أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جعفر المظفر - في بيتنا فريال الكليدار














المزيد.....

في بيتنا فريال الكليدار


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5760 - 2018 / 1 / 17 - 21:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ماذا يحدث لك حينما تنتقل, وخلال ساعة فقط, من حالة الهروب من الذات المرتبكة ومحاولة التنصل من عقد الحاضر المخزي, إلى حالة ملؤها الفخر بوطن إسمه العراق, وبثقافة وحضارة تمتد عبر التاريخ وصولا إلى بابل وسومر وأشور حتى تحط في احضان جلجامش وترتقي معه وتتسامى بحثا عن سر الخلود.

ماذا يحدث لك حينما تأخذك سيدة عراقية إسمها "فريال الكليدار" من رسمٍ لإمرأة عراقية ملفوفة بالحجاب, معبئة بكيس أسود, خجلة من إسمها ورسمها, إلى صورة عشتار المشرقة بإبتسامتها العراقية, حتى كأنها قد إستحمت لتوها في عين الشمس وطلعت علينا من جسد القمر.

ماذا يحدث حينما تلقي القبض عليك سيدة إسمها "فريال الكليدار", متلبسا بجريمة الخجل من عراقيتك, لتأخذك خلال ساعة فقط, إلى لحظة يُعَّمِرها زهو الإنتماء, فترجع فخورا بعراقيتك إلى حد الدمعة, حتى كأنك طفل وجد أمه بعد ضياع.

ماذا يحدث لك حينما تفتح عليك "فريال الكليدار" باب الحسين الشهيد, مرسوما باللحظة الحضارية المتنقلة على خطوط من اللغة والشعر, وكأنك تسمعها تقول .. هذا ضريح للفخر والزهو, وليس مكانا للطم والنحيب. ثم تنقلنا إلى جسد آشور الطالع علينا من أعماق الأرض مثل أسد ملتحٍ يرفض الهجرة ويتحدى معاول أبو بكر البغدادي.

إني بحاجة إلى من يلهمني ترانيم الحروف كي أصف بها لحظة الإنبهار وانا أعيد إكتشف عراقيتي الخجولة, واقفا بعز أمام بوابة بابل, جالسا بخشوع أمام مسلة حمورابي, متنزها مُتْرفا في مرابع الجنائن المعلقة.

إنها ساعة الإنبهار التي عشتها مع أكثر من خمسمائة عراقي حضروا الليلة الكليدارية التي أعادت للعراقيين الساكنين في ضواحي واشنطن, والمتجمعين في قاعة إحدى جامعاتها, حق الزهو بعراقيتهم المذبوحة بسكاكين الغزوة الغادرة وبلحى اللصوص المارقين.

وحدها فريال الكليدار المشرئبة إعتدادا بعراقيتها .. وحدها كانت سيدة اللحظة الرائعة التي نقلتنا بخطوات العارضات المحلقات في ثياب طرزتها الحروف المسمارية, ونقشتها الرسوم السومرية والبابلية والآشورية, وهي تحكي قصة التاريخ في وطن إسمه العراق.

إن نجاح الأستاذة فريال الكليدار كان يكمن في قدرتها المبدعة على الحديث مع العالم عراقيا من خلال تفاعلها الثقافي مع بيئها العراقية الغنية بالتراث الإنساني, إذ اينما حطت هذه السيدة كان العراق يخرج من حقيبتها ومن ضميرها ومن قلبها مشاهد للرقي والتحضر وصورا تحكي عن بلد كان أغنى العالم بأنواره.

شكرا لك سيدتي فريال الكيليدار يوم أعدت لنا حق الزهو بعراقيتنا.
وشكرا للديوان العراقي في واشنطن, بهيئته الإدارية, وبمجلسه الإستشاري, وبشبابه المتحمسين, الذين وفروا جميعا لسيدتنا فريال الكليدار, ولعارضاتها الجميلات, ولأستاذة التاريخ التي رافقتها بالترجمة الدكتورة إزدهار العبيدي, فرصة أن يعيدوا لنا ذاكرتنا العراقية المتحضرة المعطاء مطرزة بالخيوط والخطوط الأنيقة.

وسنظل نتمنى على المنظمات والدواوين الثقافية العراقية خارج العراق قيامها بإعادة إحياء الذاكرة العراقية وتعريف الأبناء والأصدقاء بقيمة ومعنى وطن إسمه العراق, وطن يستحق أن يُقدم بغير الصورة التي صار عليها الآن على يد النظام الطائفي الفاسد.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والمسلمون .. هل إستعمروا العراق ؟
- أخا وطن
- وضّاح اليمن
- أمريكا أولا أم إسرائيل
- تهويد القدس أمريكيا
- وادي السيليكون في العراق وصناعة الأحياء الأموات
- ربحوا الله وخسروا القدس
- محاربة الفساد في العراق أم محاربة داعش .. أيهما الأصعب
- عن المسألة الكردية .. لكي لا يتحول الحلم إلى كابوس
- الحريري .. خرج ولم يعد
- العراق .. إعادة تكوين
- بين الزمان والمكان
- البارزاني .. الزعامة القبلية في مواجهة الضاغط الديمقراطي
- من العنصري فينا يا أخوتي الأكراد
- أصل القرد .. إنسان
- إسرائيل وكردستان العراق
- براز الشيطان
- طشاري .. ما بعد الدولة الكردية
- عين على الدولة الكردية أم على الدولة السنية
- كيف أضاع صدام العراق وضيَعّه .. الأثرة والجزع


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جعفر المظفر - في بيتنا فريال الكليدار