فيصل يعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 5746 - 2018 / 1 / 3 - 17:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العقائد و الايديولوجيات و خطورتها على المجتمعات .
إن أصحاب العقائد و الأيديولوجيات يريدون تطويع الواقع وفقاً لتصوراتهم الذهنية و يرون أنفسهم مركز الكون و كل ما هو خارج عقائدهم و أيديولوجياتهم لا يصلح للشيء و يعملون بكل جهدهم لأستنساخ الآخرين و قولبتهم وفقاً لأسلوب تفكيرهم ،و خطورتهم تكمن في حين وصلهم إلى سدة الحكم و السلطة في بلد ما و تتحول عقائدهم و ايديولوجياتهم إلى قرارات ملزمة وعلى المجتمع الالتزام بها فهي مقياساً للخطأ و الصواب وبذلك يختزل المجتمع كله ضمن جماعة واحدة ويلتزم بمواقفها و آرائها. بتأكيد ( أي حزب أو جماعة حاكمة أتت إلى السلطة (عن طريق انتخابات حرة و نزيهه ) لها حقها في مواقفها و تقديراتها و قراراتها يمكن لها أن تصيب و أن تخطأ ،و عليها أن تتحمل نتائجها أيضاً )، فأن الآراء و المواقف و الاجتهادات من حق الجميع و لكن أن تكتسب آرائها و قراراتها و ... صفة القدسية و غير قابلة للتغير و النقد فهنا تكمن خطورتها على المجتمع و تتحول إلى الدكتاتورية التي عانت منها المجتمعات البشرية كثيراً و مازالت تعاني منها ( .هؤلاء لا يدركون أن قوة العلاقة هي في الأخذ بوجهة نظر طرف الآخر .و أن التماثل ليس وحدة و التماثل ليس أبداعاً ،و أن الوحدة هي التتمة أو التكملة و ليس استنساخ و قولبة الآخر( أن يتم صبه في قالب واحد) ،و أن جوهر التكاتف هو تقدير الفروق و الأقرار بها أي الفروق الذهنية و العاطفية و النفسية و إلخ و مفتاح هذا التقدير هو إدراك أن الناس يرون العالم كما يشاؤون لا كما على حقيقته .
.
فيصل يعقوب
#فيصل_يعقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟