عاطف الدرابسة
الحوار المتمدن-العدد: 5753 - 2018 / 1 / 10 - 14:59
المحور:
الادب والفن
قلتُ لها :
لماذا نذهبُ بعيداً في جرائمنا ؟
ولماذا نحجُبُ عيوبنا الأخلاقيّة ؟
ولماذا نسيرُ كالقطيع ..
ونستجيب للقتلةِ ..
ولأعمالهم الوحشيّةِ ؟
هل رأيتِ يا حبيبةُ يوماً أنَّ
الدُّولَ الديموقراطيّة تحارب بعضها ؟
هل سألتِ نفسكِ يوماً :
لمَ كلُّ المآسي تَحدثُ في دُولِ الظّلامِ والديكتاتوريّة ؟
حاولتُ أن أخرجَ من غابةِ الأسئلة ؛ فإذا بي إزاءَ سؤالٍ عجيب :
لماذا نُجيدُ المديح لأنفُسنا حتى الدّرجة القُصوى ؟
ولمَ نحنُ مثاليون أكثر من الفلسفةِ المثاليّة ؟
هل هي مشكلة ثقافيّة ؟
هل نحنُ مجتمع نُخَبٍ فكريّة وثقافيّة وحسب ؟
أو هل لدينا مشكلة بمفهوم الإنتماء ؟
أين يتّجهُ انتماؤنا ؟
هل يتّجهُ إلى الطبقة الاجتماعيّة ؟
هل هو جهويٍّ ؟
هل هو عائليّ ؟
هل هو قَبليّ ؟
أم هل هو دينيّ .. عقائديّ ؟
لا أعرف رُبّما نعيشُ حالةً من التّهميش أو التبسيط للقيم والأفكار والمبادئ والأساليب .
يا حبيبةُ :
يبدو أنّنا استبداديون أكثر من السُلطة نفسها ، ويبدو أنّنا متطرّفون لأفكارنا الموغلة في القدمِ والتّاريخ ، ويبدو أنّنا حديثو الولادة ، لم نُتقن بعد الكلام ، أو إنتاج الخطاب ، وما زلنا لا نستطيع السّير والخروج من غرفة التلقين الأيدولوجي والعقائدي والقَبلي والجِهوي .
ويبدو أنّنا لا نُجيدُ إنتاجَ مشروعٍ نهضوي حقيقي ، رُبّما نعيشُ مشكلة على مستوى المكوِّن الرئيسي للهويّة ، لعلّنا لم نخرج بعد من الغُرفة المُعتمة ، ولم نخرج بعد من تلكَ النرجسيّة القاتلة .
د.عاطف الدرابسة
#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟