أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بلال مزياني - مبدأ نحن و هم














المزيد.....


مبدأ نحن و هم


بلال مزياني

الحوار المتمدن-العدد: 5756 - 2018 / 1 / 13 - 17:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نحن وهم ، هذه هو المبدأ الاساسي للدين والسياسة ، نحن المؤمنون وهم الكفار ، نحن الديموقراطيين وهم الرجعيين ، نحن الافضل و هم الأسوأ ، ان لم تعتنق ديني فانت ضمن بينما انا ضمن ، نحن الذين سنخلد في الجنة و نستمتع بأنهارها وفاكهتها وجمال فتياتها ، وانتم الذين ستصلون في جهنم خالدين فيها أبدا ، ان لم تتبنى سياسة حزبي فأنت ضمن – هم – الرجعيين ، بينما نحن الديموقراطيين العصريين ، والى هنا الامر غير مضر ، رغم ان فيه تمييز قد يؤدي للكراهية التي تؤدي بدورها للشر بوسائله المختلفة ، لكن المسألة لا تنتهي عند حد التمييز ، بل قد تمتد لدرجة محاربة الخارج عن التصنيف ، أي عن الصندوق الضيق .
بعد هذه المقدمة البسيطة اطرح سؤال المقال ، هل مبدأ < نحن وهم > غير مؤثر في زرع الكراهية في نفوس الناس ، وبالتالي تمييز الأخر عنصريا والى ما غير ذلك من الامور الشريرة ؟ ام ان المبدأ ضروري لكي نتصدى لأفكار الاخر التافهة او الشريرة ؟
بداية يجذر بنا الاشارة الى ان التمييز العنصري هو النظر للأخر بشكل مختلف لدرجة ان هذا يبرر معاملته بشكل سيء ، وهذا يدفعنا للمقارنة بين هذا التعريف البسيط و مبادئ الدين و العلمانية .
أما فكرة الدين – كنظام سياسي - في هذا الخصوص هي ان الكافر يعيش في مرتبة ادنى من المؤمن في الدولة الدينية ، بينما النظام السياسي حتى مع تبنيه للعلمانية التي يروج لها على انها تنص على مبادئ ارقى من الدين ، مثلا حرية التعبير وحقوق الانسان .... الخ ، لا يمكن ان نقول انه – النظام العلماني - تخلص من الوهم الذي ينصه الدين ، فهي قامت بتغيير لون بعض المفاهيم الدينية وأعطتها تعاريف جديدة واعتبرتها حقائق ، ومع انني لا انكر ان العلمانية ارقى من النظام الديني نسبيا لا يعني ان العلمانية هي النظام الارقى ، فدين العلمانية هو السوق ، اي نظامها الاقتصادي الذي يبدو في ظاهره جيد لكنه يخفي وراءه امور بشعة ، فهذه الديانة الجديدة التي يعتبرها اتباعها المنقذ من وهم دين ، هي وهم بلون مختلف ، و الدليل على ذلك هو انه في ظل هذا النظام يتم تقديس الربح ، فلا يؤبه بالجوع والامراض و كل ما يؤذي الانسان < هم > مادام يجلب الربح ل < نحن > .
الدولة الدينية و الدولة العلمانية لا يختلفون في نهب ثروات الشعوب الاخرى ، لا يختلفون في نظام السوق ، أي الاقتصاد الذي ادى لكل هذه الكوارث البشرية المرعبة ، فنحن نتحدث عن 800 مليون جائع في العالم ، امراض تفتك بملايين البشر ، مشاكل بيئية و ازمة نذرة الطاقة المفتعلة من اجل ابقاء النظام الاقتصادي البدائي ... اما الصدقة التي قد يعتبرها البعض كحل ، لن تفيد بل من المخجل التحدث عنها في عصرنا الذي يملك القدرة على توفير الطعام للجميع وصناعة ادوية لأغلب الامراض وابتكار حلول لأغلب المشاكل البشرية ...
لماذا توجد سجون في القرن الواحد وعشرين ، لماذا توجد جيوش ، شرطة ، صناعة الاسلحة ؟ اليس من المفروض القضاء على الدافع التي يؤدي للكارثة بدل هذه الحلول البدائية المشتركة بين الدولة الدينية والعلمانية ، اليس من العلم ان لا نعيد نفس التجارب لان ذلك يؤدي لنفس النتائج ، بمعنى بدل ان تسجن السارق ، اقضي على الدافع الذي جعله يسرق ....
ما اريد ان اقوله هنا ، هو انه لا فرق بين البشر ، رغم اختلاف الجنسيات والمناطق الجغرافية واللون واللغة والمعتقدات ، سنبقى بشر ، نشعر و نحب الحياة ، نريد السلام والامن ، الحرية و العدل ، لكن مادام هناك عدو و مبدأ < نحن وهم > لن يكون هناك سلام على الارض ، فالتعصب للانتماء الضيق هو المسبب لكل هذه الكوارث البشرية ، لانه يجعل من المتعصب يعتقد ان قوانين قبيلته هي قوانين الطبيعة كما اشار لذلك برنارد شو .
يقول بيتر جوزيف : حان الوقت لننمو عقليا للخروج من مصطلح و فكرة “نحن ضد هم” . هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نكون نشطاء ضد الفساد الاجتماعي المستمر، علينا أن نفعل ذلك، ولكن، يجب علينا أن نوقف هذا الهراء أننا “في حرب “مع شيء. هذا هو الوهم. كان مارتن لوثر كينغ عبقريا و محقا, بقولة، أقوى سلاح يمكن أن يكون هو الحب غير المشروط.
وانهي رسالة برتراند راسل لنا : الشيء الأخلاقي الذي أتمنى قوله لهم هو بسيط جداً. أود أن أقول: الحب حكمة والكراهية حُمق. في هذا العالم الذي يترابط أكثر وأكثر بشكل وثيق، علينا أن نتعلم التسامح مع بعضنا البعض. علينا أن نتعلم التصالح مع حقيقة أن بعض الناس قد يقولون ما لا نحب. بهذه الطريقة فقط نستطيع أن نعيش معاً. ولو أردنا العيش معاً -لا الموت معاً- فإنه يتوجب علينا تعلم شيء من الإحسان والتسامح، الأمر الذي يعتبر حيوياً للغاية لاستمرار الحياة البشرية على هذا الكوكب.



#بلال_مزياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوير ببساطة
- أنا وافكاري في سنة 2017
- الهروب من الصندوق


المزيد.....




- إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي ...
- إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي ...
- ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
- سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
- جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
- ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟ ...
- كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
- الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة ...
- ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل- ...
- الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بلال مزياني - مبدأ نحن و هم