حيدر سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5749 - 2018 / 1 / 6 - 19:48
المحور:
كتابات ساخرة
يمتلك السوق الجديد آلية جديدة بالتعامل مع اصحاب رؤوس الاموال الصغيرة ، و سيكون إستغلالهم كعمال مع إعطائهم " بريستيج " زائف هو اللعبة الجديدة .
لا تغفل الشركات الكبيرة الدور المهم الذي يلعبه أصحاب " نقاط البيع " ، فهم حلقة الربط مع المستهلك ، و لذلك يجب معاملتهم بما تمليه عليهم مصلحتهم ، بمعنى ، طالما لاصحاب نقاط البيع رؤوس أموالهم الصغيرة فهي تعطيهم المكانة التي تشبعهم و تغفلهم عن الواقع .
قبل أيام دعت شركة كبيرة عملائها و قد نشرت صورهم في الفيسبوك تحت عنوان " أصحاب نقاط البيع " ، و في لقطة طريفة يرفع أحد الباعة كارت شحن بقيمة 25 الف دينار كهدية من الشركة . يربح صاحب نقطة البيع على الكارت الواحد حوالي 500 دينار و بالتالي يكون قد باع اليهم في الشهر الواحد ما يقابل هديته عشرات المرات .
و شركة كبيرة مثل سامسونج لديها نقاط بيع كثيرة و في كل أرجاء العالم ، و لها وكلاء رئيسيين ، و لهم بدورهم نقاط البيع ، و من ثم يربح صاحب نقطة البيع على كل جهاز نقال حوالي 10 -$- ، وهو ما قد يرضيه .
ولكن من ناحية أخرى فاليوم نشاهد الشركات الكبرى يبجلون نقاط البيع لا العمال الذين انتجوا تلك السلع أمام المكائن وهم يصنعونها وأعينهم تقطر تعبا ، و يقيمون لهم المأدبات و يغدقون عليهم الهدايا لانهم مصدر ربح لا لمحبة .
إذن ، صاحب نقطة البيع هو عامل آخر في شركة كبيرة تضخ السلع الى السوق ، مع ما يمتلكه من البرستيج الجديد و ربح مقبول . و ستفعل الشركات أي شي لتجعل العالم يشتري تلك السلع حتى و إن دعتهم للحياة في عالم رقمي ( عيش عالنت ) ، لترويج الإدمان في عالم رقمي ، أتذكر أغنية " أبطال الديجيتال " و أضحك ، أي مهزلة نعيشها في هذا العصر السمج ؟ و نحن " في عالم الأرقام ضعنا " .
#حيدر_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟