عبير حسن العاني
الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 09:47
المحور:
الادب والفن
وتستمر الحياة!
الأشارة الضوئية للمرور تطلق الضوء الأحمر..
تتوقف السيارات..
ثلاث سيارات..
هنالك في الوسط..فتاة لا يتعدى عمرها العشرين..ذابلة ومدمعة العينين..تتصبب عرقا ً..تمسكُ بمقود السيارة مرغمة..تنظرُ الى الطريق بعمق((ما أطوله!!))..
على يمينها..فتاةٌ كل معالمها تنطق بالحياة،تقدسُّ حتى تفاهاتها..تجلسُ قرب شاب يقود السيارة ((الطائرة ))،يداعبها بين حين وحين وهي تتناول(( الآيس كريم))..
على اليسار سيارة أجرة تحمل صندوقاً مغلفاً بعلم..وفي داخلها رجلٌ متوسط العمر يجلس الى جانب السائق..كل ملامحِه تنبيء بأنه لن يعيش أكثر من أسبوع!! بل لعلّه لم يكن حياً حينها!
فتاةُ العشرين تلتفتُ يميناً ثمَّ يساراً..تفكر..تضحك..تبكي..تلتفت الى أم كلثوم في جهاز التسجيل((سوف تلهو بنا الحياةُ..سوف)) تغلقه..وتسرح بعيداً..تتأفف..تغمضُ عينيها..تفتحها..
الجميع مشى..
والأشارة خضراء من جديد.
بغداد
15-5-1991
#عبير_حسن_العاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟