|
الجميع يتلاعبون بمصير السوريين
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 5759 - 2018 / 1 / 16 - 22:11
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لست من هواة الشعارات الصوتية ضد أمريكا وغيرها من الدول العظمى على طريقة " الممانعات " ولكنني وبمناسبة الاعلان الاشكالي من جانب مسؤول عسكري أمريكي بتشكيل ( 30 ألف مقاتل من الكرد والعرب والمكونات الأخرى لحماية الحدود السورية التركية – العراقية وصولا الى نهر الفرات ) وتفسير ذلك من جانب جماعات سياسية محلية ودول مجاورة بأن ذلك ماهو الا اجراء تمهيدي لاعلان كيان كردي بقيادة – ب ي د – وأفلت البعض العنان لخيالاتهم بالقول سيتوحد مع اقليم كردستان العراق وسيتمدد الى البحر المتوسط ولابد من التساؤل : هل أن أمريكا مع حق الشعوب المحرومة مثل الكرد والفلسطينيين والأمازيغ وغيرهم بتقرير مصيرها ؟ وهل أن سياساتها المتبعة منذ مائة عام على الأقل في تجاهل قضايا الشعوب بل التعاون مع أنظمة استبدادية تشي بذلك ؟ وبعيدا عن المبادىء هل لها مصلحة باقامة كيان كردي اذا علمنا أنها قبل اربعة أشهر وقفت ضد استفتاء وليس انفصال كرد العراق ؟ وأستخلص بالنهاية أن ما أعلن ماهو الا اثارة للفتنة ومحاولة البحث عن موقع نفوذ والصراع مع الروس والايرانيين والأتراك حتى لو كلف ذلك جولات عنف جديدة . حالنا في الحركة الكردية كحال كل السوريين فرغم فشل ( المعارضة ) بكياناتها المعروفة في تمثيل الثورة والتمسك بمبادئها وأهدافها لانجد أية رغبة من الأطراف الاقليمية والدولية في الكف عنها أو التعامل مع بدلائها لأنها تلبي مصالحهم وتنفذ رغباتهم وبالمناسبة القوى الحسوبة على انها صديقة للشعب السوري ليست مع انتصار الثورة السورية منذ البداية ولامصلحة لها في تحقيق اهداف الثورة وهي تتمسك علنا بالنظام بكل مؤسساته بل تحرص عليها ماعدا الكلام اللفظي ضد شخص الأسد أحيانا وعلى الصعيد الكردي هناك الغالبية الوطنية تتمسك بالثورة والتغيير الديموقراطي وهي من المستقلين والشباب ومنظمات المجتمع المدني ومنذ أعوام هناك تحرك واسع ومحاولات جارية لاعادة البناء ومن أهمها " بزاف " لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية التي تتنشط في الداخل والشتات وتدعو الى عقد مؤتمر كردي جامع . فاالأحزاب الكردية التي تدعي ( التمثيل الشرعي والوحيد ) وتحتكر اما سلطة الأمر الواقع وفي المقدمة - ب ي د – أو تتمثل في كيانات المعارضة باسم الكرد مثل ( المجلس الكردي ) وبناء على زعمها تتحمل موضوعيا المسؤولية الرئيسة عن مصير الكرد وماسيحصل لهم في – عفرين – وباقي المناطق خاصة وأنها تدين نفسها بنفسها عندما تعجز أو لاترغب في الاتفاق والاتحاد أو تتجاهل دور الغالبية الوطنية المستقلة ومشروعها المطروح على الساحة وكذلك عندما تستعجل استحضار صراعات مع أطراف اقليمية مثل – تركيا – التي تبحث أساسا عن ذرائع للتدخل أو تمضي قدما في تجيير قضية كرد سوريا لصراعات حزبية جانبية خارجية أو عندما تثير الشكوك والعداوات والفتن بمزايدات مضللة مثل القول بربط المناطق الكردية بالبحر المتوسط عنوة دون توضيح لماذا ؟ وهي بالأساس تعادي المشروع القومي والوطني الكردي ثم تطرح فيدرالية الشمال ؟؟ . عودتنا ( معارضتنا ! ) من المجلس الى الائتلاف الى الهيئة التفاوضية على اللف والدوران والتراجع وفقدت مصداقيتها واحترامها ليس لدى شعبنا فحسب بل حتى لدى أطراف اقليمية ودولية فهي متورطة بافشال الثورة وعدم تمثيلها يوما من الأيام والتخلي عن أهدافها منذ أن وافقت على اتفاقيات وقرارات – فيننا – والجنيفات - وقبلت بوجود مؤسسات النظام والتحاور معه والمشاركة في مؤسساته ( ان قبل هو ) ومتهمة بالفساد وفوق كل ذلك رفضها في اجراء مراجعة نقدية والعودة الى الشعب عبر مؤتمر وطني سوري جامع . ان مايجري في ادلب هو اضافة الى أنه يستهدف من بقي حيا من السوريين فانه انعكاس لصراع اقليمي دولي وفضيحة للأطراف الموقعة على قرارات – أستانا – وخطط – خفض التصعيد – وتعرية لاتفاقات مصلحية وقتية كما ذكرت آنفا وكما أرى فان الخاسر الأكبر هو الشعب السوري يليه الطرف التركي الذي يبدو أن سيخرج ( من المولد بدون حمص ) بسبب انشغاله بأمور جانبية وترك المجال لروسيا وايران والنظام لتنفيذ خططهم وبسبب تلك الانشغالات التركية غير المفهومة ضاعت حلب وادلب على الطريق . أما مسار – سوتشي – فيتحكم فيه طرف معادي ومحتل لبلادنا ولايريد الخير للسوريين وهو من ساند نظام الاستبداد طوال السنوات الماضية وأقصد الطغمة الحاكمة في روسيا وباعتبارنا جزءا من الشعب السوري فمايسري عليه يشملنا أيضا من جهة أخرى لابد من توحد الطرف الكردي السوري واتفاقه على تصور مشترك حول مستقبل سوريا ومصير الكرد وحقوقهم وهذا الشرط لم يتحقق حتى الآن الكرد السورييون بغالبيتهم وخاصة المستقلون والحراك الشبابي توصلوا منذ مدة طويلة الى قناعة أن الأحزاب الكردية السورية بمختلف مسمياتها لاتمثل الطموحات الكردية ولاتحمل المشروع القومي والوطني لذلك من العبث حضورها في اي محفل .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( سوتشي – تظاهرات ايران – ارتداد الأحزاب الكردية )
-
من جديد حول مؤتمر - سوتشي -
-
في - المعارضة - ومستقبل سوريا
-
عود الى بدء : سوريا الى أين ؟
-
رسالة مفتوحة الى - المجلس الوطني الكردي -
-
فدرالية تحت الاحتلال ولا فناء في ظل الاستبداد
-
جولة بين مواضيع الساعة
-
الرياض 2 خطوة أخرى الى الوراء
-
سوريا وكردها والمستقبل الغامض
-
لعنة كركوك
-
أزمة الكرد السوريين في - أحزابهم -
-
أربيل - دير الزور - بيروت أو طريق - الحشد - السالكة
-
لا لاملاءات الطائفيين والعنصريين
-
على هامش تطورات كردستان العراق
-
( هيئة التفاوض – قاسم سليماني )
-
الكرد السورييون أمام الاستحقاق المصيري
-
الكرد في مواجهة ارهاب أنظمة الاسلام السياسي
-
انهاء الثورة تحت غطاء محاربة الارهاب
-
( رحيل مام جلال – مابعد الاستفتاء )
-
مثقفون عرب يتضامنون مع الكرد
المزيد.....
-
وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة
...
-
تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في
...
-
مراقبون للشأن اللبناني: مهاجمة المتظاهرين السلميين عمل مشين
...
-
إضرام النار في الجسد: وسيلة احتجاجية تتكرر في تونس بعد 15 عا
...
-
حصيلة عمل فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بمناسبة اختتا
...
-
افشال السياسة العنصرية لترامب واسرائيل بحق الفلسطينيين مهمة
...
-
الحزب الشيوعي يرفض اتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان
...
-
-ميول إسلاموية- ـ المشتبه به يقر بتعمد دهس متظاهرين في ميوني
...
-
كلبة الفضاء السوفييتية -لايكا- تشارك في -يوروفيجن 2025-
-
جبهة البوليساريو تنفي تواجد مقاتلين تابعين لها في سوريا
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|