محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 5761 - 2018 / 1 / 18 - 03:37
المحور:
الادب والفن
أيَا ذاتيَّ المُنْصاعَةَ الحَيْرَى
مِنْ مُعاناتِكِ تَنْسابُ آثارٌ
كَرَسْمِ أقدامْ،
تنساب آثارٌ في كيمياءِ دَمِي
تنسابُ في خَبايا باطِنِي
طالتْ في الأمَدِ أعْوَامْ.
غَيْرَ أنَّا
لمَّا عاكَسَتْنا دُنْيانا بالشَّراسَةِ
رَاوَغَتْنا في المُلِمَّاتْ،
غَرِقْنا في تَيَّارٍ للتَّكْفير عنْ ذَنْبِنا
حيثُ في النِّزالِ انْدَحَرْنا،
وانْجَرَفْنا
في مَسارِ النَّكَساتْ.
أرهَقتْنا أقْدارٌ صَنَعْناها
واحْتَمَلنا شُقوقاً في رُؤانا،
طَوَّحَتْنا أقْدارٌ رُوحيْنِ مُتَصَدِّعَتَيْنْ
-أعْتَى مِنْ أعْدائِنا-
بَدَّدْتْنا،
عَرايَا منْ عَتادٍ لِصَدِّ الشَّتاتْ.
غير أنَّا، يا أنَايْ
رَفَعْنا سِلاحاً بِشَدِّ اليَدَيْنْ
غَيَّرْنا المَجْرَى لمّا غُصْنا
في جُروحِنا؛
أكْرَهْنا دَوْرَةَ الحياةِ أنْ أتَمَّتْ حَلقَتَها
كَمَا ابْتَغَيْنا.
وحينَ أزَاحَتِ الحِجابَ شمسٌ منْ نارْ
وعادَ مُسْتَسْلِماً لِرِيَّاحِنا التيَّارْ ،
عُدْتِ يا روحاً نَشْوَى في عَافِيَّةْ
مُوَشَّاةَ الجيدِ بالعَقيقِ الأرْجُوَانْ
بِماءِ الورْدِ العاطِرِ نَدِيَّةْ
غامرةً بتهليلٍ عَمَّ المَدَى،
وفي الأعالي الخُضْرِ ابْتَهَجْنا
لَمَّا أدْرَكْتِ المُنْتَهَى،
وَرَقَصْنَا رقصةَ الروحِ العاشقةِ
مَعَ الأنا.
محمد الشوفاني
مراكش في : 18 – 01 - 2018
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟