|
الاشاعات ومروجوها ..... جيف وقمامة لا تستحق إلا الطمر
يحيى غازي الأميري
الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 09:47
المحور:
كتابات ساخرة
الصاق التهم ، وأطلاق الإشاعات ، والتشهير ، والتسقيط السياسي والإجتماعي والأخلاقي من المبادىء والأخلاقيات الأولى في سياسة صدام ، وأركان نظامه وجلاوزة أجهزته الأمنية والمخابراتية والاستخباراتية ، ووكلائهم من حثالات المجتمع ، التي دسها في كل الأماكن والمحافل من أجل المحافظة على كرسيه والاستمرار بفرض سلطته الظالمة ، وكذلك من أجل اسقاط وتصفية الخصوم والمعارضين له ولسياسته المدمرة للشعب وثرواته ، لقد ارتضى نفر ضال من ذوي النفوس الضعيقة والفاشلين والمنحطين والباحثين عن الثروة والجاه بطرق خسيسة حقيرة من تجنيد انفسهم لمثل هذه الاعمال الدنيئة والحقيرة والمنحطة في اساليبها ومقاصدها . لقد ابتلى مناضلو الشعب العراقي بمختلف مكوناته وأطيافه السياسية والقومية والدينية من أفعال وأعمال هذه الحثالات الساقطة ، فخلال ثلاثة عقود ونصف روّع النظام الغاشم بهذه الأجهزة المدربة تدريبا" متقنا" على هذه الفنون الخبيثة الدنيئة أمّـا المجتمع وأهله ، فقد راحت تكيل التهم والاشاعات التي هي ثوبهم ولباسهم وحالهم ، بتوجيهها و تصوبها الى صدور شرفاء ومناضلي الشعب والوطن من اجل تشويه سمعتهم ، والتقليل من مكانتهم السياسية والاجتماعية وكسر شوكتهم وأضعاف دورهم في الحياة السياسية للبلد ، زارعين الرعب الذي بدأ يدب في جسد العراق وأبنائه ، لقد نجحوا في مئات الحالات أذ ان هذه الاشاعات الخبيثة كانت تجد لها المكان والجو الملائم خصوصا في ( ظل ) ظروف حكم سلطة غاشمة يقودها دكتاتور فاشي وحاشية من الجلادين الموتورين ، مجندين ومستخدمين ضعيفي النفوس ، وفاقدي الشرف والبصيرة ، من منتسبي اجهزتم الأمنية وبعض وكلائهم المتطوعين لترويجها وبثها بعد أن سلبت عقولهم امتيازات السلطة والجاه المزيفة البراقة ! لقد امتدت هذه الاساليب الجبانة حتى الى تصفية الحسابات الشخصية مع الخصوم ، في ظل دعاوي واشاعات واتهامات كيدية مستغلين مراكزهم السلطوية وعلاقاتهم مع سلطات القوى الامنية المتنوعة الاشكال مستفيدين من حالة ارهاب الدولة الذي كانت تمارسة السلطة الجائرة على مواطنيها العزل الابرياء ، والسياسين التقدميين الشرفاء ، الذين أجبروا تحت تهديد التصفية والقتل على ترك عملهم السياسي والفكري الذي نذروا له أنفسهم ومالهم وأقسموا لخدمة وطنهم وشعبهم بكل صدق ونزاهة . لقد كانوا يختارون ويستغلون ضعيفي النفوس والانتهازيين والتافهين والراكضين الى الشهرة والمولعين بنقل الاشاعات وترويجها ، فيكفي أن يهمس بأذانهم بأي دعاية أو شائعة أو شبهة حتى تراه يندفع بنقلها وبثها شاعرا ً بالزهو أنه يعرف المخبأ والمستور وأنه يعرف أسرار خطيرة وأنه أكتشف ام الفضائح هو الذي أكتشفها ، أو تراه يتبجح أنه يعرف المسؤول الفلاني ويرتبط مع ذاك المسؤول في علاقات صداقة حتى لا يخجل أن يقول تربطني به علاقات صداقة وزيارات عائلية رغم معرفته بوضاعة سلوكهم !!! لقد تغلغل القتلة بين صفوف أحزاب ومنظمات العراق التقدمية الوطنية ومارسوا معها نفس الاساليب القذرة لغرض تصفية مناضلي الشعب ، فبث الاشاعات بينهم من اجل خلق الفرقة وزعزعة الثقة بينهم وبين الشعب وفيما بينهم أيضا ً ، لتلهيتهم واضعافهم وزرع الصراعات والشبهات فيما بينهم . لقد مارست بعض القوى السياسية مثل هذه الاساليب مع أصدقائها ومؤيديها وأعضائها بعد ان بلعت الطعم الذي دسوه اليها أزلام السلطة وأذنابهم !! لقد امتدت هذه الأساليب الماكرة حتى الى صفوف المعارضة العراقية سواء في داخل الوطن من الريف والبادية الى الاهوار والمدينة والمصانع والاسواق ، والمدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات التربوية وقد نال المرأة الحيف والظلم من الاشاعات والاساءات اكثر من الرجال بسبب العادات والتقاليد والاعراف التي تحكم المجتمع العراقي . لقد صدّر الاشاعات ومارسها مع المعارضة العراقية حتى في اعالى الجبال في كردستان العراق او التي كانت تناضل خارج الوطن . لقد زرعها بواسطة أزلامه ووكلائه. وليس هذا بخافٍ على أحد . أما في أماكن العبادة ودورها المقدسة ومؤوسساتها الادارية والثقافية والسياسة ( فلم يستثنِ من تدخلاته هذه أي طائفة دينية أو مذهبية أو قومية أو أقلية ) فقد جند وخصص لها أخبث عناصره وأزلامه ووكلائه وجعلهم من العناصر الفاعلة في وسطها ، فمارست أرذل أحابيلها وأفترائتها ببث أشاعتها الدنيئة على من يخالفهم بالرأي او في تنفيذ سياستهم ، لم تبقَ طريقة واسلوب ماكر وخسيس لم يطبقه ببث أشاعاته على قادة الفكر والدين والعاملين النشطاء في تلك المؤسسات الدينية . لقد أغدق النظام السابق العطايا والامتيازات والمنافع والجاه والمكارم السخية والمناصب والاراضي والايفادات والاوسمة والانواط وووووو ..... لمنفذي سياسته وعملائهم في الداخل والخارج وراح المواطن يعرف ويعلم علم اليقين انه محاط في دائرة محكمة من الارهاب الامني والفكري والنفسي والمراقبة حتى فاقت في تصورها واساليب تنفيذها ( قصة جورج أرويل ) 1984 وراحت شخصية القائد تطغي حتى على شخصية( الاخ الاكبر ) وهو يستعرض جيوشه الجرارة بين الحين والاخر . لقد ارتضى نفر ضال ــ ضال عن الضمير والدين والانسانية ــ بعد ان اعمى الطمع والرذيلة والحقد عينيه وقلبه أن يقوم بمثل هذه الألاعيب والاساليب الدنيئة من أجل حفنة من المصالح والامتيازات ( أنه عار لابعده عار) حتى وصل الامر بالبعض منهم الى الاشتغال كقوا.............. حتى يخجل المرء من ذكر افعالهم المنحطة السافلة ، لقد فعلوا اكثر مما حتى تسمعه أو تقراءه أو تشاهده في الروايات والقصص والافلام المفزعة التي تتناول حياة المجرمين والمنحطين والقوادين والعاهرات والمافيات !! لقد كانت قسم من هذه الاشاعات والدعايات تتعلق بمصير الوطن ومواطنيه فهذه لها اجهزتها ووسائلها الاعلامية و مهيأ لها كافة مستلزمات التنفيذ ........ لقد كانت حلقاتهم المجرمة تطلق هذه الالاعيب والاشاعات كالبالونات هنا وهناك ( داخل الوطن أو في الخارج ) من أجل محاولة تشويه صورة هذا المناضل او ذلك المخلص والوطني الشريف ، لقد نهلت هذه الحثالات الدنيئة من منابع عفنه وتغذت على أفكار مريضة حاقدة سيئه، لقد بات من أوليات العمل الوطني الشريف والصحيح أجتثاث هذه الفئة الضالة وفضح افعالها واساليبها لما لها من خطورة على أي تحول يصب لخير الوطن والمواطن . لو تفحص وتعمق كل منا في شخصيات هذه الفئة الضالة لوجدها منخورة من الداخل فالتفكك الاسري والانحطاط الاخلاقي وبذائة اللسان وسوء الاخلاق في السلوك والمنطق تجدها من بديهيات حياتهم وتجد كل واحد منهم حائز على العديد من الصفات السيئة والمشينة مثل ( المحتال والكذاب والمنافق والجاهل والمرتشي والسارق والمختلس والغشاش بعمله ومهنته والطماع والجشع والأناني والمحب لذاته ، والوصولي والفاسق والانتهازي والمصاب بمرض وعقد نفسية ، ووضيع النسب والاصل والسياسي الفاشل والمنحرف خلقيا ً والسادي والفاسق والمومس وسماسرة الحرب وسماسرة الرذيلة وووو غيرها من صفات الساقطين ) . لقد عاثت هذه النتنات واستباحت كرامات العراقيين النجباء ولم يزل قسم منهم بعد ان آمن من العقاب يرجع الى أصله القذر يمارس دوره الساقط المشين ، مستفيدين من أختلال الوضع الامني للبلد و من التغيرات الديمقراطية في داخل القطر أو في الخارج وهذه محكمة رأس النظام وأعوانه نشاهد ونسمع فيها كيف ينسجون القصص ويلفقون التهم ويطلقون الاشاعات ويشوهون تاريخ المناضلين ، ويلعنون الضحايا والشهداء ، ويسخرون من كرامة المواطن. لقد اشترى النظام السابق الولاءات والذمم واغرقها بالاموال والامتيازات والصلاحيات و( الحصانات ) فربطت مصيرها بمصير النظام وسياسته ، فصارت تردد أشاعاته ( السلبية منها والايجابية ) حسب متطلباتها ومقتضيات سياستها وغاياتها ، متبعا ً سياسة القطيع في ترويجها ، أمتد شراء الولاءات والذمم إلى خارج الوطن ليشمل العديد من الاحزاب السياسية ، والشخصيات السياسية والإعلامية والبرلمانية ومن مختلف الاختصاصات الاخرى ، وكذلك العديد من الشركات والمؤسسات العالمية ، لقد نالهم جميعا ُ من سخاء العطاء المالي والعقود والفرهود الشيء الكثير ، وهبات الكابونات النفطية التي كشف عن قسم منها في الصحافة ، وهذا دليل ساطع لايحتاج الى الادلة والبراهين . ولم نزل نسمع الى يومنا هذا وبعد مرور قرابة ثلاث سنوات على نهاية النظام الغاشم تتعالى بعض ابواق واصوات هذه الحثالات بعد ان بدلت جلودها وثيابها ووجوهها فبدأت تندس في صفوف الاحزاب العاملة في الساحة السياسية ، أوتشكل وتدير تنظيمات سياسة او منظمات مجتمع مدني في العراق أو في الخارج تساندها وتدعمها نفس العناصر السابقة ، أنها قد سلكت طريقا" لا يمكنها الرجوع عنه انها أختارت طريق الشر والظلالة انها مريضة الفكر والنفس ، أن عقولها لا زالت تجتر ماضيها الاسود وتدور فيه حتى من هرب منهم الى خارج الوطن أو تم أرسالة الى الخارج قبل سقوط النظام ، لنفس الاغراض الدنيئة تراه يصرح هنا وهناك بنفس الاسلوب القذر حاملا" معه الاشاعات التي سمم عقله وفكره بها ، أو تراه يهمس بأذن هذا أو ذلك أنه داء يسري في داخل نفوسهم المريضة . عندما أرى وأسمع مثل هذه النماذج النكرة وهو يتمنطق الكلمات وبمختلف الخدع والحيل والالاعيب وقد ارتدى أفخر ثيابه اتذكر قول لسياسي ومناضل ومفكر قرأته ورسخ بفكري ( ياخات قمصانهم بيض منشات وملابسهم الداخلية قذرة ) نعم أنهم قذرين من الداخل ، فقط عليك ان تزيل هذا الطلاء الذي عنهم فينكشف لك معدنهم الرديء ! الجميع لديهم عشرات الحكايات والقصص والمواقف والمشاهدات عن الاشاعات ومروجيها وضحاياها الأبرياء ، سوف اكتفي بسرد أثنتان من هذه الحكايات بشكل مختصر !! الحكاية الأولى : عائلة مناضلة وطنية تقدمية شريفة عفيفة ، بذل رب الأسرة المتعلم وزوجته الطيبة ، بكل جهودهم وحنانهم وطاقاتهم في سبيل تربية وتنشأت أبنائهم على الصدق وحب الوطن وعمل الخير والأيمان بالقيم النبيلة ونهل العلم و... .... نهل الأبناء من هذه الافكار ، وبات الأبناء يؤمنون بأفكار ومبادىء تنقلهم مع الاخرين الى عالم تسوده المحبة والاخوة والعدل والمساواة ، خالٍ من الظلم والقهر والفقر ، أحدى بناتهم ، جامعية التعليم جميلة خلوقة ، أنظمت الى أحد الاحزاب السياسية ، العائلة و مئات الناس يعرف نشاطها السياسي وتفانيها في عمل الخير وتقديم المساعدة ، تعتقل بعد خروجها من البيت وهي في طريقها لعملها ( كانت موجة الاعتقالات تضرب بالبلد ) ، لم تعد في موعدها المحدد مثل كل يوم هرعت العائلة تسأل عنها جائهم اكثر من مصدر ليخبرهم ان ابنتهم قد اعتقلها رجال الأمن . بعد عدة أيام من البحث والتقصي والتوسل لهذا وذاك أيقنت العائلة بأعتقال أبنتهم في مديرية الأمن العامة ، تجرأ الأب وذهب لغرض الاستفسار عن أبنته من مديرية الأمن ، أخبروه بأمكانه مراجعتهم بعد فترة ريثما يتأكدون من و جودها ، ذهب الأب في الموعد المحدد له ، أستقبلوه في الاستعلامات وأخبروه و بنوع من السخرية والغمز واللمز ، أن أبنته ليست في اي مكان من مديريتهم ولم يعرفوا عنها أي شيء ، وبأمكانه ان يسأل عنها في مكان أخر ، أخبرهم الرجل الطيب وهو صادق في قوله أنه مع أفراد عائلته وأصدقائه ومعارفه ، بحثوا عنها في جميع المستشفيات ومراكز الشرطة حتى في مراكز الطب العدلي ، ولم يجدوا لها أثرا ً. راحوا يتحدثون معه بكلمات وتلميحات واشارات وتعليقات بذيئة ، بأمكانك الذهاب الى أماكن أخرى مثل الفوا ............إنهار الاب وفقد صوابه وخرج مذعورا ً هائما" على وجهه ، وصل بيته ، كان منهار القوى ، خائر العزيمة ، مغلوبا" على أمره ، العائلة تلح عليه ان يخبرهم بما جرى ، كان الأب المسكين يلوذ بالصمت ، بعد كثرة الالحاح و بعد معاناة نفسية كبيرة ابلغ عائلته ما أخبروه به . لم يكتفِ أزلام النظام بما فعلوه بالرجل الطيب ، كانوا قد بثوا أشاعاتهم المشينة بأذان وكلائهم ــ النفر الضال ـــ بأن الفتاة قد هربت مع عشيق لها مخافة ان يفضحها جنينها ، ووو .... لم يقصر من أستلم الاشاعة فقام ببثها والزيادة عليها ، حتى غدت على كل لسان ... لم يكتفوا بأعتقال وقتل الفتاة المناضلة الطاهرة الشريفة ، بل زادوا عليها بتشويه سمعتها والطعن بشرفها وخراب عائلتها ، استسلمت العائلة للمصيبة ، ماهي الا فترة وجيزة حتى فارق الأب الحياة من هول المصيبة و كثرة الهم ، و فقدت الأم عقلها ، وتفرق ابناؤهم الباقون في شتى بقاع الارض . الحكاية الثانية : لقد كانت شائعات التسقيط ( السياسي و الاجتماعي ) كثيرة جدا ً ومتنوعة و جاهزة ، لان تلصق بأي ناشط أو معارض أوناجح أو صادق أمين أو مبدع أو تقي أو ورع أو ، فمبتكريها ومروجيها أصبحوا في كل مكان . وهذه حكاية قصيرة أخرى ، عن شاعروأديب ومثقف ومناضل ثوري ، لا يعرف غير حب الوطن والشعب وخدمته ، وضع الناس والوطن بين عينيه واح يكتب لهم الشعر ليخفف عنهم آلامهم وهمومهم ، يشاركهم افراحهم واتراحهم ، لم يرضخ بأن يكتب قصائد التبجيل والدجل والمديح ، بقى مؤمنا ً برسالته ، احبه العراقيون جميعا ً ، حفظوا العديد من اشعاره على ظهر قلب . كانت الاجواء الثقافية في اوخر التسعينات مكهربة ، تحرسها وترعاها مراقبة امنية صارمة ، فدور النشر والإعلام والصحافة تحت رحمة وحماية السلطة ، المتعاملون مع الثقافة بمختلف انواعها مراقبون جميعهم ، أذ كانت( تحسب عليهم أنفاسهم ) ، وسط هذا الجو القاتم اقام نادي التعارف ببغداد ــ نادي طائفة الصابئة المندائيين ــ أحدى أمسياته الثقافية ، كانوا قد أختاروا شاعرا ً شعبيا ً له من الرصيد مايكفي من الحضور ، كان الحشود التي حضرت الأمسية كبيرة جدا ً أذ كان الوقت صيفا ً وحدائق النادي وكراسيه تتسع الى أكثر من ألف شخص ! كان الحضور يشدهم الشوق لسماع شاعرهم ، أنشد قصيدة وثانية ، في هذه اللحظات أختنقت العبرات في صوته ، قطع قصيدته ، بدت الدموع تترقرق في عينيه ، في هذا الجو الساكن قال بعد ان بدا على تقاطيع وجهه الانفعال يتهمونني بالعمالة وخيانة المبادىء ، صعق الحاضرين واصابهم الذهول عند سماعهم ماقال . عدل من وقفته واستعاد انفاسه وأنشد رائعته ((( صياد الهموم ))) بصوت تخالطه الدموع (((صياد الهموم ))) كررها اكثرمن مرة وهو يضغط بأسنانة على شفته السفلى ، ماكان من الحضور الا مشاركته بالدموع بعد أن التهبت الأكف بالتصفيق !!! كنت أجلس مع مجموعة من الأحبة والاصدقاء ، عندما نظرت الى جميع الجالسين من حولي كانت الدموع تترقرق في عيونهم ، وهم كالمسحورين بجمال كلمات القصيدة وهي تخرج بهذا الشكل الرائع من الالقاء . في اليوم الثاني تحدثت كثيرا ً مع أصدقائي عن الموضوع فأخبروني أن أزلام النظام قد بثوا اشاعاتهم من اجل تسقيطه سياسيا ً بعيون محبيه ، أذ ارادوا أن يقتلوه وهو على قد الحياة !!! لكنه فضل الاجهار بهذا الموقف البطولي ، ليسجل اقوى صرخات التحدي بوجه النظام وجلاوزته . (( للحقيقة كنا نتوقع ان يعدم بعد هذا الموقف أو سوف يحاسب محاسبة عسيرة ، لم أعرف مذا حصل له لهذا الموقف !! ) لم انسَ هذه الحادثة وخصوصا ً كلما أراه الأن وفي العديد من المحطات الفضائية وهو ينشد (((صياد الهموم ))) أو بقية اشعاره وبرامجه الممتعة الجادة . فألف تحية لشاعر الوطن والحزن والحب عريان . فحذاري من الاغفال عنهم ، وعدم محاسبتهم وكشف اسمائهم واساليبهم فهم كالأمراض السرطانية الخبيثة تكبر وتستشري ان تركت بدون علاج أو استأصال وهي كالأزبال القذرة مصدر للامراض والاوبئة الخطرة على سلامة الإنسان والبيئة ، فهي تكبر وتصبح منبعا" للضرر، مالم تنقل الى اماكن خاصة بها بعيدة عن المجتمع وتجمعاته ، ويتم طمرها . وقد تحدثت وحذرت الاف من مثل هذه القصص والحكايات و من الاشاعات وناقليها ومروجيها ومنها هذا المثل شعبي المتداول ، الذي ينصح بالتجنب والابتعاد عن هذه الحثالات وهو :
( لا تربط الجرباء قرب صحيحة خوفا ً على الصحيحة أن تجربا )
حتى لا يكون المرء من ناقلي ومروجي الاشاعات هذه الآفة الفتاكة التي نهت عنها كل الشرائع والاديان والاعراف وحذرت منها ومن مخاطرها وأغراضا ، وللجم مروجيها وصد مقاصدهم الشريرة ونواياهم الخبيثة ، على المرء التيقن من الخبر والتروي و عدم الاستعجال من نقلة وتصديقة . وافضل مانختتم به مقالتنا هذه قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (الحجرات 49:6 )
يحيى غازي الأميري السويد في أذار 2006
#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زهرون وهام .... رمزٌ جميل للصداقة ، والتواضع
-
العزيزية ...... سحرها بنهرها وشاطئيها وأهلها
-
مسودة الدستور الجديد ضربة موجعة للأقليات الدينية غير المسلمة
...
-
الى : أول صوت ( للصابئة المندائيون ) في لجنة كتابة دستور الع
...
-
تثبيت حقوق طائفة ( الصابئة المندائيين ) في الدستور يقطع عنهم
...
-
الصابئة المندائيون ....أخيراً ....في لجنة كتابة دستور العراق
...
-
أحداث من الماضي الأليم .... محفورة في الذاكرة
-
الصابئة المندائيون : حصتهم من الاضطهاد كبيرة ...ومن الغنائم
...
-
سلاما ً يا أحبتي
-
قديس أسمر من الناصرية أسمه سلمان منسي
-
من يضمــــــــــــد جراحنا ؟ من يوقف مآسينـــــــــــــــا؟
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|