أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - «اغتصاب» مُحَبَّب!















المزيد.....

«اغتصاب» مُحَبَّب!


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 5760 - 2018 / 1 / 17 - 18:16
المحور: كتابات ساخرة
    


دخل شابٌّ في الخامسة والعشرين من عمره إلى عيادة طبيب كتب على آرمته تعريفاً باختصاصاته الشاملة: «داخلية، إسعاف طوارئ، معالجة الإصابات والأمراض المستعصية، مدرّس زائر في جامعات ومشافي عديدة في أوروبا» وبعد أن جلس الشابّ على كرسيّ إلى جانب طاولة الطبيب سأله الأخير:
- مم.. ممَّ تشكو يا بنيّ؟
أجابه الشابّ بعد أن تململ قليلاً وهو في قمّة الارتباك والحرج:
- الحقيقة دكتور أنا في غاية الخجل، ولا أدري كيف أدخل في الموضوع!
قال له الطبيب بثقة الأكاديمي وهو يسند كامل ظهره على الكرسي الدوّار:
- لا حرج ولا خجل في الطبّ يا بنيّ، قل لي ولا تهتمّ، فنحن مؤتمنون على أسرار المريض.
- (رسم الشابّ على وجهه المسكنة الشديدة وطرف بعينيه قائلاً): دكتور، باختصار شديد، أنا معقّد نفسياً؟
- أهه، بالرغم من عدم اختصاصي في مجال علم النفس، ولكن احكِ لي فقد أساعدك يا بنيّ!
- دكتور، أ.. أنا تعرّضت.. لحالة اغتصاب مروّعة!
مدّ الطبيب سبّابته على نظّارته وأحكم وضعيتها المناسبة واستوضح عابساً وهو بحال من الدهشة والإشفاق والتأثّر:
- كيف؟ أقصد متى، ومن هو، وما هي آثار العنف التي تعرّضتَ لها؟!
غطّى الشابّ عينيه براحتَيّ كفّيه لحظات من هول الذكرى ثم سحبهما ببطء وأجاب:
- دكتور، منذ أيام وبينما كنت مارّاً قرب بيت جارتنا التي تعيش بمفردها منذ سنوات بسبب وفاة زوجها، علماً أنه لم يرزقها الله ولداً طيلة فترة زواجها الذي استغرق حوالي عشرين عاماً. المهمّ، ما إن رأتني حتى نادتني: «عزيز، ياعزيز!» التفتُّ ناحية مصدر الصوت، ألفيتها بالشبّاك وكأنها تنتظر خروجي من البيت. المهمّ، اقتربتُ منها فقالت لي: «حبيبي سأطلب منك خدمة، أحتاج إلى قهوة، فقد انتهت من عندي هذا الصباح، الله يرضى عليك، سأعتمد عليك بشرائها، تفضّل مرّ عليّ لأعطيك ثمنها». طبعاً الجار للجار دكتور، قلت لها: «تكرمي خالتو، أنت تأمرين، مائة طلب مثل هذا الطلب». وتوجّهت إلى باب بيتها. فتحت جارتنا الباب وبيدها خمسمائة ليرة وقالت لي: «خُذْ حبيبي، اجلبْ لي أوقية وعندما تحضر تدخل مباشرةً، سوف أترك لك الباب مفتوحاً، ربما أكون بالمطبخ وقد لا أسمع دقّاتك على الباب».
قال له الطبيب وقد عادت إليه مشاعر الطمأنينة تدريجياً:
- مفهوم، مفهوم.. هل بائع القهوة هو من اغتصبك؟!
أجابه عزيز على الفور:
- لا دكتور، سأكمل لك، المهمّ، اشتريت لها القهوة وعدتُ إلى بيتها. وبالفعل كان باب بيتها مفتوحاً. ومع ذلك قرعتُ الباب عدة مرات قبل ولوجي. ثم دخلتُ وأنا أحاول إصدار بعض الأصوات حتى تنتبه لحضوري..
- أيه وبعدين؟
- وقفتُ بالصالون وهتفتُ: «خالتو أين أنت؟» وإذ بها تخرج من غرفة النوم مبتسمةً تمدّ ذراعيها باتجاهي وقد ارتدت ثوباً شفّافاً تظهر من خلاله.. (ووضع راحتيه على عينيه مجدداً) دكتور أنا في غاية الخجل من سردي لهذه الـ..
- قلت لك لا داعٍ للخجل يا عزيز! هيّا أكمل!
- المهمّ، مددتُ يدي بكل براءة وأعطيتها كيس القهوة. فما كان منها إلاّ وبادرت إلى احتضاني وهي تقول لي: «تسلم يداك يا حبيبي، أنا ممنونتك جداً. ابقَ لحظة» وذهبت وأغلقت الباب وعادت مجدداً لاحتضاني وتقبيلي. طبعاً دكتور حاولتُ تقبيل جبينها كونها بعمر والدتي، لكنها سرعان ما رفعت رأسها إلى الأعلى لتنطبق شفتاها على شفتَيّ، وفوراً دسّت لسانها بفمي وهي تضغط عليّ بصدرها الناهد بالرغم من عمرها..
- (وقد شدّته طريقة السرد) كم يبلغ عمرها يا عزيز؟
- حوالي الخمسين دكتور. المهمّ، حاولت التملّص منها وبصعوبة بالغة أبعدتُ فمي عن فمها وقلت لها: «أرجوك خالتو، أنا ذاهب لعند رفقاتي اتفقنا نلعب طرنيب اليوم.. والله تأخّرت!» لكنها لم تتركني وقادتني إلى غرفة نومها وأنا مسلوب الإرادة، وكالمأخوذ أذعنتُ لمشيئتها..
- (وهو يتلمّظ) أي، وبعدين؟!
- والله دكتور أغلقت جارتنا باب غرفة النوم وخلال ثواني خلعت ثوبها وعادت لاحتضاني وهي تمطرني بالقبلات.. وأنا في كل مرة أحاول تقبيل جبينها لكن وككل مرة كنت أفشل، حيث تقوم بدسّ لسانها في فمي دون أن أعرف السبب من هذه الحركة!
- (مستاءً من سذاجة محدّثه) يا عزيز، واضحة الحركة لا تحتاج إلى تفسير. هي تريد إثارتك، المهمّ، وماذا حصل بعدئذٍ؟
- والله دكتور قامت بفكفكة أزرار قميصي بحجّة الشوب. للأمانة دكتور كان الطقس في ذلك اليوم حارّاً بالفعل. وأنا بكل براءة ساعدتها على خلع ليس قميصي فحسب، بل كل ثيابي. أقسم لك دكتور، حصل كل ذلك بناءً على رغبتها ولم يكن باليد حيلة..
- (قام الطبيب عن كرسيه واقترب من عزيز وربّت على كتفيه مخفّفاً عنه) دعك من هذه السيرة يا بنيّ، كل الشباب في هذا العمر لهم نزواتهم. والحقيقة طريقة سردك لهذه الواقعة كانت مشوّقة للغاية.. أيه، لنبقَ بالموضوع الأهمّ، لم تقل لي من هو الرجل الذي اغتصبك يا بنيّ؟
- دكتور أنا تعرّضتُ للاغتصاب ليس من قِبَل رجل، بل من جارتنا!
- (صمت الطبيب لحظات وعاد إلى كرسيه وسأله وهو في غاية الاستغراب) وكيف اغتصبتكَ جارتك ولك يا عزيز؟
- دكتور بعد أن أصبحنا عاريين على السرير كما خلقتني يا ربّ، أجبرتني على الاستلقاء وانبطحت فوقي تعانقني وهي تتلوّى وتحمحم وتحشرج وتلهث وتزفر أنفاساً ناريّة. وبين الفينة والأخرى ترتعش بقوة وتصدر أصواتاً تعبّر عن شبقها بمنتهى الوضوح، وأنا أرجوها أن تكفّ عن التمادي بمداعباتها..
- (معاتباً وقد فاضت به الإثارة هو الآخر) ولماذا تنهيها عن ذلك ولك يا عزيز؟
- دكتور، أنا بنهاية المطاف من لحم ودم ومشاعر.. بصراحة أكثر، انتصب معي لدرجة لم أعد قادراً على الصبر، فما كان منّي إلا وأن ضاجعتها ثلاث مرات في تلك القعدة.
- (قام عن كرسيه مجدداً وبدأ يمسح عرقه بمنديل، وسأله بعد أن شرب كأساً من الماء وخطا عدة خطوات مفكّراً، ثم توقّف فجأةً كمن تذكّر شيئاً منسياً) طيب، ولماذا أنت قادم إليّ يا عزيز؟
- أنا معقّد يا دكتور، كلما تذكّرت ذلك اليوم أُصاب بحالة من الـهيستريا، وألوم نفسي كيف سمحتُ لها باغتصابي.. بالرغم من أنني أ..
- (قاطعه بعصبية وقد طفح الكيل لديه) طيب، هل ترضى جارتكم باغتصاب الكبار في السنّ أمثالي؟ أرجوك اعمل معي معروفاً وقل لها أنني أعاني من حرمان الاغتصاب من النساء تاريخياً.. وأنني أتوق لأن أكون معقّداً مثلك يا عزيز!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بِلا أُذُنَين!
- دردشة مع شوفير!
- طلال حيدر و«الغجر»
- لماذا حصل ما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت؟
- الدالوم
- الخَرُوف
- مناجاة الروح والجسد
- مذكّرات نقابية
- الحبُّ في زمن القهر
- وجهة نظر في بناء سورية الجديدة؟
- فلاشات من هنا وهناك (6)
- فلاشات من هنا وهناك (5)
- التأمينات الاجتماعية وعمّال القطاع الخاص في سورية
- أوّل لقاء..
- قراءة في مشروع تعديل القانون الأساسي للعاملين في الدولة
- وثيقة عهد
- فلاشات من هنا وهناك (4)
- السبب والنتيجة
- فلاشات من هنا وهناك (3)
- «القرضاوي» يشرح، ثم لا يجيب!


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - «اغتصاب» مُحَبَّب!