محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5760 - 2018 / 1 / 17 - 22:06
المحور:
كتابات ساخرة
كان إمام على موعد مع درس ديني بعيد صلاة العصر بقليل، قضى فترة الانتظار عند صديق له يقطن بجوار المسجد... ورغم أن صديقه هذا لم يكن يواظب على الصلاة، إلا أن علاقته بالإمام كانت ودية...
كان الإمام جالسا على الأريكة يشاهد قناة المنار، بينما كان صديقه يطبخ بعض البيض بالطماطم، لكن الأكلة لم تكن عادية، فقد كانت مطبوخة بزيت الكيف...
تناول الإمام ما شاء له الله أن يتناول من الوجبة، ثم اتجه مباشرة إلى المسجد لإلقاء الدرس...
كان كل شيء على ما يرام في الدقائق الأولى، أو بالأحرى، قبل أن يقوم الزيت بمفعوله... فجأة... توقف الأمام لحظة عن الكلام ...ثم استرسل:
في الحقيقة، ليس إبليس من يستحق اللعنة، بل نبي الله آدم – معاذ الله، لأن الله قال له: " وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ" أي أن الله لم يكلفه بشيء ولم ينهاه عن شيء، سوى بعدم الاقتراب من الشجرة... فكيف إذن لم يستطع هذا الغبي – معاذ الله، أن يلتزم بتكليف وحيد، ثم يغفر له الله في الأخير ويكون من أهل الجنة... علما أن إيمانه مجبور عليه، لأنه آمن بوجود جنة كان بها، عكسنا نحن الذين نؤمن بالسراب... ونحن، عموم البشر، مكلفون بمئات التكاليف، ومنهون عن مئات النواهي، وسنحاسب في الأخير على مثقال ذرة إن لم تثقل موازيننا... إن هذا النبي... أشد ضعفا من أهون إنسان... معاذ الله طبعا... وإن حاسبنا فعلا عن زلاتنا فكيف يكون عادلا!
ثم كيف يطرد الله إبليسا من الجنة ويعود إليها مرة أخرى ليوسوس لآدم؟ هل استغفل الله أو انسل في غفلة منه هو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم؟ ثم ما لنا نحن في كل هذا؟ خطيئة ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، كيف نخضع لامتحان الحياة ويعاقب الله نصفنا بالعادة الشهرية ونصفنا بالشقاء طول الحياة؟ أي ذنب اقترفناه وقد كنا صفحات بيضاء؟ أم تزر وازرة وزر أخرى فنحاسب على ما فعل السفهاء قبلنا؟ والله إن هذا لظلم عظيم يا جماعة... أم أن لكم نظر آخر غير الذي قلته...
ذهل المنصتون، وقيل بل بكى بعضهم حتى ابتلت لحيته، وقيل هلل آخرون من عظمة ما سمعوه، لكن أغلب الترجيح أنهم صلبوه، أو رجموه في رواية أخرى!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟