أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - يوغرطة* وزمن من شوارع روما














المزيد.....

يوغرطة* وزمن من شوارع روما


مليكة مزان

الحوار المتمدن-العدد: 1476 - 2006 / 3 / 1 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


دمي وبوكوسْ * ،
ويوغورطة ُ * وفحيحُ الخياناتِ ،
وتعبُ الحدس ِ ،
وسيللا* ، وماريوسْ *..
يسلمهما الرفضَ ويمضي ..
لشوارع روما ..
روحُهُ وصايا بين الفصولْ !

***
دمي ومآتمُ طنجة *..
على امتداد الجراحاتِ والنايات ِ ،
وهمسُ الأعالي في انطفائهِ :
خذ دمي ، يوغورطة ، كلهُ ،
وهات غناءً بسعة الحلمِ ،
ووطناً من تلك الرؤى لا يخونْ !

***
يوغورطة يرسم الآن نشوتي :
"عيناكِ وطني ومنفايَ ،
إيابي من أقصايَ لأقصايَ ،
فكوني ،
كما الخياناتِ لا تخوني "!

***
وانتشيتُ ،
وانتبهتُ ..
أصفع يوغورطة َ،
دمي ، والمدى واللحظة َ:
يوغرطة ُمن أعياده أقصاني ،
أنا الغيمة ،
أنا الخيمة ،
أنا النشوة ،
أنا وكُلﱡ حنيني !

***
يوغورطة ُ.. توليانومْ * تناديهِ ،
توليانومْ !
اُشنقي يوغورطة َ، اُشنقيهِ !
لا، توليانومْ ؛
لا ، لا تشنقيهِ ،
دعي قلباً منهُ أشفيهِ ..
من كل الخياناتْ !

***
بدمي ، بشوارع روما ،
بكل روما أجهشتُ في حضنها ..
بوطن لم يَصُني من بطش الرياحْ ،
ثَمﱠ أنا ،
ثَمﱠ يوغورطة ُ، رُب يوغورطة َ ،
ثَمﱠ نوميديا * الهاربة ُمنه ، من كل الجراحْ !

***
يوغورطة !
أيﱡ ثورةٍ .. فيراكَ حنيني ؟!
أي ثورةٍ ..
وأنت الجبن .. يخون شجوني ؟!
أي ثورةٍ ..
وأنت المكر .. وهذا أنيني ؟!

***
يوغورطة !
عن أي نوميديا تبحثُ ،
عن أي عشق ٍ ،
عن أي أهزوجةٍ تسألُ ،
عن أي أفْق ٍ ..
وأنت حصاري وأنت سجوني ،
وأنت حسيَ الغافلُ عني ؟!

***
يوغورطة !
حليب نوميدياكَ ،
كمْ ذُلاّ سقيتَهُ صلواتٍ ..
تُغير وجهَ الله وتُبيح امتهاني ؟!

***
يوغورطة !
هي صلاةٌ واحدةٌ ..
لك أعاليها :
قل : أعوذ بعشق تمازغا * ،
قل : أعوذ برب الفلقْ ..
من شر عروبة تنزلقْ ..
لأتعس معانيها !

***
لِمن عزهُ من شمسنا ،
لِمن لحمهُ من جُودنا ،
قلْ :
تمازغا .. لها شمسها ،
تمازغا .. لها ضادها ،
نوميديا لا تخشاكَ ،
نوميديا لن تعبدكَ فيها الفصولُ !

***
يوغورطة !
لكَ غفراني ، لكَ العفوُ ،
لكَ الوطنُ مترجلاً عن طعنتهِ ،
أنت نخوتهُ ..
وإن بلسماً مؤجلاً ،
وإن الأرقُ وإن السهوُ !

***
يوغورطة !
نوميديا .. لك تعتذرُ ،
كل روما .. لك تعتذرُ ،
يوغورطة !
ثَم حفرياتُ حبْ ..
متسعاً من الشمس تمنحكَ ،
وأشعارَ خصبْ !

***
دمي وشوارع روما ،
دمي وصهيل أوزودْ *:
ويوغورطة ُ..
كاملاً .. بالحلم يعودْ ،
من شوارع روما يعودْ ،
لم ينس سرباً واحداً في خمرتها ،
لم يخن شلواً شارداً بملتها ..
فأحضنه وأشتهيه أكثرْ !
ــــــــــــــــ
مليكة مزان :شاعرة أمازيغية من المغرب
ـــــــــــــــــــــ
ـ يوغورطة : ملك أمازيغي نوميدي قديم هو أول من قاوم الغزو الأجنبي لشمال إفريقيا 118 ـ 105 قبل الميلاد .
* ـ بوكوس : صهر يوغورطة الذي خانه وقدمه أسيراً سهلاً للقائد الروماني ماريوس .
* ـ سيللا :جينرال ورجل دولة روماني وهو رئيس ماريوس .
* ـ ماريوس :جينرال ورجل سياسة روماني قديم .
* ـ طنجة : مدينة مغربية في أقصى الشمال الغربي .
* ـ توليانوم : المدينة الرومانية التي قيد إليها يوغورطة بعد انهزامه بسبب الخيانات وعرفت موته شنقاً على يد جلاد بأحد سجونها .
* ـ نوميديا :اسم مملكة أمازيغية قديمة امتدت من قرطاج بتونس إلى ملوية بالمغرب الشرقي خضعت للحكم الروماني بعد تمزقها إلى ممالك صغيرة .
* ـ تمازغا :هو إسم الوطن الامازيغي الكبير الذي يمتد من سيوا بشرق مصر حتى جزر الكناري بالمحيط الاطلسي .
* ـ أوزود : شلال تشتهر به مدينة أزيلال مسقط رأس الشاعرة بجبال الأطلس المتوسط وهي مدينة تعاني هي ومثيلاتها من مناطق المغرب الغير النافع كثيراً من البؤس بسبب سياسة التهميش والإهمال الممارسة ضدها .



#مليكة_مزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهي لا تسقطه الصفعات
- لأني أفضل مضاجعة الموتى
- خمسة أصفار للرسوب في مادة الأنثى
- !راديكالياً في وجه الحجرْ


المزيد.....




- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - يوغرطة* وزمن من شوارع روما