أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد علي منصور - المدير














المزيد.....

المدير


فؤاد علي منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 09:45
المحور: كتابات ساخرة
    


من دفتر مدرّس
فؤاد علي منصور
المـديـــر
من الغريب الغريب ألا يصادفك في مهنتك إلا المدراء الأغبياء، ومن العجيب أيضاً أن لهؤلاء قدرة غير عادية على الثبات والتحجر في المواقف والأفكار والمكان..
فمنذ بدأت رحلتي في مهنة التدريس لم أحظ إلا بشخصيات إدارية غبية تكاد لا تستحق الذكر.. ومع ذلك فقد وجدوا فيها شيئاً مميزاً للعمل الإداري الذي يمكن من خلاله تحويل عملية التعليم إلى كارثة.
لا أدري سبب تمسك الجهات العليا بمدير كهذا..
رجل في أواخر الخمسينيات.. أصلع جداً.. أبيض الوجه مع حمرة تعلوه لأدنى انفعال، قصير، ذو كرش، فيه بعض الصفات التي تشبه البشر... بليد.. غبي أحمق.. تسأله عن شيء فيجيبك عن آخر.. تسأله عن السبت فيجيبك عن الأربعاء.. تتحدث معه عن الطقس فيتحدث عن الضغوط الخارجية.. وهكذا.
تطلب منه علبة طبشور فيجيبك بل ويصدمك أحياناً (دبّر حالك!!) ولا أعلم ما معنى (دبّر حالك) في مثل هذه الحالة؟!
مرة طلبت تصوير نسخة الأسئلة لتوزيعها على الطلاب والمادة لغة عربية أي أن ورقة الأسئلة ممتلئة، فأجاب أن آلة التصوير في المدرسة معطلة، وكانت هذه الآلة على مدى اثنتي عشرة سنة بهذا الأداء المتواضع تصوّر مرة وتتعطل آلاف المرات، ولن تجد لهذه الآلة صورة ترضى عنها.. فإما أنك ترى السواد قد اكتسح الورقة أو أن الآلة (جعلكتها) وجعلتها مثل قماش غُسل تحت درجة حرارة 100ْ، أو أن تصوير بضعة أوراق سيستغرق منك ساعة أو أكثر.
المهم... قلت له: ماذا أفعل؟!
فقال بسرعة وبدون تفكير: اقرأ لهم الأسئلة وهم ينقلونها منك.. قلت بعد أن صدمت: يا أستاذ القراءة والنقل يستغرقان نصف ساعة والوقت المحدد للامتحان ساعتان...
قال بسرعة أيضاً: اكتب لهم الأسئلة على اللوح..
قلت: نعم... كيف..؟!
فحرك يديه وشفتيه مستغرباً من غبائي كيف لم أفهم ما قال.. تركته ومضيت لحالي وأنا أمضغ شتائمي وألعن الساعة التي عملت فيها مدرساً..
هذه الحادثة تذكرك بالأشخاص الذي لا ينتمون إلى أي شيء في حين أنهم يشكلون عقبة في طريقك..
في كل عام وقبل المذاكرات والامتحانات يطلب عقد اجتماع للمدرسين لتزويدهم بأهم خطوات الامتحان والإجراءات المتبعة فيه فيقرأ نصف صفحة من النظام الداخلي ثم ينبه المدرسين على أن لا يزعجوا الطلاب، (وإنْ شاهد أحدكم طالباً يغش فليترفق به... لأنه درويش ومسكين، لو لم يكن كذلك لما لجأ لهذا الأسلوب أنتم قساة.. لا تريدون نجاح الطلاب.. احسبوا ابناً أو أخاً لكم) ويستمر البكاء والعويل على مصلحة الطالب حتى نظن أنفسنا دراكولا قد أحاط بضحيته..
وينتهي الاجتماع كالعادة بالتنبيه على الوقت المخصص للامتحان وضرورة التقيد بما جاء في النظام الداخلي... وأخيراً قبل أن نغادر الاجتماع:
ـ إذا تأخر طالب عشر دقائق.. ربع ساعة.. ليس بمشكلة... ها...
النظام الداخلي وضع للطالب فقط.. ولحماية حقوقه...
أما حقوق المدرسين...فاتركوها على الله...
* * *
الغريب في هذا الرجل أنه وقح.... خجول!!!!
نعم لا تستغربوا... فهاتان الصفتان متضادتان بكل المقاييس، ومع ذلك فقد اجتمعتا عند هذا الرجل..
خجول يحمر وجهه لأدنى انفعال، ويتلعثم عندما تخاطبه إحدى المدرسات في أي موضوع كان ومع ذلك يخاطبها كأنه يخاطب رجلاً يعرفه ويستطيع أن يبوح له ما شاء..
ولا يجد غضاضة في تمييع أي موقف وبالألفاظ التي لا يمكن لأحد أن يتوقعها، إذ يغطي انسحابه بتصرفات لا معنى لها، وبكلمات لا تمت للموضوع بأية صلة... وبحيث تخرج من أي نقاش معه صفر اليدين.. بل قد تتراجع عن بعض مطالبك.. بسبب التعاطي السيء للموضوع، وبسبب خطابه المغير والمغيب للموضوع الأساس، فعندما تتحدث معه عن موضوع الدوام والتزام الطلاب به ووجوب عدم تأخرهم عن الدوام الرسمي.. يبدأ بطرح نظرياته المتداخلة حول التزام المدرس بدوامه وبأن الطالب هو سبب وجوده في المدرسة، ولولاه لما استحق المدرس راتبه... فكيف يمكن لك أن تطلب أي طلب أو تعديل في ركن من أركان المدرسة.
ينسحب من أي نقاش دون مسوغات، لأنه لا يجد الكلام المناسب له فثقافته ضحلة مثل شخصيته فقد اكتفى ببضع صفحات من النظام الداخلي للمدارس وببضع (مانشيتات) من الصحافة المحلية..
إنه مثال على الرجل المتقولب الذي لا يمكن لشيء ولا لزمن أن يغير فيه أو منه شيئاً... إنه بكل بساطة لا علاقة له بالإدارة.. لا من قريب.. ولا من بعيد.. بشهادة أقرب الناس إليه



#فؤاد_علي_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بركان
- الإعلان العربي وثقافة الاستهلاك
- نقطة العنبر
- عيب اتهام إسرائيل
- غاب نهار آخر
- قراءة نقدية في (سطوة الألم)
- أنثى استثنائية
- ليتني
- ورق الورد
- محمد الدرة
- إلى نزار قباني
- الحلاج ومقصلة الإلغاء
- مساحة للقطار
- هل نستفيد من ميليس
- مهلهلة أحزابك يا وطني
- هل أنت مسلم..؟
- بعيدا عن السياسة ...مرة أخرى


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد علي منصور - المدير