمون .
كنت تصر على العودة ، لا تقبل . . أي نصح ، أي رأي - حدثت نفسك مرات كثيرة . . مقنعا لها : الزمن تغير ، زاد التعليم - من قبل - كما تدركه الان - صرت تفهم . . لماذا لم يكن الناس يفهمونك ، لذا كنت . . كالغريب بينهم . . حتى اهلك ، لكن الوضع اختلف الان - ربع قرن او اكثر . . مر - الالاف من المتعلمين في الخارج . . عادوا ، واكثر منهم تخرجوا عن الجامعات في الداخل - لم يعد اليمني معزولا ، انه يعيش العالم . . يوميا – اختلطت المدينة بالقرية و . . القبيلة – من يصدق . . رعاة الصحراء ترتفع صحون الستاليت اعلى خيمهم ، وتجدهم في النت و. . يعرفون تطبيقات البرامج افضل منك - انهم متداخلين مع السياح ، والبعثات القادمة من الخارج . ز التي لا تنقطع ، ما أن تغادر مجموعة . . تحل مكانها مجموعة اخرى - انهم يحبون ابن البلد البسيط - هذا ما يقولونه دوما ، كلما إلتقى بهم احدا !! - هذا ما كررته . . مقنعا نفسك ، رغم مقاوحتها الدائمة : . . يكفي عذاب – ألم تتعلم ، ما شبعت من الاستهداف لك ، المطاردة ، الاذى !!!!!


. . . قال علي زين العابدين : ( . . لقد فهمتكم ) - أخيــرا ، كيف لم يفهم طوال ثلاثة عقود ، ومتى . . فهم ؟! - وأخيرا . . خرج الناس ، يطالبون بما أذللت بسببه - يقولون ماكنت تنادي به ، حينها كانوا يناصبوك العداء ، وتنصب لك المشانق . . عند بوابة التأشيرة . . في المطارات العربية ، وتحجب عنك فيز العبور . . إلى بلدان اخرى . . . . .

لم يمتلكك الحبور . . لوهلة ، لم تسترد انفاسك كمحارب . . لا يمتلك صنعة غيرها ، ما أن تعلن تحذيراتك ، تعود دورات الماضي . . مجددا - أنت انسان سوداوي ، متشائم ، ما زلت مسجونا في نظرية المؤامرة - لم تلن ، زدت عنــدا ، تزاحمت بينهم ، شققت طريقا للصف الاول . . عسى ! – لم يرفضونك هذه المرة - لكنهم . . لم يزالوا . . كما كانوا ، لم يتغير في الامر . . شيء ، هو ذاته من سبعين عاما ، ربما هو من قرون . . قبلها ، تقول أن المعاناة تجعل الناس يدركون الحقيقة ، لكنهم ما يزالون يتدافعون . . تراصا خلف رمزا . . موجهين بعاطفتهم . . المعتقدية - خانات . . وخانات . . وخانات ، حتى وإن كان مصدرا لمعاناتهم ، حتى وإن كان متجاهلا لهم قبلا ، عدا عند الاحتياج . . لهم - مرارة - لماذا . . تتباكى ، أنت . . لا يوجد ما يربطنا بك . . سوى . . تنظيراتك ، لم نسمع . . مشاعرك عن القرية ، لم . . نشعر انك منا – انت . . حتى مقطوع . . عن اقاربك . . من الكبارات !! - أنت ما قبلت . . مصاحبة . ز هذه الشلة أو المجموعة – دائما . . مواجها للآخرين - كيف . . يلتف . . الاخرون حولك – انت غريب ، نعم . . تحب الجميع ، لكنك . . لن تكون منهم ، حتى . . لو هتفوا لكل ما تقوله ، لو صفقوا . . بحرارة لك - انهم . . كما اعتادوا . . سيفعلون ، يرددون . . ما يملى . . عليهم ، يبررون ما يبرر لهم ، يسلكون . . مشيئة من يلتفون حوله ، حتى وإن لعنوه . . من قبل - أحجية ، كل خطأ أو كذبة . . لها تخريجات . . تبديه صوابا أو حقيقة ، ويزداد التعصب ، فتشتد المواجهات ........

. . . أنـــــــا مخنوق .
حـــرب ، المسالك . . كلها . . مقطوعة ، فقر ، مهانة ، ذل . . ورعب - لا هروب بين يديك ، لا حركة . . تقوى عليها ، لا صوت . . تجد له صدى - انت مقصي ، مثلما كنت ، اكنت في الخارج أم في الداخل . . الان - صرخت . . كتبت . . صمت . . انت محجوب عليك ، أنت منسيا - تقاوم ، تبح حنجرتك : أنظروا ، كل الامور . . بينة . . كالشمس - أين انت ! - لكل له مشد عاطفي . . يرى بمنظار اخر .

ينهار . . كل شيء ، يرتعي الجميع في ارض مجدبة . . خالية من المرعى - يقول المرء . . انا كغيري ، لماذا اضحي . . بنفسي واسرتي - وحين يبدأ النقاش ، مواجهات تعصف بالأماكن - تبرير . . اتهام - ويشتد الكلام – أن تنطق حرفا ، تتشابك مواجهاتهم . . ساقطة عليك ك . . كالصخر الناري ، المتدحرج عن قمة جبل املس . . شديد الانحدار .

......... أبحث عن مزمار الخضــــر . . العائدين .

صوت يفاجئني . . منذ تدفقت جرب التهجير - ما هذا المزمار ، كيف . . واين اجده - لم اسمع به . . ، لا اعرف – هل يقصد مزمار من مزامير داؤود . . مفقودا - ما علاقتي . . انا ، أنا مسلم – نعم . . اليمنيون . . اعتنقوا كل الاديان – ماذا يرمي إليه الصوت - إنه صوتا منقذا . . ما في شك – هل في هذا المزمار الحل - ام هو من مخلفات سليمان . . مزمار سحري . . له خادم من الجان - هل هو هنا - لا اعرف ، هل عاشت بلقيس مع سليمان – اذا . . غير موجود عندنا ، أمكان قد عاش وعاش معها في اليمن - لماذا الخضر العائدون ، ومن هم ؟؟؟ - مش ممكن يبتدع الصوت اسما . . محددا . . ولا يكون له وجود - قد يكون موجودا في اسطورة شعبية . . منسية - لماذا انا ؟ ، أترى . . هناك اخر - في سوريا ، العراق ، ليبيا ، فلسطين . . وغيرها سيأتي – أهناك . . من وصله الصوت . . مثلي - أنا لا اؤمن بالأساطير - ايوجد من يتعذب ، ارهقته براءته ، وحين تيقن أن لا قدما له . . يطبع الارض بتاريخ حضوره ، تآكله سعير يحرقه من الداخل ، وصقيع يرعد كل كل خلية من خلايا جسده - جمود وبرود قاتل . . وهو لم يعرف الهدوء . . لحظة . . فجاءه . . الصوت . . . . . .

............ مــتى يتوقف . . هذا الطنين . . اللعين .
. . اهـدأ . أنا غريب . . ألم تفهم . . بعد هذا كله ، بعد هذا العمر الطويل
. . أنا غريب . . لا شيء
، اتركني
، لا حياة . . لا موت
ماذا تريد مني ؟؟؟!!!
. . كفـايــــ................ــــــــــــــــــة .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنك . . صباح مفرح
- أجمل لوحة . . في العالم
- رقص مترآئي . . في بلد منتحب
- بلد . . بناتج الحريق
- كان . . لنا وطن
- لي . . عشقي
- تراتيل . . افك الحصار
- خطأ الحكم على المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي
- نعز . . وجع المرآآة ومضة
- حرقة قاتلة. . . عسى من يلتقط
- متحرك العقدة الفنية لمسرحية الحرب. اليمنية , على الصعيد ال ...
- سيدي الموت. - مرة اخرى. ... نثر شعري
- فك مشتبكات معاصرة . . في جدل التحرر الفكري ( عند الشباب العر ...
- صرخة . . مستغيث
- عزائي . . أمريكا
- أغني . . للفراغ. ( نثر شعري . . للحظة )
- بماذا منشغل عقل الانسان اليمني العام ؟ .... 4. ( الجزء الاخي ...
- مضطرب ملهاة الحرب اليمنية - فتح لضبابية الرؤية
- إلى كل محب للانسانية
- لكل يمني شارد الذهن ، مغلولا حلمه في لقاء الكويت


المزيد.....




- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - مزمار الخضر قصة قصيرة