أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحرية في ديوان -إحدى مراياه- عيسى الرومي














المزيد.....

الحرية في ديوان -إحدى مراياه- عيسى الرومي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5752 - 2018 / 1 / 9 - 22:34
المحور: الادب والفن
    


الحرية في ديوان
"إحدى مراياه"
عيسى الرومي
الحرية اسمى ما يسعى إليه الإنسان، وهي التي تجعله يبدع ويتألق، وهي من تمنحه السعادة والفرح والشعور بوجوده كإنسان، لكن عندما يكون هناك محتل جاثم بقوته العسكرية على الوطن والمواطن، فكيف سيكون حضور الحرية؟، كيف سيتعاطى الشاعر معها؟ فهل عليه أن يكتب عن المحتل وما يفعله؟، أم أنه يجد حريته حاضرة رغم وجود المحتل وأفعاله؟، "عيسى الرومي" يجد حريته في العصافير، في الطيور، في الشمس والغيم والفضاء الرحب، يجدها في الصباح، في الجبال والأشجار، يجدها في القمر والغيم، يجدها في القصيدة والمرأة، يجدها في الألوان الزاهية، وإذا ما توقفنا عند حرية "عيسى الرومي" سنتأكد بأنه شاعر "أبيض" فمن يستطيع أن يكتب بهذا البياض، بهذا العالم الطبيعي، متجاوز المحتل واعماله ويكتب بهذه الروح مستخدما الفاظ "الطيور/العصافير/الشمس/الغيم/القمر/ الشجر" هو شاعر يعيش ـ في عقله الباطن/في الا شعور ـ حالة من الحرية لا يمكن لأيا كان أن يقيدها، أن يأسرها، لهذا وجدنا لغته الناعمة والالفاظ البيضاء تنير لنا ديوان "إحدى مراياه"
قلنا في وموضع غير هذا أن المتعة تعد احدى أهم العناصر التي تجدب المتلقي للنص الأدبي، وهذا المتعة قد تأتي من خلال اللغة/الألفاظ/الفكرة/الشكل الأدبي/الطريقة التي صيغ بها العمل، فالألفاظ تعكس ما يحمله الكاتب/الشاعر في الا شعور، وعندما نجد هناك تكثيف للفظ "العصافير" في غالبية القصائد، بالتأكيد أن هذا الاستخدام سيريحنا ويجعلنا نهيم كما هام الشاعر في عالم الفضاء والحرية، فنحن سنتأثر بهذا اللفظ ونحلق في الفضاء كما حلق هو، وهنا تأتينا حالة الفرح والحرية التي أوجدها الشاعر.
يفتتح لنا الشاعر ديوانه بهذه الومضة:
"(1)
لا تفكر فيما مضى
لا تفكر فيما يجيء
فحاضرها أبد
باسم، ومضيء" ص9، فمن يجعل فاتحة ديوانه بهذا الامل، بهذا البياض، بالتأكيد هو شاعر متفائل، وما زالت روحه متعلقة بالحرية وبالفرح وبالحياة.
عالم الطبيعة البهية كانت حاضرة وبقوة في الديوان:
"(4)
العصافير في كل صباح، تشارك شمس الصباح الشروق، وبعد الغروب، تشارك نجم الفضاء تلألؤه، وتشاركه في جلال الهدوء" ص11، أن تكون الألفاظ البيضاء منسجمة مع الفكرة يعد ذلك نص مطلق البياض، فالشاعر يركز على لفظ "الصباح" ويعطينا واصفا إياه من خلال الفاظ "الشمس، الشروق" لكن كلنا يعلم أن الغروب أسود، ويحمل مدلول الظلام، لكن "عيسى الرومي" الأبيض يقدمه لنا كما يراه هو فستخدم هذه الالفاظ: "نجم، الفضاء، تلألؤه، جلال، الهدوء" وهذا يعطينا نحن المتلقين شعور بالفرح والحرية والهيام في الطبيعة وفي الفضاء الرحب، أليس هذا ما نحتاجه، ما نفتقده؟.
المرأة والطبيعة والكتابة والثورة كلها عناصر تريح الكاتب وتمتع القارئ، وهي بالتأكيد ـ غالبا ما تأتي بصورة بيضاء ـ يجمع لنا الشاعر بين المرأة والطبيعة بهذا المقطع:
"(18)
العصافير، هذا الصباح البهي، ملونة، كأماني الصبايا اللواتي نهدن، اللواتي يكدن ـ اللواتي استرقن ـ اللواتي اختلسن ... العصافير، هذا الصباح، تغني، وتمعن في رقصها.
وأماني الصبايا اللواتي نهدن، اللواتي يكدن.... ملونة، كالعصافير، هذا الصباح الندي، ولا تتساءل عن نقصها" ص20، فكرة اليوم الجديد التي جاءت من خلال لفظ "الصباح" وتجدد الحياة من خلال لفظ "نهدن" كل هذا خلق حالة من الفرح والجمال، لهذا وجدنا العصافير تغني وترقص فرحة ، وهذا ما يفرح الصبايا ويفرح الشاعر ويفرحنا نحن أيضا.
اعتقد أن جمل وشمول حالة الفرح للكافة العناصر والأشخاص يشير إلى أن الشاعر يحمل رسالة إنسانية صافية ونقية، يرد نشرها وتوزيعها ـ مجاناـ وما علينا إلا التقدم منها لنحصل على حاجتنا من الحياة.
الدهشة تعد ذروة الابداع الأدبي، فعندها نندهش بالطريقة/بالأسلوب/بالفكرة يكون الشاعر/الكاتب قد أوصل ما يرده للمتلقي، ورسخ حضوره ككاتب/كشاعر محترف، وهذا ما يجعلنا نحترم هذا المبدع وهذا الابداع:
"(31)
"مهر بنتي حليب العصافير"
عصفورة صرخت كالرعود: ومهري، أنا رأس ذاك الامير!" ص30، جعل الحديث يدور حول "بنت الأمير" والتي ترد عليه "عصفورة" ينسجم مع قيمة جنس/نوع، فالعصفورة توازي "بنت الأمير" وما يحسب لهذا المقطع أنه يمثل قصة متكاملة، فيها كافة عناصر القصة، الحدث، شخصيات، أصوات، فكرة.
نجد في المقطع السابق فكرة الثورة، التمرد على "الأمير" لكن كيف يتمرد الشاعر على يأسه، كيف يتمرد على ذاته عندما تخبو شاعريته وتحتضر؟:
"(72)
إذا يئس الشاعر الآمل
وضاق به المتقارب والكامل
وأفلس
فإن العصافير تأمره بالإشارة:
لا تتلمس!
ولا تتحسس!
بكفك ذاك المسدس" ص60، ما يدهشنا في هذا المقطع أن الشاعر لم يحدد لنا لمن سيكون استخدام هذا "المسدس" للشاعر لينهي حياته التي لم تعد لها رسالة تقدمها؟ أم للواقع والمتسببين بخلق حالة اليأس للشاعر؟.
الأفكار السياسية يقدمها لنا الشاعر بطريقته الخاصة، يقدمها كقصة، كحدث بومضة خاطفة، لكن أثرها باق وعميق:
"(79)
كلما حط طير
على هرم
فر ملتهبا
ناقما غاضبا
من عواء الفراعنة الجائحين" ص65، ما يحسب لهذا الفكرة أن الشاعر لم يجعل لطير تفر بشكل مطلق، فهي ستعود من خلال ما تركه فيها "عواء الفرعون" من مشاعر ناقمة وغاضبة وملتهبة، فهذه المشاعر ستكون دوافع للعودة إلى الهرم، لأن الطير لا بد أن يعود إلى موطنه، أليست هناك طيور مهاجرة؟.
الصورة الشعرية تمنحنا شعور بالجمال، والجمال يفرحنا ويريحنا:
"(110)
طائر يرتدي
قبعة
من الغيم منسوجة
والريح لها
أشرعة" ص87، صورة رسمت بألفاظ بيضاء، لهذا هي مكتملة الجمال، مطلقة الفرح، اجتمعت فيها الالفاظ والفكرة لتمنحنا وتعطينا هذا التحليق وهذا الفضاء.
الديوان من منشورات الآن ناشرون وموزعون، عمان الأردن، الطبعة الأولى 2018.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفكار (المجنونة) في كتاب -هيا نكتشف ها نخترع- سعادة أبو عر ...
- المتعة والمعرفة في مسرحية -الكلب الذي لا يأكل لحم صديقة- سعا ...
- العاطفة والجسد في رواية -شيء من عالم مختلف- للكاتبة وفاء عمر ...
- السرعة في قصيدة -نبض الأرض- عمار خليل
- الحيرة في ديوان -أبجديات أنثى حائرة- سماح خليفة
- الاضطراب في ديوان -سيدة الأرض- اسماعيل حج محمد
- الطبيعة في مجموعة -روت لي الأيام- -املي نصر الله-
- مناقشة كتاب: -مُبكر هذا يا فتى- للدكتور الأديب سامي الكيلاني
- المدينة والمجتمع في -زرقاء بلا ذنوب- -سعادة أبو عراق-
- التكثيف في رواية -أقواس الوحشة- محمد سلام جميعان
- -قلعة البحر- -سعادة أبو عراق-
- التألق في قصيدة -رواية بين الثنايا- جاسر البزور
- متعة اللغة وقسوة المضمون في كتاب -مبكر هذا يا فتى- سامي الكي ...
- أثر المكان في قصيدة -الساعة والقدس- راشد حسين
- الأنثى في قصيدة -أشك بأنك امرأة- عمار خليل
- سارة الّتي قفزت من الصّورة
- مناقشة رواية -وجع بلا قرار- للكاتب الأسير -كميل أبو حنيش- وذ ...
- نحن والاتراك في رواية -وردة أريحا- أسامة العيسة
- تجاوز المألوف في كتاب -ملامح من السّرد المعاصر- قراءات في ال ...
- الأمة في قصيدة -الحمامة والعنكبوت- تميم البرغوثي


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحرية في ديوان -إحدى مراياه- عيسى الرومي