|
تعديل السلوك المعرفي _ مقدمة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 5754 - 2018 / 1 / 11 - 10:03
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تعديل السلوك المعرفي _ الإنجاز الإنساني الأهم....؟!
ما هو شعورك الآن _ هنا ، لحظة لقائك بهذا النص .... وكيف يتغير بعدها ؟! ..... ما الشعور؟ سأعالج فكرة ( وخبرة ) الشعور من ثلاث زوايا: الجاذبية ، والكبت ، والحساسية . وأستعرض خلالها مصطلح " التحويل " في التحليل النفسي لأهميته الفائقة . ( الشعور مزدوج ، مثل وجهي العملة الواحدة _ جسد وعقل ، هو من جهة مادي ومركب كيميائي ومن الجهة المقابلة هو فكر وطاقة) . العبارة شديدة الكثافة والتركيز ، سأعمل على تفكيكها وتبسيطها خلال هذا النص ، وهو جسر بين التحليل النفسي وتعديل السلوك الإنساني... علامتا القرن العشرين المعرفية والفكرية . ... 1_ الجاذبية تتلازم مع الاقدام على النقيض من النفور ، الذي يقترن مع الاحجام بالمقابل . يوجد طعام جذاب ( شهي ) بعكس طعام آخر غير جذاب ( مقرف ) . أيضا يوجد شخص جذاب (لطيف ) وآخر بالعكس غير جذاب (مزعج) . أيضا توجد أوقات وحالات جذابة (مرغوبة) مقابل الأوضاع غير الجذابة (المخيفة) .
الموقف العلمي موضعي ودقيق وتجريبي ، لكل "فرد" تحديده الشخصي والمختلف عن غيره . الموقف العلمي الثابت ، بعبارة ثانية ، الفرد بالضرورة يختلف عن كل فرد آخر . الموقف الفلسفي متعال وضبابي ونظري ، يقتصر تركيزه على الانسان ويهمل الفرد . الجاذبية أو القرف موضوعان منفصلان عن رغبة "الانسان" وحاجاته المباشرة ، وهما ظواهر موضوعية مثل الجمال أو القبح أو المنفعة . المفارقة بين الموقفين / موقف العلم أبوي ، تراتبي ويخضع للتقييم الصارم والدقيق ، على خلاف الموقف الفلسفي _ الأمومي ، بعفويته وتسامحه غير المحدود . وعلى التوازي يحاول التنوير الروحي ( الحديث) الجمع بينهما ، ويتعثر ، ويحاول بصبر وأمل ، جيلا بعد آخر ، بعدما أغلق الثالوث المسيحي _ باب التجديد _ الأم والأب والابن ... التنوير الروحي _ عبر بوذية الزن مع فنون التأمل والتركيز يحفظ كرامة الانسان _ الاله ... ويصل التصوف الكلاسيكي مع المخبر الحديث ، ...وبما يشبه المعجزة !!! مجال كتابتي بالعموم _ مع هذا النص _ بين الحدين العلمي والفلسفي ، بين التجريد والمباشرة.... هكذا أتخيل الموقف النقدي والقراءة المتكاملة (؟!..) من كتابتي أيضا ، ... يوازن بالفعل بين التفسير والتأويل . وأعود لفكرة الجاذبية ، بعد استبدالها باللذة : طعام لذيذ مقابل طعام غير لذيذ . ما هو الطعام اللذيذ ، هل يمكن تحديده _ وبدون الوقوع في فخ الحذلقة أو الدوغما ؟ ( الحذلقة تسمية الشيء أو الموضوع أو الفرد (حسين) مثلا بعدة مترادفات ... حسون أو الأستاذ أو أبو عمشة أو الدندبوري أو شاعرنا الكبير أو أبو السوس وغيرها ، مع أنه يمكن دمجها باسم واحد يجمع بين السهولة والدقة والوضوح هو حسين عجيب ... ، الحذلقة تكرار وشرح فائض . الدوغما بالعكس تماما ، الدمج بين الوظيفة والهواية وصفة ثالثة ورابعة... أو مهارة وغيرها ، أو اختزال الانسان في بعد واحد ، ودمج صفاته وأنشطته المتنوعة تحت اسم واحد وكلمة مفردة .... بعبارة ثانية الدغمائية اختزال التعدد في كلمة أو صفة وبين الأبيض والأسود فقط) والآن ما هو الطعام اللذيذ بدون حذلقة ولا دوغما : يوجد ثلاث احتمالات على الأقل... 1_ تحديد جاذبية الطعام ( وشهيته) من خلال نوعيته ( لحوم او خضروات وغيرها ) وهو صحيح ، لكن لا يكفي بمفرده . 2 _ تحديد جاذبية الطعام وشهيته أيضا من خلال درجة جوع المرء ، بعد يوم من الجوع والشهوة سوف يكون كل طعام جذاب وشهي _ الضرورات تبيح المحظورات . 3 _ تحديد جاذبية وشهوة الطعام من خلال الشريك _ة ... صحن دبس وزيتون في بيروت أو جبلة أو طرطوس مع ( ة/س) ألذ وأشهى طبق في العالم . ولن تغير الأيام من طعم الحقيقة أو الذكرى ، بعدما تكتشف يا عزيزي _ يا صغيري أن حبيبتك أو عشيقتك أو زوجتك أو صديقتك.... كانت قد حسمت أمرها سابقا بأن فضلت عليك (س) وبصرف النظر عن اسمه وجنسيته ونمرة حذائه . ولكل إنسان ( امرأة أو رجل ) ....( ة/س) التي تخصه أو (س/ع) الذي يخصها ، أو يكون وضعه وحياته بمجملها أسوأ من الموت وتحته ،... بدون عشق يصير الموت أرحم وأفضل من تناوب الألم والضجر والغضب بلا أمل . ويمكن لرابع أن يربطها بإنجاز سابق أو خبر منتظر طويلا....وغيرها كثير . لكن الأسوأ _ هو العيش الفاتر ... بدون لون أو طعم أو رائحة ...... حلها نيوتن في عمر العشرين ، بعدما صنع قوس قزح ، واتاح لكل من يريد تجربة ذلك . فقط باستخدام الأداة المناسبة _ الموشور بهذه الحالة . وهذا فضل العلم والعلماء على الانسان . " المقاومة " التي يضعها التحليل النفسي ، في صدارة أسباب مرض الفرد وانحرافاته النفسية والعقلية ، هي عملية رفض الواقع ( الجديد) ...ومثاله تجربة نيوتن وغيره وإنكار إمكانية وجود حل للألم النفسي ولمشكلة الانسان بصورة عامة ، بل محاربة الجديد والعلم والبحث والحوار ... وتدمير العقل كما يفعل القمع والكبت بالتزامن مع الإرهاب في كل زمان ومكان . ما يزال الكثير من البشر يعتبرون الأرض مسطحة والشمس هي التي تدور حول الأرض معها القمر والنجوم وبقية الأجرام والكواكب . التحويل ، وهو نسب العواطف الذاتية والمشاعر إلى شخص آخر أو جماعة أو وضع أو فكرة أو دين ، أو عادة.... بدون وعي أو شعور أو إدراك . أهمية التحويل _ بالصحة أو المرض _ توازي أهمية المقاومة ، وتفوقها في الحالات الحدية أو الأحداث المفاجئة ، كما شهد العالم خلال القرن العشرين مع النازية والفاشية والشيوعية وغيرها من الحركات التدميرية التي تعتبر الانسان مجرد أداة ، ووسيلة لغايات سياسية أو دينية أو وطنية وغيرها . للتحويل ثلاثة أنماط أو نماذج ، وقد اكتشفت بشكل تجريبي _ مثل قوس قزح نيوتن ، ثم انتقلت من المقابلة النفسية الخاصة في العيادة إلى الثقافة العامة... 1_ التحويل الطبيعي ، العملية الاعتيادية التي نعرفها ونخبرها جميعا في سياق الحياة الاجتماعية ...مثل عشق التلاميذ الذكور للمعلمة أو العكس ، عشق الفتيات للمعلم أو لسائق الحافلة ، أو العاطفة المتأججة لفريق رياضي أو لزعيم سياسي وغيرها من الحالات الشائعة. والتحويل بالتعريف ، هو عملية لا شعورية تتوجه خلالها العواطف المكبوتة , وكانت مثبتة بالأصل على أحد الأبوين ، إلى شخص جديد ( بشكل مؤقت وعابر ) وهي تنطفئ بالسرعة التي تنشأ فيها . وهذه العملية ( التحويل الإيجابي أو الطبيعي) هي دلالة على درجة الصحة النفسية ، التي يعتمد عليها الطبيب والمعالج لتكملة عملية التحليل النفسي بنجاح ، وإن كانت تتباين شدتها بين شخصية وأخرى تبعا لدرجة الخلل أو الانحراف ومدى العطب . 2_ التحويل السلبي ، في التحويل العادي والطبيعي يتم تحريك عواطف الحب والاعجاب والتقدير وغيرها من العواطف الرقيقة والمرغوبة إنسانيا واجتماعيا ، بينما في التحويل السلبي يحدث العكس .... تنسب الرغبات التدميرية والعدوانية المختلفة إلى الشخص الآخر من البداية ، وغالبا يقتصر التحويل في حالات المريض الشديد على التحويل السلبي ، وهذا ما يحدث للشخصية النرجسية _ التي يتعذر علاجها وشفائها بحسب التحليل النفسي التقليدي . 3 _ التحويل المضاد ، عندما ينسب الطبيب المعالج نفسه عواطفه المكبوتة ( تجاه والديه ) إلى مريضه أو مريضته ... وخلال كل علاقة إنسانية ، تحدث أشكال التحويل الثلاثة _ ونسب أنواع التحويل _ تحدد درجة سلامة العلاقة أو فشلها ، وتلك هي إضافة إريك فروم الخاصة لمفهوم التحويل ، ودوره الاجتماعي _ الثقافي في الحياة العامة . بالإضافة لذلك فكرة _ خبرة التحويل يعالجها إريك فروم بشكل تفصيلي وموسع في كتاب : تشريح التدميرية البشرية ، وقد قرأته بترجمة محمود منقذ الهاشمي . ..... ..... 2 _ الكبت...بين التحليل النفسي والحياة المشتركة الكبت مع اللاشعور ، المصطلح المركزي في التحليل النفسي التقليدي . وهما معا الكبت و اللاشعور ، بؤرة الخلاف بين فرويد وكل من يونغ وآدلر من جهة . الكبت بالنسبة لفرويد ، يقابل القمع ويتعاكسان لجهة المصدر . بينما القمع عملية واعية و شعورية يقوم بها الشخص تجاه نفسه ، مثل قمع بعض الرغبات الصريحة بشكل إرادي وشعوري ، أو يقوم بها شخص أو جهة غريبة ومنفصلة مثل قمع الأبوين للأطفال أو الأساتذة للتلاميذ أو الحكومات للشعوب ( وهو مباشر وصريح). الكبت يختلف بشكل نوعي ، فهو عملية لاشعورية بمجمله ، حيث يصور فرويد الكبت والقمع والفرق بينهما بطريقة ظريفة .... يفترض دور الأنا الأعلى يشبه حارس مسرح او حفلة ، والهو يشبه المسخ عن الانسان البدائي الذي يجهل القوانين الاجتماعية ،( الأنا الأعلى يمنع الهو من الدخول) ولكي يدخل ويلبي رغباته وحاجياته فإنه بحاجة للتمويه كي يخدع الحارس ( الأنا العليا) . تصور فرويد الخاص عن الكبت ، تغير بشكل نوعي بعدما انتقل إلى الثقافة العامة ومن خلال السينما والاعلام ، وتحول خلال القرن العشرين إلى فكرة وخبرة ، معروفة علميا وفلسفيا أيضا _ وصارت بمثابة حقيقة إنسانية _ اجتماعية . وتشمل المجال الواسع والكبير _ الموضوعي والخارجي ، الذي يحيط بالتجربة الإنسانية ( المحدودة بطبيعتها ) سواء أكانت فردية أم اجتماعية ، وهو يشمل بالإضافة إلى خارج الوعي والمجهول... غير المفكر فيه والمسكوت عنه والممنوع ، والأهم من ذلك (الكبت الاجتماعي) الذي هو أحد الأعراض الثابتة للنظم الاجتماعية المختلفة وفي مقدمته اللغة . ..... تحديد معنى كلمة ( كبت ) بشكل دقيق ( بسيط ومباشر) ؟! _ الكبت مصطلح محدد بشكل دقيق في التحليل النفسي . _ الكبت مفهوم ثقافي عام وعالمي ، ويستخدم في مختلف الثقافات والفئات المختلفة . في التحليل النفسي هو نقيض التفريغ ، ويستقيم المعنى من خلال الثالث المرفوع بينهما ( التسامي والتصعيد) كما يجد تعبيراته في الفنون والآداب والشعر خصوصا ، ويتضح أكثر من خلال نقيض التصعيد الرابع التلفيقي أو التوفيقي ( التنصيف والتسفيل) كما يجد تعبيراته في الهستيريا والجشع والنزعات التدميرية بشكل أساسي . ..... الحساسية ؟! كيف يمكن تحديد معنى كلمة بهذا القرب والابتذال ! أول مرة أنتبه إلى معاني كلمة حساسية ، المتعددة والمتناقضة ( بعد الأربعين) في عيادة طبيب الأسنان ...من خلال لوحة إرشادية واضحة وبالألوان ، عبر ثلاث مستويات للسن : 1_ صورة تمثل حالة السن السليم والمعافى. 2_ صورة تمثل حالة السن الحساس . 3_ صورة تمثل حالة السن المريض . ... مضى على تلك اللحظة سنوات واكثر من الأيام والشهور . وأتذكر _ كأنها الآن _ حالة الفهم وتوسع الادراك بشكل فجائي وغير متوقع . تشبه حل مسألة رياضية او فيزيائية صعبة ، أو الفوز بلعبة شطرنج مع لاعب محترف . الحساسية فكرة _ وخبرة تشبه الكذب ، لا يمكن تجنبها ولا يمكن تقبلها بشكل ثابت . .... الحساسية والشعور ... ربما المثال الأكمل (الملكي) للعلاقة بينهما ، عملية تمويت عصب السن الحساس . _ جنون ، ان يقوم شخص ب _ تمويت أو سحب _عصب سن سليم . _ وبالمقابل ، جنون أن لا يفعل في حالة السن الحساس . .... القوة النفسية المحورية مزدوجة : إقدام نحو اللذة والسرور وإحجام عن الألم والإزعاج . عام جديد ....عالم جديد
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التحليل النفسي _ أمثلة تطبيقية...
-
التحليل النفسي _ تكملة
-
حكم العادة
-
التحليل النفسي بين العلم والفلسفة
-
خلاصة بحث طويل
-
الموقف العصابي _ وحاجة الانسان للحب غير المشروط
-
الكبار يحتاجون للحب غير المشروط أيضا _ تتمة
-
حاجة الكبار إلى الحب غير المشروط أيضا
-
الكبار يكذبون أولا
-
ملحق ختامي لبحث القيم والأخلاق
-
ملحق 3 _ على بحث القيم والأخلاق
-
مملحق 2 _ على بحث القيم والأخلاق
-
ملحق 1 ، لبحث القيم والأخلاق
-
2 (بحث في القيم والأخلاق)
-
بحث في القيم والأخلاق _1
-
(قبلك _5
-
(1،2،3،4) قبلك
-
3قبلك،....
-
قبلك 2_ التمييز بين الارهاب والمقاومة
-
قبلك ، لم يعد أحد
المزيد.....
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. ترامب يفرض رسومًا جمركية على المكسي
...
-
وسائل إعلام: ترودو يعقد اجتماعا طارئا بشأن رسوم ترامب
-
ترامب يوقع أمراً بفرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من كند
...
-
فنزويلا تفرج عن 6 مواطنين أمريكيين بعد لقاء مبعوث ترامب بالر
...
-
نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لعقد اجتماع هام مع ترامب
...
-
مسؤول مصري: لا أحد يستطيع الاقتراب من الحدود.. حدودنا مؤمنة
...
-
إيلون ماسك يحصل على الحق في الوصول إلى نظام الدفع الفيدرالي
...
-
الحدث البركاني الأقوى في النظام الشمسي!
-
محاذير تناول المكسرات
-
أنباء عن تأجيل مفاوضات صفقة التبادل إلى ما بعد اجتماع نتنياه
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|