|
خربة الاولياء .. تؤكد الحقيقة الغائبة -!لا شيطان الا بني آدم...؟
محمد زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 09:49
المحور:
مقابلات و حوارات
رغم مرور اشهر طويلة على قراءتي لرواية "خربة الاولياء" للكاتب المقدسي (ربحي الشويكي) الا ان شذرات من هذه الرواية ما زالت "معششة" في نافوخي، وتزور وتغزو ذاكرتي بعض احداثها بين الفينة والاخرى..!
مما يدلل على أن الرواية تحوز على عنصر التشويق والتأثير في النفس.. وهو من اهم عناصر الرواية حسب ظني.. فالرواية الباهتة "ثقيلة الدم" غير المشوقة سرعان ما يلقي بها القارئ جانبا..! وأذكر ان رواية اخرى واظنها الاولى للكاتب نفسه وتحمل عنوان "انشودة فرح" لم استطع اكمال قراءتها لدى صدورها قبل سنوات طويلة نظرا للتفاصيل الكثيرة المملة التي كانت تعج بها تلك الرواية..؟!
اما "خربة الاولياء".. فكانت على العكس تماما.. صحيح انها رواية تقريرية تصف احداثا واقعية جدا وقد تكون عادية عاشها الكاتب بحذافيرها.. وتخلو من أي شطحات "فانتازية" تخيلية الا ان اسلوب السرد كان سلسا وممتعا ومشوقا الى حد ما..! الامر الذي جعلني لا اتوقف عن قراءتها حتى أتيت عليها بالكامل..وهذا شيء يسجل لصالح العمل الروائي ولا شك..
وطبيعي انني كقارئ عادي.. ولست ناقدا ملما بالاساليب النقدية.. فان غايتي هي تسطير انطباعات شخصية تركها تأثير قراءة الرواية على نفسي.. فالعمل الادبي اذا لم يحرك سواكن النفس ويثير المشاعر والشجن والعواطف.. يبقى عملا عاديا كلاسيكيا لا يقدم ولا يؤخر..ووجوده وعدمه سيان..! ويبدو ان معرفتي الشخصية بالكاتب الروائي ربحي الشويكي والمساحة المكانية التي دارت فيها احداث الرواية شجعني على محاولة سبر اغوارها للوقوف على مغازيها وما اراده الكاتب من وراء نشرها على الملا..! ولا ادعي انني استطيع كشف المستور وهو هنا دوافع الكاتب او دواخله للاقدام على نشر هذا العمل الروائي الادبي..سوى القول بأنها نزعة الكتابة الفنية وما تزرعه في نفس الكاتب الروائي او القصصي من متع داخلية رائعة..تزوده بالطاقة الكبيرة لطرح تصوراته ورؤاه الفلسطينية والحياتية على الجمهور..
ان قدرة الكاتب على "السبك" او "الحبك" الروائي في "خربة الاولياء" هي قدرة مشهودة لا ينكرها الا مدع متنطع..! والحقيقة انني فوجئت من هذه القدرة للكاتب الذي كنت اعتبره متواضع الملكات والخبرات في هذا المجال حتى فجر قنبلة الموسم حسب ادعائي وهي هذه الرواية الجميلة بحق..! والتي لم ينتبه اليها النقاد الجهابذة..! ليس لامكانياتها المتواضعة ولكن حسب زعمي لان كاتبها فلسطيني مغمور اعلاميا وليس من اوغاد المرحلة.. كما طاب للناقد (احمد حسين) في استهلاله ونقده ذات مرة لديوان شعر " قناديل على اسوار القدس القديمة" للشاعر المبدع (فوزي البكري)..ورغم انني احمل الشويكي شخصيا هذا النقص من تسليط الاضواء على كتاباته الجيدة.. وكذلك من يقفون واياه على خط سياسي واحد او خط ثقافي واحد.. لانهم لم يحركوا ساكنا للتعريف بهذا الانتاج الادبي المقدسي اللامع.. فهم من جماعة "يا غافل لك الله"..؟! حسبي الله ونعم الوكيل..!
ان كاتبنا تم تجاهله وتهميشه لانه مناضل مقدسي بسيط يحاول ان يضيء شمعة في ظلام القدس الدامس..؟ بدلا من تشجيعه وتسليط الضوء على اي نتاج روائي مقدسي يغني تراث المدينة الادبي والفني..و"خربة الاولياء" بكلمات قليلة ودون اطلاق شعارات كبيرة.. تفتح ملف الارض الفلسطينية اصلها وفصلها من الازل الى الابد..! من خلال غوصها في عالم الحفريات والاثريات.. وكأنها تريد ان تقول " نحو عالم بدون حفريات وغبار" .. لان جذورنا واضحة كالشمس لا غبار عليها وهي ممتدة الى الاعماق في هذه الارض الولود الخصبة الطيبة.. والرواية تدور احداثها في ثلاثة اماكن رئيسية هي جامعة بيرزيت والقدس واحدى خرب الشمال الفلسطيني ربما جنين على ما اذكر..وهي المكان والزمان الذي يتحرك فيه الكاتب الذي كان يدرس مادة الاثار في الجامعة.. وهو يسرد تاريخ الجيولوجيا الفلسطينية والصراع الفكري السياسي على القراءات المختلفة للحقب التاريخية والطبقات الجيولوجية المتراكمة فوق بعضها البعض ومحاولة عدد من خبراء وعلماء الآثار لي عنق الحقائق العلمية والمكتشفات الاثرية وتطويعها لخدمة المشاريع الاستعمارية الاحتلالية في المنطقة..!
ورغم ان الرواية توهمنا منذ صفحاتها الاولى ان هناك اشباحا وارواحا تسكن وتتحرك في خربة الاولياء ونكاد نصدق ذلك لغرابة الاحداث التي تقع وعدم وجود تفسير علمي لها..! ولكننا في النهاية نكتشف ان لا ارواح ولا ما يحزنون.. وكما يقال " ما شيطان الا بني آدم"..! وشدتني عبارة وردت في ثنايا الرواية تصف القوم الفاسقين الذين يرسل الله لهم انبياء كثيرون.. في اشارة ذكية الى اولاد العم..! المهم ان الكثير من القفشات والمواقف الطريفة قد اشتملت عليها الرواية ولا داعي لذكرها الان.. فهاكم الرواية اقرؤها واستمتعوا بها جيدا..؟!.
#محمد_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا........ تجليات صاخبة لعالم من الوا
...
-
ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا....تجليات صاخبة لعالم من الواقع وا
...
-
الى القابعين في عسقلان وكل السجون:لنا الله أيها الأخوة والرف
...
-
راسم عبيدات .. -اسير القدس -سلامات .. واجمل تحيات ..؟!
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|