الاستغلال الجنسي للأطفال

رهادة عبدوش

الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 10:16
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

استغلال جنسي للأطفال......
وإجراءات ما تزال قاصرة :

لم تعد مشكلة الاستغلال الجنسي للأطفال مشكلة عابرة بل أصبحت مشكلة حقيقية في مجتمعنا تشكل خطرا

واضحا لأجيال طويلة قادمة معلنة معها حالة طوارئ على الجهات المعنية التوقف عندها والبدء بخطوات

مدروسة وحقيقية للحد من هذه الظاهرة ومعالجتها
.
فما زالت الحوادث التي نسمعها والتي نقرؤها ونشاهدها تعلن أنه يوجد خلل ما بل فجوة لا بد من ردمها .

تروي ندى (21)عاما عن مأساتها وتقول بأنها كانت تعمل منذ أن كان عمرها (14)عاما وأنها بدأت بالعمل في

أحد المسابح المشهورة في دمشق ولم تكن تدري أنها مستغلة فعملها هو فقط الوقوف بالقرب من الطاولات لتحمل

ورودا هي وأترابها من الفتيات الصغيرات مقابل مبلغ مادي لكن مع مرور الأيام تطور عملها ليصل إلى حد

اللاعودة وهكذا بدأت في دوامتها التي لم تستطع الخروج منها .

فالتهديد بالضرب أو السجن أو الفضيحة كانوا لها بالمرصاد بالإضافة إلى المقابل المادي السخي والملابس

والرحلات التي لم تكن تحلم بها ...

حالة ندى إنما هي حالة واقعية سردتها بنفسها وبالرغم من أنها أخفت أمورا كثيرة لكن يكفي ما روته لنعرف أن

هنالك نوادي مشهورة ولها أسمها تتعامل مع فتيات أقل من عمر ال(18)سنة أي طفلات وان لهن زبائنهن الذين

يرغبون هذا العمر الصغير وأنه أيضا توجد تلك العين التي يجب أن تكون ساهرة لكنها أغمضت إما بالرشوة أو

بالجهل .

هذا بالنسبة للنوادي التي تستفيد لكن المشكلة الأكبر هي ضلوع الأهل في بعض القضايا المتعلقة بالاستغلال

الجنسي كمتاجرتهم ببناتهم الصغيرات وهكذا علنا يرسلوهن للعمل في شقق مشبوهة وما المقابل المادي السخي

سوى دليل على طبيعة العمل هنالك .

حالات كثيرة واقعية وملموسة تضرب بالأخلاق العامة والاتفاقيات الدولية عرض الحائط يعود سببها لعوامل عدة

كالتخلف والفقر والجهل بالتربية وخاصة التربة الجنسية، بالإضافة إلى ذلك كله عدم اتخاذ إجراءات قانونية

حقيقية وتدابير إدارية وسياسية وعدم وضع برامج اجتماعية تمنع وقوع هكذا مشاكل خطيرة ومن أهم البرامج

المفترض وضعها تعزيز الوعي لدى أفراد المجتمع عن طريق الإعلام والمناهج الدراسية مع زيادة التعاون مع

كافة فئات المجتمع والجهات الحكومية وغير الحكومية ليصبح المجتمع كله مسؤولا عن حماية الأطفال من العنف

واستغلالهم في البغاء والمواد الإباحية .

بالإضافة إلى تفعيل الرقابة من قبل رجال الشرطة على البيوت المشبوهة والنوادي واتخاذ الإجراءات الفورية

التي تضمن حماية الأطفال والمجتمع .

وبالرغم من أن سورية قد انضمت إلى البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال

واستغلالهم في الدعارة والصور الخليعة وبالرغم من أنها أطلقت منذ فترة التقرير الوطني بشأن البروتوكول

الاختياري وأوضحت فيه أن التشريعات السورية حددت عقوبات مشددة على الأفراد الذين يقومون باستغلال

الأطفال جنسيا بأي شكل يصل إلى حد (9)سنوات وعقوبات تصل إلى سجن (3)سنوات على كل من اعتاد حض

شخص أو أكثر ذكرا كان أو أنثى لم يتم ال(21)عاما من عمره على الفجور أو الفساد أو على تسهيلهما له أو

مساعدته على اتيانهما،يطبق القانون وتتخذ الإجراءات الرادعة وأكدت على ضرورة الاهتمام بالتربية الجنسية

للأطفال وتأهيل الشرطة المعنيين بالتعامل مع الأطفال المستغلين ليستطيعوا استجوابهم بطريقة لا تؤثر بنفسيتهم

وتأهيل الأطفال المستغلين انفسهم ليستطيعوا الاندماج مع المجتمع مرة أخرى .

بالرغم من ذلك كله إذا لم نبدأ بالعمل بشكل منتظم ومدروس على تأسيس مجتمع قادر على مواجهة مشاكله

بصورة حقيقية ومعالجة العوامل المؤدية إلى هذه المشاكل فانه سيبقى عملنا اعتباطيا ووليد لحظته وبالتالي لن

نصل إلى نتيجة حقيقية وهادفة.

#رهادة_عبدوش (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات