أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة
الحوار المتمدن-العدد: 5745 - 2018 / 1 / 2 - 13:23
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
[AYMAN ZOHRY]·TUESDAY, JANUARY 2, 20188 Reads
لست في معرض الحديث هنا عن كتاب الشيخ محمد الغزالي ”جدد حياتك“ رغم ما فيه من دفقة إيمانية إنسانية تصل للقلوب ببساطة. أتحدث هنا عن المشاعر والطموحات التي تتواكب عادة مع تواريخ معينة، عادة من صنع البشر. فالزمن متواصل والفواصل عادة من صنع البشر. عام جديد، شمسي أو قمري هو إمتداد طبيعي وتلقائي لعام سابق، لكن البشر بطبعهم يميلون عادة للتعويل على على مستقبل الايام لتعويض ما فاتهم في أيامهم المتفلتة من حيواتهم. إن كان ماضيهم غير موفق، من وجهة نظرهم، لعنوه وإن كان موفقا تمنوا أن تسير الايام على هواهم لتحقيق إنجازات أكثر.
واضعين في إعتبارنا سيرورة الزمن ووهمية الفواصل التي صنعها البشر، أعتقد أن تلك الفواصل يمكن أن تكون فرصة لكي نجدد حيواتنا وأن نحرز بعض الإنجازات البسيطة وأن ننتصر في معاركنا الصغيرة. لا يتأتى ذلك إلا إذا عزمنا التغيير ولو بالخروج البسيط عن المسارات اليومية المعتادة في حياتنا. بمناسبة العام الميلادي الجديد يمكنك إحداث نقلات نوعية على المستوى الشخصي ولو على مستوي المظهر العام. في بداية العام الجديد أدعوك أن تفكر في ”نيو لوك“ لحياتك. غيّر صورتك على الفيسبوك، غيّر صورتك على تويتر، غيّر خلفية حاسبك الشخصي، غيّر خلفية هاتفك، راجع طلبات الصداقة على الفيسبوك واقبل أصدقاءً جدداً.
غيّر مظهرك العام، غيّر تسريحة شعرك أو إحلق شعرك تماما، جرّب ألوان زاهية ربما تعتبرها غير مناسبة لسنك، مارس رياضة جديدة، تعلم لغة جديدة، إستمع للموسيقى، تجوّل في شوارع مدينتك في الاماكن التي كنت تلعب فيها الكرة مع رفاقك وأنت صغير، زُر قريتك، دع سيارتك وإستخدم المواصلات العامة، ولو مرة، وتمتّع بالمدد الروحى الذي سوف ينتقل إليك من البسطاء من حولك، أو قرر أن تصطحب رفيقة حياتك لذلك المطعم الغالي الذي طالما تمنيت أن تتناول فيه طعام العشاء مع رفيقتك ولا تأبه، ولو مرة> بإرتفاع السعر.
زُر الاماكن السياحية والمتاحف والمعارض الفنية التي كنت تزورها في شبابك. إحكِ لأولادك وأحفادك عن طفولتك وأصدقائك وأسرتك. تذكر الراحلين وزر أقاربهم. سِر في شوارع المدينة بلا هدف. تأمل المارة والاطفال وهم يلعبون ويعبثون. إطبع قبلة على جبين أولادك وأحبابك. إقرأ كتابا قرأته في الصغر وإستمتعت بقراءته، سوف تستعيد المتعة ذاتها. قلّب في خطاباتك القديمة، خطابات أصدقاء الشباب والحبيبة وقت الخطوبة. أكتب عن ذكرياتك في مواقع التواصل الاجتماعي. إستدعِ صور الراحلين وامعن النظر في وجوه أحبابك. إستعد ألبوم صور العائلة وشارك تلك اللحظات مع أسرتك. عُد أصدقائك القدامى أو هاتفهم.
جدد حياتك ...
#أيمن_زهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟