محمد الاغظف بوية
الحوار المتمدن-العدد: 5752 - 2018 / 1 / 9 - 08:29
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أنهى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، كلامه للمحتجين بقوله: "سنخصص أماكن للتظاهر والتعبير عن السخط". لكن الشبان الذين خرجوا لا يؤمنون مطلقا بقدرة روحاني على تطوير البلاد وتعزيز فرص الشغل، ففي عهده أهدرت أموال كبيرة في معارك خارج البلاد، وبدعم سخي استمر النظام الإيراني في الوقوف إلى جانب أحزاب طائفية.
يدرك الشباب الإيراني أنّ هذه الأموال المهدورة تخصص لدعم جنون النظام الذي يريد بسط نفوذه بعيدا من طهران. بمعنى آخر، يخرج الشباب الإيراني للتظاهر ليس دعما لمواكب "الشهداء الحسينيين" بل للتنديد بالوضع الاقتصادي وتفاقم البطالة، ويخرج للتعبير عن رفض سطوة ولاية الفقيه، واستبداد رجال الدين الذين حولوا البلاد إلى مراكز للتنفيس عن إيديولوجيا دينية متشددة أوقعت البلاد في تخلف، والمجتمع في انغلاق.
كانت صدمة المرشد خامنئي واضحة، فهو لم يتوقع ظهور صوره، يعبث بها شبان مقهورين! وأمام هذه الصدمة: كيف سيواجه النظام موجات الاحتجاجات؟
سيفعل طبعا الكثير، فهو لن يستسلم بل سيرسل أتباعه المهووسين بحب القتال والموت في سبيل عقيدة رجال الدين، ولن تتوقف جحافل جيش القدس، حتى تنفذ إعدامات في حق الشبان الإيرانيين. كما أن هذا الفيلق يكفيه تحويل اسم الكيان الصهيوني وإلصاقها بالمعارضين، فتكون المعركة إذن "مقدسة" ويكتب لمقاتليه شهادة قتال العدو، لأن هذا الفيلق طالما حمل شعارات تحرير فلسطين .
سيتدخل أيضا لنيل الشهادة فيالق قم، فهذه المدينة المقدسة تخرّج سنويا آلاف المؤمنين الحاملين للغة ولاية الفقيه والقادرين على توجيه ضرباتهم لكل معارض لثورة الخميني.
الشباب الثائر في إيران لن يتقاعس هذه المرة عن التحرك للتصدّي لحملة رجال الدين، لأن أحلامهم التي تصطدم مع قواعد الخميني لن تتوقف عند مطالب اقتصادية يتيمة، بل ستتطور لحدود قلب النظام أو على الأقل إحداث تغيير يقلّص من نفوذ المؤسسة الدينية، فالمعركة ليست سهلة فقوة النظام لا تكمن في تمتعه بحصانة شعبية بل في قدرته على تسويق سلوك المعارضين واتهامهم بالعمالة لكل من أميركا والعربية السعودية. وهنا مكمن الحسابات الضيّقة للنظام.
قد يتنطور الوضع في إيران إلى الأسوأ، ومن المحتمل في القريب العاجل إعادة الجنود الإيرانيين من جبهات القتال "الدولية"، وقد تتوقف الحكومة عن دعمها للمليشيات العراقية والسورية في مسعى لإخماد حراك الشبان.
#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟