|
أصبح ممكنا الحديث عن عولمة الارهاب وعولمة محاربته 1
سعيد الكحل
الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 10:19
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إن هذه المساهمة المتواضعة تقتصر على تناول الإرهاب الذي تمارسه الجماعات الإسلامية المتشددة تحت مسمى "الجهاد"، والذي اتخذ أبعادا دولية خطيرة بحيث لم تعد أي دولة في منأى عن العمليات الإرهابية. وبقدر ما شمل الإرهاب دول العالم بقدر ما وحدها في مواجهته. وبهذا أصبح ممكنا الحديث عن عولمة الإرهاب وعولمة محاربته. إلا أن الملاحظ هو أن هذه الحرب ضد الأرهاب لم تأخذ بعد فاعليتها في كثير من دول العالم بما فيها الدول التي كانت ضحيته كإنجلترا لطبيعة القوانين التي لا تميز بين حرية الرأي وبين التحريض على القتل عبر الفتاوى التي يصدرها شيوخ التطرف. إذ رغم الخطورة التي يمثلها هؤلاء الشيوخ على حياة المواطنين وأمنهم، فإن حكومة إنجلترا لم تتخذ بعد التدابير الحازمة لتقديم شيوخ التكفير والتطرف والكراهية إلى القضاء أو إعادتهم إلى دولهم الأصلية لمواجهة العدالة. فضلا عن هذا، فإن الحكومة البريطانية لازالت تؤوي كثيرا من الإرهابيين وتوفر لهم الحماية. وبسبب هذه الحماية التي تتوفر للإرهابيين، منظرين أومخططين ، فإنهم أصبحوا على دراية ومقدرة لتوجيه العمليات الإرهابية عن بعد. بهذا المعنى أصبح العالم أمام تنظيمات إرهابية عابرة للقارات، بحيث يوجد منظروها في قارة، بينما منفذوها في قارة أخرى. فلا تدري أي دولة متى تتعرض للهجمات ولا على أيدي من. أمام هذا الوضع الخطير يصبح الاقتصار على التحليل السياسي لظاهرة الإرهاب ضربا من السطحية والسذاجة، على اعتبار أن هذا النوع من التحليل يبرر العمليات الإرهابية إن لم يكن يضفي عليها المشروعية من حيث كونها نتيجة طبيعية لأوضاع يسود فيها القمع وتنعدم بها الحريات. ذلك أن الإرهابيين كما يستغلون ظروف القمع والاستبداد يستغلون أيضا أجواء الحرية والديمقراطية. وللأسف الشديد لا زال يتردد كثيرا في المؤتمرات الدولية والخطب الرسمية على موائد العشاء وكلمات الاستقبال ورسائل التهاني بين القادة العرب ونظرائهم العجم أن الإرهاب لا دين له ولا وطن. وأرسلت وفود بعد أن شكلتها قمم عربية وإسلامية للجهات الأربعة في العالم للغرض عينه. كما نظمت تلفزيونات العرب وإذاعاتهم ندوات واستضافت ضيوفا من المشايخ عليهم آثار النعمة وبداخل معظمهم مراجل النقمة. كان الهدف دفع تهمة الإرهاب عن الإسلام والمسلمين وإلصاقها بالصهاينة والأمريكان وكل الكفرة الملحدين الذين جُعِل منهم، بالقوة وبالفعل، أعداء الملة والدين. وتنازع العرب فيما بينهم بين مُنكِرٍ أن تكون المناهج التعليمة تنشر الضغينة وتغرس ميول العنف والكراهية، ومُلاوِصٍ أربكه تورط فتية من ذويه في أعمال إرهابية فلم يُجْدِه الإنكار ولا التشكيك فتيلا، وبين مستهزئ أن يكون العربي بمثل الذكاء والتخطيط والدقة في تنفيذ الهجوم على برجي التجارة العالمية والبانتاغون. وأذكر جيدا كيف أن الإعلامي الشهير فيصل القاسم أذاع خبرا عبر قناة الجزيرة، كسبق صحفي، يزعم أن الصهاينة من خطط لضرب البرجين وأن الموساد كانت على علم بالعمل الإرهابي بدليل أن لا واحدا من الأربعة آلاف يهودي العاملين بمركز التجارة العامي قتل إثر الهجوم بالطائرتين. استساغ الكثير من عربنا الخبر وظلت شكوكهم قائمة إلى أن نطق شيخ الإرهاب بن لادن وأثنى على الفاعلين بعد ذكرهم بالاسم والجنسية. ولم تكن عقوبة فيصل القاسم سوى توقيف لمدة 15 يوما. فهل، بعد الأحداث الإرهابية والمحاولات والتخطيط لأخرى عبر كل دول العالم يبقى من شك أن الإرهاب لا دين له؟ إن الذين نفذوا العمليات الإرهابية في نيويورك وواشنطن والرياض والدار البيضاء ومدريد وعمان ودمشق واسطنبول والدوحة وغيرها من المدن ما هو غذاؤهم الفكري وذخيرتهم العقائدية؟ في ندوة نظمتها قناة "الإخبارية" يوم 28 مارس 2005، في إطار الحملة الإعلامية التي تشنها السعودية ضد الإرهاب، قال الشيخ عائض القرني في موضوع أسباب الإرهاب (السبب الرئيسي لولادة الإرهاب وفاعلية الإرهاب ونشاطه، سبب فكري. دليلي على ذلك أنهم يتحدثون عن السبب الاقتصادي، وأنا لا أنفيه، أو سبب قمع الحريات السياسية، وأنا لا أنفيه أيضا، أو أي أسباب أخرى. لا يلتفتون أن الإرهاب نشِطَ ووُجد في بيئات تتمتع بقدر كبير من الرخاء الاقتصادي وأيضا من حجم كبير من المشاركة السياسية.. إذن نحن هنا إزاء ظاهرة سببها ليس عدم المشاركة السياسية، وليس عدم وجود رخاء اقتصادي، مع أن وجود هذه الأشياء قد يُسبب سهولة تجنيد الأشخاص• (وردا على من يدعي أن الإرهاب ارتبط بمشكل المسلمين في البوسنة والهرسك أو كوسوفا أو أفغانستان أو الشيشان وفلسطين والعراق، أجاب الشيخ القرني) الآن لما نتحدث عن انفجار العنف والإرهاب يتخذ لبوسا دينيا، نتحدث من كم سنة، 1979م حركة جهيمان في الحرم، نتحدث عن عام 1975م في مصر، قامت عدة حركات عسكرية بالاغتيالات وشبه انقلابات في مصر، حركة الإسلامبولي ومقتل السادات سنة 1981، عام 1982 في الجزائر حركة مسلحة لمحاولة الانقلاب على السلطة، حركة مصطفى أبو يعلى.. هذه قبل أن توجد البوسنة أو الشيشان أو كوسوفا أو قبل أن تتحول أفغانستان إلى محرض للوعي. نحن أمام مشكلة فكرية• (بالفعل إن العامل الفكري في نشوء الإرهاب والتحريض عليه لا يضاهيه أي عمل من حيث الخطورة والتأثير. من هنا نجد كثيرا من الشيوخ والمثقفين ينفون العامل الخارجي في ظهور الإرهاب. ومن بين هؤلاء: عبد اللطيف الدعيج الذي كتب مقالا يرد فيه على النائب السلفي الكويتي فهد الخنة، نشرته جريدة القبس الكويتية يوم فاتح مايو 2005، جاء فيه( من أثّر فينا من الخارج..؟ الشيشان أم طالبان.. أم جماعة أبو سياف في الفلبين؟ نحن خلقنا كل هؤلاء "الإرهابيين"، ونحن من حوّلهم إلى قتلة ومجرمين، ونحن من علمهم القتل والاقتتال، ونحن من شجعهم وأمدهم بالمال و"المجاهدين"• حتى في الدول الأقرب، في مصر التي عانت ولا تزال من الإرهاب، ومع أن جماعة الإخوان المسلمين الذين نقلوا إرهابهم لنا جاؤوا من هناك، إلا أن الإرهاب الإخواني يبقى إرهابا "سياسيا" ولم يكن شاملا. إرهابنا نحن.. الإرهاب السلفي، هو إرهاب اجتماعي شامل وعام. له رأي وله فصل مسبق في كل شيء من دخول الحمام إلى الخروج منه، من تصويت المرأة إلى حقول الشمال. الإرهاب الذي نعاني منه إرهاب سلفي.. خلقه سلفيو الكويت وسلفيو السعودية. نحن..، والسلطة هنا بالذات..، من أطلق يد الإرهاب، ونحن من تعهده ورعاه، ونحن الذين خلقنا مجاهدي أفغانستان ومقاتلي الشيشان، ونحن من زرع الإرهاب في كل مكان.. نحن من يترأس تنظيم القاعدة، ونحن الناطقون الرسميون باسمه. إن هذه الحقيقة نفسها أكدها مشاري الذايدي لقناة الإخبارية كالتالي أنا أتيتكم من تجربة ومن وسط المعمعة، أنا كل أسبوع أذهب إلى السجون وألتقي بعشرات الشباب، وأخبركم: أولا ليس المواجهات من بدايتها في مصر والجزائر، بل منذ أن نزل الدين على محمد (ص)، أو وُجد العالم . قُتِل عمر لعوج فكري، قُتِل عثمان بهذا الإرهاب الفكري، وقُتِل علي بن أبي طالب (ر.ض) للخطأ الذي حصل، وخرجت الخوارج على الأمة، وأتى التدمير في العالم الإسلامي.. أناس يفهمون النص على غير مفهومه. وأنا أعرف أن هذا العوج الفكري يجب أن يُصلَح.. من خلال ما سمعته وحضرته كل يوم اثنين أقف 5 ساعات أو 6 مع عشرات الشباب الذين بعضهم باشر العمليات وبعضهم لازال مقتنعا بفكره الخاطئ المنحرف عن الجادة. إذن لم يعد من شك في أن الإرهاب الذي تمارسه الجماعات الإسلامية المتطرفة، نبتة محلية، على حد قول عبد الحميد الأنصاري في مقال له بجريدة البيان الإماراتية يوم 25 أبريل المنصرم العمل الإرهابي نبت بيئتنا ومجتمعنا، له بناء فكري معروف ومفاهيم دينية واضحة وإن كانت مغلوطة، والإرهابيون أبناء بررة لخطاب ثقافي مشحون بكراهية عميقة للحضارة الغربية وقيمها ونظمها ومفاهيمها، والإرهابيون هم نتاج هذا الخطاب وليسوا حمقى أو مرضى أو جهلة أو مغرر بهم من قبل الموساد وأعداء الإسلام، وليسوا مغسولي الدماغ. الإرهابيون هم نتاج خطاب استعلائي، تعصبي يحتكر الصواب المطلق للدين والوطنية، ساهمت في إنتاجه منابر تربوية وتعليمية ودينية وإعلامية عبر سنين طويلة، كان الهدف الرئيسي لهذا الخطاب المشحون، الحط من حضارة الغرب والترويج لعدوانيتها وماديتها وإباحيتها.. في تصوري أن خليجنا ابتلي بداء الإرهاب مؤخراً خلال العقدين الأخيرين بتأثير عاملين: داخلي وخارجي، أما الداخلي فتمثل في انتشار الفكر السلفي التكفيري وتم ترويجه عبر منابر ومؤسسات عدة وعلى امتداد سنوات عديدة، وهو فكر إقصائي قمعي تشكيكي يتدخل في معتقدات أغلبية المسلمين عبر تصنيفهم إلى فرق منحرفة ومبتدعة... أما العامل الخارجي الوافد فهو تيار الإسلام السياسي الذي نشأ في ظل الصراع على السلطة في بعض الدول العربية خارج منطقة الخليج، ولم يعرف الخليج مثل هذا الفكر التصادمي إلا مؤخراً، وهو فكر اتهامي وتحريض ضد العرب، يتصور الغرب، شيطاناً لا شغل له إلا التآمر على المسلمين، ويتصور أميركا عدواً لا هم له إلا الانتقام من المسلمين. إن كل الذين قاموا بتنفيذ الأعمال الإرهابية من الإسلاميين أو حرّضوا عليها أو أفتوا بشرعيتها، إنما انطلقوا من قراءة معينة لنصوص الدين الإسلامي. ولم تكن إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية إلا ذريعة واهية لتبرير الأفعال الإجرامية التي أضفوا عليها صفة الجهاد المقدس. في المغرب وحده يوجد خلف القضبان ما لا يقل عن الألف من العناصر المتطرفة، وأمثالهم أضعاف العدد منبثين في أماكن قليل منها ترصده الأجهزة المختصة للدولة. فمن يصدق أن هؤلاء يخوضون "جهادا" ضد الصهاينة والأمريكان على أرض المغرب؟ ولنأخذ أمثلة تشهد على صحة هذا القول: 1 ـ محمد البويري الهولندي من أصل مغربي والمتهم بقتل تيوفان خوخ، برر رفضه التعاون مع القضاء الهولندي بغرض عرضه على أخصائيين نفسانيين، بكونه راجعا إلى مبدأ شعائري ديني الذي على أساسه ارتكبت الجريمة. وكان محمد البوري قد اعترف في جلسة سابقة بكونه فعل هذا في سبيل الله ولم يُدفع من أحد ولم يشاركه أحد وأنه ليس مريضا. ونفس الموقف اتخذه من قبل يوسف فكري. 2 ـ يوسف فكري أحد أخطر الإرهابيين الذي يفاخر بأعماله الإجرامية ويعتبرها أعظم ما يقرب إلى الله تعالى. ففي رسالة نشرها في أسبوعية الصحيفة بتاريخ 18/24 أبريل 2003، قال (وبعد شهرين رجعنا إلى مدينة اليوسفية لكي نترك للسلطة رسالة عملية مفادها أنكم بسبب اعتقالكم لأولئك الإخوة فإننا سنلجأ إلى عمل من نوع خاص والذي يعتمد على السرية التامة فكان المدعو عمر الفراك أول عدو أتقرب به إلى الله عز وجل). هكذا صار قتل الأنفس البريئة قربة في دين الجماعات المتطرفة. ولما كان القتل قربة إلى الله، فإن كل عقاب ينزل بهذا القاتل، وإن كان إعداما، هو مصدر سعادة له، لأنه ـ في اعتقاده ـ أذىً في سبيل الله يضمن الفوز بالجنة، وهو أيضا تعجيل بلقاء الله وشهادة في سبيله، على حد تعبيره (وأنا قادم على لقاء الله عز وجل وقد يكرمني ربي بشهادة في سبيله على يد هؤلاء المرتدين). ولما طالب دفاعه بعرضه على أخصائي نفساني، صاح في وجه المحامي (اتق الله) مؤكدا على سلامته النفسية والعقلية، وأنه أقدم على تلك الأعمال الإرهابية اقتناعا منه بأن (الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام وهو ماض إلى يوم القيامة مع البر والفاجر وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة كما أنني أومن بجهاد أبي بصير رضي الله عنه، وأقصد أن يجاهد المرء ولو وحده). إذن لم يكن يوسف فكري يواجه أمريكا ولا الصهيونية، بقدر ما كان يتهدد أمن المجتمع واستقراره. 3 ـ محمد دومير أحد العناصر الإرهابية الخطيرة المنتمية للسلفية الجهادية ـ مجموعة يوسف فكري ـ والمحكوم بالإعدام، صرح، بكل سادية وبرودة دم، أمام المحكمة (أحيطكم علما أن الأفعال المنسوبة إلي اقترفتها وقمت بها عن علم من كتاب الله وسنة نبيه.. أنا مسرور.. أنا أسعد الناس في هذا الزمان لأنني أحاكَم بسبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). وهذا كان حال باقي أعضاء المجموعة الإرهابية الذين قتلوا مغاربة مسلمين بسطاء لم يكونوا رجال مخابرات أمريكية ولا عملاء للصهيونية. 4 ـ روبير ريشار أنطوان الذي هو نموذج صارخ للشخص الذي حوله الفكر الديني المتطرف إلى إرهابي على درجة عالية من الخطورة، رغم أنه لا يعاني فقرا ولا تخلفا أو عدوانا خارجيا. 5 ـ كل الجماعات المتطرفة لم يكن هدفها المركزي ضرب إسرائيل ولا مناصرة الفلسطينيين، إذ لم يثبت أن قام تنظيم القاعدة ولا حتى الجماعات المرتبطة به تنظيميا أو روحيا، بأية عملية داخل إسرائيل. كل هؤلاء اتخذوا من مواطنيهم أهدافا سهلة لزرع الرعب وزعزعة الاستقرار. وكان باعثهم في ذلك ما تلقوه من فكر وعقائد متطرفة تنظر إلى المجتمع والدولة نظرة عداء، قبل أن تتحول إلى عمل تدميري أعمى. ومن ضمن ما يتلقاه المتطرفون قبل أن يصيروا إرهابيين: ـ المجتمع الذي نعيش فيه مجتمع كافر، لأنه استبدل القوانين الإسلامية بالوضعية، وأن مظاهر الانحلال والفساد فشت فيه، وأن المعروف قد أصبح منكرا، والمنكر أضحى معروفا. 0ـ أفراد هذا المجتمع وحكوماته مرتدون مارقون، والمظاهر الإسلامية في هذا المجتمع مظاهر كاذبة مضللة منافقة، فشيوخ الدين ممالئون للسلطان الكافر. ـ الجهاد مفروض لتغيير هذا الواقع، وإحلال شريعة الله مكان شريعة الكفر. ـ الوسائل السلمية لا تجدي فتيلا ولا توصل للهدف السابق لأن كل عمل سلمي للدعوة يقابل بالدعاية الحكومية الكافرة. ـ ما دام الحكام كفرة والجهاد واجبا ، فقد وجب الخروج عليهم وقتالهم بالسلاح. ـ يجوز قتل كل من تترس به الكافر ولو كان من المسلمين. ـ ليس للنساء والأطفال حرمة ، لأن أولاد الكفار من الكفار. ـ يجوز قتل الكفار ـ وهم الحكام والشعوب الراضية ـ ليلا ونهارا، وبغير إعلام وإشعار لهم، ولو قتل في ذلك نساؤهم وأطفالهم. ـ لأن النظام نظام كافر، فالدار التي نعيش فيها دار حرب، وبذلك تكون كل ديار المسلمين الآن ديار حرب، يجوز فيها ما يجوز في دار الحرب، من القتل والسلب والنهب والغصب والخطف. ـ ليست هناك طريقة لإيجاد الحكم الإسلامي إلا بالحرب. وكان هذا حال الأشقاء المصريين الثلاثة ـ إيهاب يسري وشقيقه محمد وأخته نجاة ـ أعضاء الخلية الإرهابية المرتبطة بحادث الأزهر والقاهرة الأخير في مصر . هؤلاء ـ تقول جدتهم لجريدة الأهرام ـ (كان الجميع يشهد لهم بحسن الخلق والتربية السليمة إلى أن انقلبت الأوضاع عندما تحولت نجاة إلي شخصية أخرى وبالتحديد خلال السنة الأخيرة من المعهد عندما اعتنقت بعض الأفكار المتشددة دينيا في تحريمها لكثير من الأمور العادية وبدأت في إقناع شقيقها إيهاب بالأفكار المتطرفة نفسها وكانت تحاول فرضها على كل من بالمنزل حتى إنها كانت ناقمة علي أسلوب حياتنا ثم فاجأتني بعد فترة قليلة بأنها اتخذت قرارا بارتداء النقاب وعندما سألتها عن سبب ذلك القرار أجابت بأن قرارها نهائي ولا رجعة فيه). إذن ما الذي يحول ثلاثة أشقاء متفوقين في دراستهم إلى إرهابيين؟ أليس الفكر الديني المتطرف؟ حقيقة لم يعد في الإمكان إنكارها وإن ظلت جهات رسمية تُبعِد عن الأعمال الإرهابية صبغتها الدينية وأهدافها "الجهادية"• وحسبنا ما اعترف به محمد العمري أحد الانتحاريين الناجين ليلة 16 مايو 2003، أمام المحكمة بقوله (حضرت درسا للشاذلي وكان يتعلق بالإيمان.. زيادة على الدروس التي كانت تقام بمنزلين ويحضرها ما بين 15 و20 شخصا وتستغرق حوالي نصف ساعة. وكانوا يحثوننا على الجهاد في البلاد التي لا تطبق الشريعة الإسلامية). وعن سؤال للقاضي: ماذا يعتبرون القانون الوضعي؟ أجاب: (يعتبرونه كفرا ومن آمن به كافر). بحكم عقيدة التكفير هذه يصير المجتمع كله كافرا، وبالتالي قتل المواطنين هو جهاد مقدس في عقيدة المتطرفين والإرهابيين. ومن ثم يصبح، مع هؤلاء، الإرهاب دينا والدين إرهابا. من هنا تكون العمليات الإرهابية التي هزت المغرب ليلة 16 مايو 2003 وكذا المخططات التخريبية التي أفلحت الأجهزة الأمنية في إحباطها، تكون تلك العمليات نتيجة لانتشار الفكر الديني المتشدد وهيمنته على منابر الجمعة والبرامج الإعلامية والتعليمية. وللدولة مسئولية مباشرة في توفير كل الشروط المواتية لتبيئة الفكر الديني المتشدد وإشاعته. بمعنى أن الدولة، باعتبارها المهيمن على الحياة العامة والفردية، هي من يرسم معالم الشخصية المطلوبة حتى تنسجم هذه الشخصية مع الأهداف المحددة سلفا. وبالتالي فالدولة هي من يخلق ويشكل مواطنين وفق مقاس معين تبعا للأهداف المتوخاة. وكلما تغيرت مصالح الدولة وأولوياتها إلا وتغيرت أهدافها، ومن ثم تتغير الخطط والبرامج لإعادة تشكيل شخصية نمطية تستجيب لأولويات الدولة ومصالحها. إلا أن الدولة المغربية، بحكم بنياتها وطبيعة هياكلها التي تلفق بين التقليدي والعصري، مع طغيان التقليدي طبعا، لا تكاد تجاري المتغيرات وتسارع الأحداث. وهذا سبب الارتباك العام الذي يطبع سياساتها وبرامجها. مما يجعلها تخطئ في معالجة المشاكل المطروحة• وحسبنا هنا أن نستحضر الأسلوب الذي عالجت به الدولة الواقع المترتب عن سياستها وخططها سنة 1965، إثر انتفاضة مارس وتفاعلاتها وامتداداتها. لقد ركزت الدولة حينها على مسلكين أساسيين هما: 1 ـ مسلك القمع وفرض هيمنة الدولة: عبر تعميم الاعتقال والنفي والاغتيال في صفوف أبناء الوطن الذين كانوا متشبعين بالروح الوطنية من جهة، وبالقومية والاشتراكية من جهة ثانية. كانت غاية الدولة تكريس سلطة الحاكم الفرد وتأمين التبعية للغرب الرأسمالي، وكذا التصدي لكل المطالب الراغبة في اقتسام السلطة مع الملك وإرساء أسس الدولة الوطنية عبر فك الارتباط مع الغرب وبناء الاقتصاد الوطني. 2 ـ أما المسلك الثاني فجسدته الدولة من خلال لجوئها إلى استيراد الفكر الديني المتطرف ورعايته وتمكينه من أدوات العمل والفعل. فكانت البداية من إلزام التلاميذ والمدرسين في الابتدائي بوقف الحصص الدراسية وأداء الصلوات داخل الأقسام، ظنا منها أن (الحديد لا يفله إلا الحديد). أي الفكر التقدمي ـ قومي واشتراكي ـ لا يفله إلا الفكر الديني المتطرف. لهذا عمدت الدولة إلى خلق هذا التيار الديني المتطرف، ويتعلق الأمر بالشبيبة الإسلامية التي أسسها عبد الكريم مطيع سنة 1970 برعاية المخابرات المغربية. يقول عبد الكريم مطيع عن النشأة الأولى (لقد مرت لحد الآن اثنتان وثلاثون سنة على البداية التأسيسية للتيار الإسلامي المغربي الذي أجرى الله بفضله على يدي ـ في بداية 1970 ـ وضع لبناته الأولى . ثم مع مطلع سنة 1972 سُيِّج هذا التيار بروافد من جمعيات تربوية كان ضمنها منظمة الشبيبة الإسلامية) (الصحيفة عدد 56 ـ 8 مارس 2002). فالدولة كانت تهدف إلى إيجاد تيار فكري وعقدي نقيض للتيار الفكر التقدمي، ينوب عنها في مواجهته على كل المستويات: الجامعات، النشر، التأطير، المؤسسات التعليمية الخ، ثم مستوى الشعارات: الدولة الإسلامية # الدولة الوطنية، الخلافة الإسلامية # الدولة الحديثة، النظام الشوري # النظام الديمقراطي، سيادة الشريعة # سيادة الأمة.. وهذا ما أكده عبد الكريم مطيع في قوله (أؤكد بادئ ذي بدء أن التيار الإسلامي الذي أشرفت على تأسيسه لم يكن في أول أمره مشروع حزب سياسي أو تدخلا نضاليا في سير المجتمع، أو مجال اتخاذ القرار، وإنما كان منهج عمل تربوي لإعادة بناء العقل والوجدان وهيكلتهما على أسس سليمة بعد أن استبد بهما ما كان سائدا من توجهات فكرية وعقدية وسلوكية اعتبرت مهددة لمقومات البلاد والعباد)• بمعنى أن الهدف من إنشاء هذا التيار لم يكن من صميمه الاهتمام بالشأن العام وطريقة إدارة الدولة وتوزيع الثروات الوطنية وتحقيق العدل الاجتماعي. وفي هذا مصلحة للدولة التي لا تريد إشراك أبناء الشعب في إدارة الشأن العام. بل كان هدف التيار الإسلامي ولا زال، مواجهة الفكر التقدمي وإعادة تشكيل الوجدان والعقل بطريقة تجعلهما يرفضان كل فكر عقلاني علمي تقدمي وموضوعي. فكان الترخيص القانوني لجماعات هذا التيار الديني المتطرف، بل كان الترويج لأفكاره عبر وسائل الإعلام العمومية ومنابر الجمعة، إذ جندت الدولة فقهاءها لتكفير خصومها السياسيين التقدميين. وفي هذا الإطار، وبعد أن صارت الشبيبة الإسلامية ذات نفوذ وصيت في الداخل والخارج على حد قول مطيع (وجنحت ـ الحركة ـ بعد سنتين فقط من العمل التأسيسي إلى إنشاء جمعيات قانونية علنية مصرح بها ومرخص لكل أنشطتها وأعمالها وعلاقاتها وتصرفاتها، وحازت بذلك ثقة على الصعيد الداخلي، إذ سعت أغلب المؤسسات الرسمية والحزبية إلى الاتصال بها ومحاورتها، وعلى الصعيد الخارجي ربطت علاقات بمثيلاتها في كل الأقطار الإسلامية، وساهمت في تأسيس عدة منظمات إسلامية عالمية)، بعد هذا الانتشار عمدت الحركة إلى ممارسة العنف السياسي ضد التقدميين أولا، ثم ضد الدولة فيما بعد. وهكذا كان أول عمل شنيع أقدمت عليه الشبيبة الإسلامية هو اغتيال المناضل التقدمي عمر بن جلون، كما لو أنها قدمته قربانا للدولة. سيما وأن هذه الحركة كانت أداة الدولة ضد خصومها. ومسألة اغتيال بن جلون أقر بمسؤوليتها أحمد ساعد المعتقل الإسلامي في هذه القضية بقوله (لقد تم اغتيال عمر بن جلون من طرف عناصر كانت تنتمي فعلا للشبيبة الإسلامية وكان يترأسها عبد العزيز النعماني، وكانت هذه العناصر تتلقى تعليماتها منه مباشرة. وهو الذي أصدر أمره باغتيال الشهيد عمر بن جلون) (الصحيفة عدد 56). إذن كانت أولوية هذه الحركة هي القضاء على خصوم الدولة بمبرر كفرهم ومروقهم. وبهذا الخصوص يقول الناطق باسم الأمانة العامة للشبيبة الإسلامية (تمثل عودة فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع لنا ولكافة الإسلاميين الصادقين وأنصار الحرية والسلم الوطني عودة للحق إلى نصابه ورفعا للظلم عن الدعاة، وفشلا للملاحدة وأعداء البلاد في محاولتهم تجريد الدولة من عناصر القوة والمنعة (يقصد الاشتراكيين واليساريين)، وفي عملهم على ضرب الدعوة بالدولة، والدولة بالدعوة ليتسنى لهم الاستفراد بالدعوة والدولة معا والقضاء عليهما (يقصد جماعة الشيخ ياسين). (الصحيفة عدد 65). وللأسف فإن العداء لليساريين والتقدميين عموما لا زال مستحكما في هذه الحركات الإسلامية، سواء اندمجت في مؤسسات الدولة أو لم تندمج. وككل الجماعات التي تتأسس على عقيدة التكفير، ستتخذ الشبيبة الإسلامية أسلوب العنف منهجا لها، وستنتقل من العنف ضد الأفراد إلى العنف ضد الدولة والمجتمع. وفي هذا الإطار أفشلت الدولة المخطط الإرهابي للحركة سنة 1983 ثم 1985 وهذا ما أكده أحد المغرر بهم وهو حكيمي بالقاسم بقوله (ولم يكن عمري آنذاك ولا ثقافتي يسعفاني لأتساءل عن معنى الدولة الإسلامية المنشودة، ولا عن وسائل التغيير المرتقب من الناحيتين السياسية والشرعية، كان الأمر لا يعدو خطابا دينيا تهييجيا. في هذا الإطار قيل لنا: ستذهبون لتتدربوا في الخارج ، فذهبنا، والآن وبعد هذه السنين الطويلة داخل المعتقل.. أطرح الأسئلة المرة التالية: أي مشروع للدولة الإسلامية كنا سنأتي به من عند جنرالات الجزائر؟ وضد من كنا سنحمل السلاح؟ وهل العنف يمكن أن يكون وسيلة للتغيير؟ وهل كانت حركة الشبيبة الإسلامية قادرة ماديا ومعنويا على إدارة هذا العنف ضد النظام؟ هذه الأسئلة تجعلني أفكر أننا لم نكن إلا أدوات صغيرة في عنف صغير كانت له أهداف أخرى غير معروفة. إذن تدربنا في الجزائر وأدخلنا السلاح ليتم اعتقالنا في 10/7/1985 (الصحيفة عدد 56). بينما فشلت الدولة سنة 1994 إذ تمكن كومندو مسلح تابع للشبيبة الإسلامية من الهجوم على فندق أطلس أنسي بمراكش. ومباشرة بعد 1975 ستعمل الدولة على تكرار التجربة ـ تجربة خلق ورعاية التطرف الديني ـ ظنا منها أنه سيحميها ويخلصها من اليساريين، ثم يحتوي نزوع العنف لدى حركة الشبيبة المنفلتة. فكانت بداية النشأة لجماعة العدل والإحسان التي كان مرشدها الشيخ ياسين، وإلى حدود 1975، يفتي بوجوب طاعة ولي الأمر آنذاك ـ المرحوم الملك الحسن الثاني ـ ويكفر، في المقابل، كل التقدميين واليساريين. بل دعا إلى منع كل الأحزاب السياسية وتركيز السلطة بيد الملك. فكان بهذا الموقف يخدم أهداف الدولة: تكريس هيمنتها وهيبتها. وفي هذا السياق يؤكد محسن بناصر الناطق الرسمي باسم الأمانة العامة للشبيبة الإسلامية ولئن كان الرعب من هذه العودة ـ عودة مطيع ـ جعل من بعض الفصائل الإسلامية أذنا صماء ولسانا أخرس كلما سألناهم حقنا عليهم في النصرة والتضامن، مع أننا أيدناهم في أشد حالات محنتنا، ومع أن جماعتهم أنشأتها السلطة في دجنبر 1975 للتغطية على قمعنا وشل حركتنا، كما صرحت بذلك ابنة الأستاذ ياسين لمجلة الوطن (العدد 1270 بتاريخ 6 ـ7 ـ 2001) حيث قالت بالحرف الواحد: "فجاءوا إليه برخصة وقالوا له عليك الآن إصدار جريدة وكانت هذه النواة الأولى لتكوين جماعة العدل والإحسان) (الصحيفة عدد 65). وكما اعتمدت الدولة على أسلوب تفريخ الأحزاب السياسية الإدارية للاستناد إليها من جهة، ومن أخرى لضرب مصداقية الأحزاب المنافسة للدولة عبر التمييع السياسي والتشويش الحزبي، اعتمدت كذلك نفس الأسلوب في خلق جماعات إسلامية تكون موالية للدولة ومناهضة لكل خصومها، وخاصة اليساريين والتقدميين. إلا أن نجاح الدولة في إدارة الشأن الحزبي والتحكم في مساراته عبر التدجين والتقسيم والتأديب، قابله فشلها على مستوى الجماعات الإسلامية. إذ بقدر تفريخها بقدر انفلاتها، وبقدر ما تسعى الدولة لاحتوائها بقدر ما يزداد تطرفها.
#سعيد_الكحل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب
...
-
شيوخ التطرف هم ملهمو الرسام الدنمركي وشياطينه
-
أمة لا تجتهد إلا في قهر النساء وتبخيسهن 2
-
التحالف مع العدل والإحسان لا يكون إلا على أساس معاداة النظام
...
-
أمة لا تجتهد إلا في قهر النساء وتبخيسهن -1
-
مغالط من يماثل بين غاندي الهند وياسين المغرب
-
الثورات لا تكون دائما بلون الدم ورائحة البارود
-
تحريم تهاني أعياد ميلاد المسيح تحريض على الكراهية وتكريس لها
-
إذا ضعفت حجج المرء زاد صياحه
-
الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب
...
-
هل القادة المسلمون حقا يد واحدة ضد الإرهاب ؟
-
العنف ضد المرأة تكريس لثقافة الاستبداد
-
يوم تواطأ الحداثيون والإسلاميون على الصمت
-
الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب
...
-
الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب
...
-
الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب
...
-
الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب
...
-
الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب
...
-
منذ متى كان الظواهري رحيما أو حكيما ؟
-
رسائل التهديد بالقتل
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|