أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الشحماني - الحقيقة المؤلمة . .














المزيد.....


الحقيقة المؤلمة . .


أحمد الشحماني

الحوار المتمدن-العدد: 5750 - 2018 / 1 / 7 - 21:29
المحور: كتابات ساخرة
    




نحن مجرد وهم تتقاذفنا امواج الفقر والموت والتشرد والضياع . .

اثناء فترة القصف الجوي والصاروخي من قبل قوات التحالف الدولي في كانون الثاني من عام 1991, القصف الصاروخي المتدفق من بطون الطائرات المرعبة وهي ترمي بحممها المدمر على المدن العراقية . . .
القصف الصاروخي وما رافقه من خوف ودمار وموت وجثث مرمية في شوارع المدن تتلاقفها الكلاب الجائعة السائبة (ليش لا هم خطية جوعانين – چا وين ينطون الوجه؟!) . .
الخوف والظلام خيَّم على الأجواء العراقية والليل بدأ يحوك ملابسه الشتائية والصمت التهم الوجوه . .
((آه يا سنين العمر مثل سيجائري خلصن بلاش))
كان الجميع في حالة ذعر وخوف وترقب وتوجس, وكان الظلام يلامس القلوب بشيءٍ من الصمت والتوتر والكآبة - كأنه بركان يلتهم الأرواح بسبب انقطاع التيار الكهربائي . .
كنت انا مثل بقية العراقيين ازحف والتصق في مكاني بين حيطان الغرف المظلمة, لا شيء معي إلا قلبي المرتجف خوفاً وبيدي (راديو روسيّ الصنع) احمله معي حيثما ازحف - هما كل ما املكه من حطام العمر الغارق في وحل القهر والخوف, المشرئب بهستيريا جنون الوطن وهو يرتشف كأس الدمار والموت . .

كنت اجوب مدن الإذاعات العالمية لأستمع الى اخبار الحرب, الحرب التي تغني انشودة الموت وهي تلتهم البؤساء (ابناء الوطن) بنيرانها المدمرة . .

من بين تلك الإذاعات العالمية التي كنت استمع اليها هم الثلاثي المرح (إذاعة مونتي كارلوا Monte Carlo وإذاعة البي بي سي من لندنBBC وإذاعة صوت اميريكا Voice of America بنسخته العربية والانجليزية) وهم الأصدق في نقل الحقائق على ما اعتقد في تلك الفترة . . .
لقد اجهشت بالبكاء والألم والحسرة وانا استمع الى مقابلة من إذاعة مونتي كارلوا – مقابلة مع شخصٍ نطق وصرخ (الحقيقة المؤلمة) بصوت يختلجه الألم والحسرة.

مازال صدى صوته يلاحقني كأنه قدري المعبأ بالملاحقات والخوف وهستيريا الوطن الغارق في وحل الدمار والموت - رغم تباعد السنين ورحيل العمر . .
وهذا بعض ما خزنته ذاكرتي المضطربة - المعطوبة - والمليئة بالأحداث لبعض ما قاله ذلك الرجل من كلمات مؤلمة في المقابلة الإذاعية . .
حيث قال:
العراق يعتبر من بين اكبر دول العالم المنتجة والمصدرة للبترول - ومن الدول الغنية جدا بالموارد الطبيعية ولقد حباه الله بكل الموارد التي لو كانت هناك (حكومة وطنية) لكان بإمكان الإنسان العراقي التمتع بحياته بشكل طبيعي وتحقيق احلامه وامانيه المذبوحة في محراب الوطن . .

وهي:-
1- أكمال دراسته الجامعية في أرقى جامعات العالم من حصته من نفط الوطن المنهوب . .

2- امتلاكه لأرقى انواع العربات الفارهة الحديثة الموديل من حصته من نفط الوطن المنهوب . .


3- امتلاكه لأجمل القصور والفلل من حصته من نفط الوطن المنهوب . .

4- التزوج بأربع نساء (ان اراد) على شرط ان يعدل بينما وكيف لا يعدل بينهما وحصته من اموال نفط العراق تكفي لأعالة 100 امرأة وليس اربع نساء.


5- اللجوء الى تشغيل ايادي عاملة في بيته من بلدان اقليمية للأهتمام بأطفاله وحاجات البيت بسبب حالة التخمة من اموال حصته من نفط العراق المنهوب.

6- التمتع بالسفر والسياحة الى كل دول العالم لوجود سيوله مادية من اموال حصته من نفط العراق تكفي لقضاء معظم ايام السنة خارج العراق . .


7- بإمكان الشخص العراقي من نعومة اضافره (منذ اللحظات الأولى بعد ولادته وحتى اللحظات الأخيرة قبل وفاته) ان يعيش مرفهاً معززاً من اموال حصته النفطية المنهوبة . .


8- ان يعيش الإنسان العراقي حالة من الرفاه وبحبوحة العيش بحيث يحسده كل مواطني الدول الأقليمية ويتمنى كل مواطني دول العالم الشرقية والغربية لو انهم قد ولدوا في العراق . .


ولكن - ومما يؤسف له – نرى الإنسان العراقي يحنى ظهره على البصق في الأرض متوهما بأنها عملة معدنية (درهم) بسبب الفقر والفاقه والعوز.

هذا ما قاله الشخص في المقابلة التي بثتها اذاعة مونتي كارلوا وليس (انا).


نرى الإنسان العراقي يستجدي لقمة الخبز, واطفاله يستجدون في شوارع المدن ويموتون جوعاً وفقراً وذلاً . .


لا بيتاً, لا رعاية, لا خدمات, لا راتباً, لا مستقبلاً, لا ضمان اجتماعي, لا (نفطاً يتزود به ليطفأ غليل برد الشتاء). .


نرى الإنسان العراقي منذ لحظات ولادته الأولى وحتى مماته (وشلون موته اويلي اويلي يالله) لا يعرف من النفط إلا أسمه . .

ما شاء الله (الأخوان المجاهدين في حكوماتنا الوطنية المتعاقبة شفطوه للنفط شفط ولا تگول حسبالك نفط) . .
تگول حسبالك الويسكي الأيرلندي Tullamore لو الــ ((Wine الفرنسي المعروف بماركته العالمية ..



#أحمد_الشحماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثلوج هي بكاء الطبيعة بدموع بيضاء
- مارين لوبن وعاصفة الإستياء اليهودي . .!
- دونالد ترمب وبداية المشوار. . .!
- «باراك أوباما في دائرة الأتهام» . . .
- خالد العبيدي . . . «لقد كنت متأخرا في هجومك»
- كونوا نيلسون مانديلا . . .!
- تراتيل في معبد السياسة العراقية المضحكة . . . !
- السياسة في العراق ولعبة الحية والدرج . . .!
- ماذا تعني استقالة وزراء التيار الصدري . . ؟
- هل سيصلح العبادي ما افسدته العملية السياسية . . .؟!
- أيها المتظاهرون: الدموع لا تمسحها مناديل الكلمات . . !
- كامل سواري . . . وصلاة الفقراء. . .!
- جمهورية المنطقة الخضراء في العراق الفيدرالي الجديد. . . نقطة ...
- السياسة ليست كما الحب . . .!
- عبد الفتاح السيسي وسياسي العراق وغدر ابن ملجم . . .!
- أيباااااااه . . . -مفوضية الأنتخابات العليا ومشعان الجبوري و ...
- الفنان سعدي الحلي ونواب البرلمان العراقي . .!
- الدنيا بالمقلوب . . . تتشابه الحروف وتختلف المعاني والقيم . ...
- فقراء الوطن تبتلعهم افاعي الفقر . . (سهى عبد الأمير مثالاً)
- تأشيرة فيزا الوطن في عراق ما بعد 30 نيسان 2014


المزيد.....




- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
- مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
- الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا ...
- -الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الشحماني - الحقيقة المؤلمة . .