|
يوغرطة* وزمن من شوارع روما
مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 1476 - 2006 / 3 / 1 - 11:26
المحور:
الادب والفن
دمي وبوكوسْ * ، ويوغورطة ُ * وفحيحُ الخياناتِ ، وتعبُ الحدس ِ ، وسيللا* ، وماريوسْ *.. يسلمهما الرفضَ ويمضي .. لشوارع روما .. روحُهُ وصايا بين الفصولْ !
*** دمي ومآتمُ طنجة *.. على امتداد الجراحاتِ والنايات ِ ، وهمسُ الأعالي في انطفائهِ : خذ دمي ، يوغورطة ، كلهُ ، وهات غناءً بسعة الحلمِ ، ووطناً من تلك الرؤى لا يخونْ !
*** يوغورطة يرسم الآن نشوتي : "عيناكِ وطني ومنفايَ ، إيابي من أقصايَ لأقصايَ ، فكوني ، كما الخياناتِ لا تخوني "!
*** وانتشيتُ ، وانتبهتُ .. أصفع يوغورطة َ، دمي ، والمدى واللحظة َ: يوغرطة ُمن أعياده أقصاني ، أنا الغيمة ، أنا الخيمة ، أنا النشوة ، أنا وكُلﱡ حنيني !
*** يوغورطة ُ.. توليانومْ * تناديهِ ، توليانومْ ! اُشنقي يوغورطة َ، اُشنقيهِ ! لا، توليانومْ ؛ لا ، لا تشنقيهِ ، دعي قلباً منهُ أشفيهِ .. من كل الخياناتْ !
*** بدمي ، بشوارع روما ، بكل روما أجهشتُ في حضنها .. بوطن لم يَصُني من بطش الرياحْ ، ثَمﱠ أنا ، ثَمﱠ يوغورطة ُ، رُب يوغورطة َ ، ثَمﱠ نوميديا * الهاربة ُمنه ، من كل الجراحْ !
*** يوغورطة ! أيﱡ ثورةٍ .. فيراكَ حنيني ؟! أي ثورةٍ .. وأنت الجبن .. يخون شجوني ؟! أي ثورةٍ .. وأنت المكر .. وهذا أنيني ؟!
*** يوغورطة ! عن أي نوميديا تبحثُ ، عن أي عشق ٍ ، عن أي أهزوجةٍ تسألُ ، عن أي أفْق ٍ .. وأنت حصاري وأنت سجوني ، وأنت حسيَ الغافلُ عني ؟!
*** يوغورطة ! حليب نوميدياكَ ، كمْ ذُلاّ سقيتَهُ صلواتٍ .. تُغير وجهَ الله وتُبيح امتهاني ؟!
*** يوغورطة ! هي صلاةٌ واحدةٌ .. لك أعاليها : قل : أعوذ بعشق تمازغا * ، قل : أعوذ برب الفلقْ .. من شر عروبة تنزلقْ .. لأتعس معانيها !
*** لِمن عزهُ من شمسنا ، لِمن لحمهُ من جُودنا ، قلْ : تمازغا .. لها شمسها ، تمازغا .. لها ضادها ، نوميديا لا تخشاكَ ، نوميديا لن تعبدكَ فيها الفصولُ !
*** يوغورطة ! لكَ غفراني ، لكَ العفوُ ، لكَ الوطنُ مترجلاً عن طعنتهِ ، أنت نخوتهُ .. وإن بلسماً مؤجلاً ، وإن الأرقُ وإن السهوُ !
*** يوغورطة ! نوميديا .. لك تعتذرُ ، كل روما .. لك تعتذرُ ، يوغورطة ! ثَم حفرياتُ حبْ .. متسعاً من الشمس تمنحكَ ، وأشعارَ خصبْ !
*** دمي وشوارع روما ، دمي وصهيل أوزودْ *: ويوغورطة ُ.. كاملاً .. بالحلم يعودْ ، من شوارع روما يعودْ ، لم ينس سرباً واحداً في خمرتها ، لم يخن شلواً شارداً بملتها .. فأحضنه وأشتهيه أكثرْ ! ــــــــــــــــ مليكة مزان :شاعرة أمازيغية من المغرب ـــــــــــــــــــــ ـ يوغورطة : ملك أمازيغي نوميدي قديم هو أول من قاوم الغزو الأجنبي لشمال إفريقيا 118 ـ 105 قبل الميلاد . * ـ بوكوس : صهر يوغورطة الذي خانه وقدمه أسيراً سهلاً للقائد الروماني ماريوس . * ـ سيللا :جينرال ورجل دولة روماني وهو رئيس ماريوس . * ـ ماريوس :جينرال ورجل سياسة روماني قديم . * ـ طنجة : مدينة مغربية في أقصى الشمال الغربي . * ـ توليانوم : المدينة الرومانية التي قيد إليها يوغورطة بعد انهزامه بسبب الخيانات وعرفت موته شنقاً على يد جلاد بأحد سجونها . * ـ نوميديا :اسم مملكة أمازيغية قديمة امتدت من قرطاج بتونس إلى ملوية بالمغرب الشرقي خضعت للحكم الروماني بعد تمزقها إلى ممالك صغيرة . * ـ تمازغا :هو إسم الوطن الامازيغي الكبير الذي يمتد من سيوا بشرق مصر حتى جزر الكناري بالمحيط الاطلسي . * ـ أوزود : شلال تشتهر به مدينة أزيلال مسقط رأس الشاعرة بجبال الأطلس المتوسط وهي مدينة تعاني هي ومثيلاتها من مناطق المغرب الغير النافع كثيراً من البؤس بسبب سياسة التهميش والإهمال الممارسة ضدها .
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وجهي لا تسقطه الصفعات
-
لأني أفضل مضاجعة الموتى
-
خمسة أصفار للرسوب في مادة الأنثى
-
!راديكالياً في وجه الحجرْ
المزيد.....
-
عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل
...
-
بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
-
افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
-
صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا
...
-
-القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب
...
-
ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
المزيد.....
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ أحمد محمود أحمد سعيد
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
-
الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال
...
/ السيد حافظ
-
والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
المزيد.....
|