أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - ولكن. . .














المزيد.....

ولكن. . .


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5760 - 2018 / 1 / 17 - 13:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


محكومون بالدوائر الضَيقة المغلقة نساء ورجالاً، ولكن. . . .
أتساءل عن جيل النساء والرّجال، هؤلاء الذين ولدوا قبل سفر برلك وبعده،- وأغلبهم سافر في رحلة أبدية -كان الرّجل يومها رجلاً والمرأة امرأة من الناحية الفيزيولوجية، فحتى لو عملت المرأة في الحقل لكنّها نادراً ما تمسك بالمحراث لفلاحة الأرض. كان هناك الكثير من الظلم وبخاصة للمرأة حيث العيش مع عائلة كبيرة كلّها تتحكّم فيها، لكن الأمر بقي في حدوده الطبيعيّة، ولم يتجاوز العنف المؤشر المتوسط. تتمنى النّساء اليوم عودة ذلك الظّلم المقبول على أن تكنّ " حرائر" أو أحرار.
تسرّ لي صديقتي الرسامة و هي في العقد الخامس من عمرها بأنها تتمنى لو كان زوجها كأبيها، وتقول: أبي كان رجلاً عادّياً يقوم بمسؤولياته تجاه الأسرة حسب إمكاناته، لكنّه نادراً ما كان يضربنا، ونادراً ما كان يشتم أمّي، فأمّي تعرف أنّ حدودها أن تطيعه، ولكنّ زوجي. . .
انظري إلى صورتنا على الانستغرام. . .
-ما أجملك صديقتي. هذا الحبّ جميل، لكنّني أخجل به، ففيه الكثير من الإيحاءات الجنسية، وتبدين كمن يقدّم نفسه في الصّورة إلى رجل ينظر للبعيد، وليس له رأيّ بيديك اللتان تحضنانه.، وعفواً عن الملاحظة.
-ليس حباً يا عزيزتي. أستجديه، أضمّه وأقول له حبيبي علّه يقتنع.
كم أحبّ أولئك الرّجال من صنف أبي الذين يقومون بأعمال الرّجل خارج البيت ويكون شرّهم أقلّ داخل المنزل.
عندما تصطدم يدي بيد زوجي أرتجف في العمق رافضة له، وأتذكر قول أمّي:" لو دقّ لحمي مع لحمه لانفصلا" ، ولكنّ. . .
عندما يكون بيننا علاقة حميميّة أشعر بالاغتصاب، وأمسك قلبي ، أتمالك أعصابي كي لا أصرخ قائلة لا. يعاملني كدابّة، ولكن. . .
أتدرين؟ زوجي معربد، سكير، يتركنا بلا طعام أحياناً، ولكن. . .
أتدرين؟ يتسلّط على تلك القروش التي أعمل بها كمعلمة في المنزل، ولكن. . .
أتدرين؟ يتحرّش بالنساء والأطفال، ولكن. . .
أتدرين؟
-توقفي عن الكلام. لا أرغب أن أدري، ولكن لماذا لا تتركينه؟
-لو كنت تقرئين الكفّ لما سألت هذا السّؤال. لا مكان لي في هذا العالم سوى بيتي. إلى أين أذهب بعد أن سرق عمري وشبابي؟
وأين أذهب بأولادي الأربعة وهم على أبواب الدّخول الجامعة؟
لم ينته الحديث بيننا لكنه توقف عند طلاقها، فرغم، ولكن برّرت فيها قبولها به بها لكنّه تركها، وطردها مع أبناءها، وخطر لي أن أسأل سؤالاً: هل جميع الرّجال هم هكذا؟ وهل جميع النّساء ملائكة؟
لا شكّ أنّ النّساء في سوريّة اليوم يتمنيّن أن يكنّ جواري، فالجارية تعيش مرفّهة، لكنهن في مرحلة أكثر من العبودية، ويمكن القول أن المرأة السّورية العاديّة مظلومة ، لكنّ بعض النساء ذوات المال والسّلطة قد يشبهن أولئك الرّجال.
في مقارنتي لحالات رمي الرجل لزوجته وأولاده في الفترة الأخيرة تكون الخطوات نفسها. افتعال المشاكل. اتهام المرأة بالجنون، وبشرفها، ثم رميها مع الأولاد، أغلب هؤلاء المتنمرون ليس لديهم عواطف أبوّة، وهم ليسوا سعداء مع نساءهم الأخريات لأنّ طبيعتهم السّادية لا تسمح لهم إلا بالمعاملة اللئيمة، ولكن هل جميع الرّجال السوريين هكذا؟ بالطبع لا. هي نسبة فقط، فالأغلب لازال هناك شدّ ورخي لديهم ضمن العائلة، فقط نستند إلى نسبة المطلقات بإرادة واحدة من قبل الرّجل والتي تتجاوز الأربعين في المئة، ولو أعطينا خمسة في المئة من الحق في الطلاق كان على المرأة فإن النسبة الباقية مرعبة، وهي تعني أنّ ما يقارب أقل من نصف المجتمع رمى بعائلاته إلى المجهول، ونحن نعرف تماماً أنّ المرأة لا تستطيع الحصول على وظيفة كي تعيل أطفالها إلا ما ندر، ونحن أمام جيل من المشردين قريباً.
إذا كانت نسبة النّساء المطلّقات، وأرامل الحرب الشّابات، والفتيات الراغبات بالزواج تتجاوز الحد المقبول، والحاجات الإنسانية ليس لها حدود. نحن أمام ظاهرة جديدة هي بيع الجنس، وربما الجنس المجاني، والتجارة بالرقيق الأبيض. هذه هي نتائج طبيعية لثقافة الكراهية وثقافة الحرب.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام ليست بأحلام
- دعونا نستعيد السّلطة من المليارديرية
- عندما تظهر في بثّ حيّ على الفيس-لا تفتح باجوقك على مداه
- ترامب رئيس غير صالح - متى يكفّ مؤيدوه عن استخدامه؟
- العالم بالأسود والأبيض
- غثيان
- نحن والفراغ
- الحبّ بين اثنينا
- أشعّ بالأحمر
- 1968 دغدغة الحياة الجنسية للنساء
- لاحبّ أسمى من حبّي
- خلقت من نجم محترق
- ظاهرة -العرصة الخلوق-
- رسالة من حيوانه
- إلى العام الجديد
- عذراً من عام مضى
- ثلاثة رسائل
- يحدّق في وجهي
- النّزل
- ولدن وفي أيديهن مكنسة


المزيد.....




- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - ولكن. . .