أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بلال مزياني - التنوير ببساطة














المزيد.....


التنوير ببساطة


بلال مزياني

الحوار المتمدن-العدد: 5745 - 2018 / 1 / 2 - 12:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من البديهي قول ان التنوير ضروري للدفع بمجتمعنا الى الامام ، وذلك باعتباره تنويرا للعقول من ظلام الخرافة والجهل المولدان للتعصب وكل انواع الكره ، فالتنوير هدفه الاساسي هو الارتقاء بالمجتمع الذي يقبع في المستقنع الذي يقبع بدوره في قاع القاع الى الامام ، فمع كل هذا الفكر الطائفي الكريه المنتشر في مجتمعاتنا ، ومع الظلم الذي تمارسه الدولة على المواطنين ، والقمع التي تتعرض له الاصوات الحرة ، بالإضافة للقيء الذي اغرق به الشيوخ اتباعهم والذي يعتبر كسبب رئيس في الطائفية والظلم ، لن يكون علينا الا اعتبار التنوير ردة فعل منطقية للتصدي وتجاوز هذا الوضع الكارثي .
ما التنوير ؟ سؤال ناقشه كبار الفلاسفة في عصر التنوير الاوروبي الذي انقلب على السلطة الدينية التي مورست انداك بواسطة الكنيسة على الشعب ، فقبل ان نطرح اهم اجابة لهذا السؤال في تلك الفترة والتي تصلح لزماننا ايضا ، لابد من الاشارة الى ان الوضع في مجتمعنا لا يختلف كثيرا عن عصر الظلام في اوروبا اذا ما نظرنا الى الدين من حيث اعتباره اداة في يد السياسي الذي يستغل جهل الشعب و تعاطفهم مع كل ما هو ديني ، بتصوير العقل في اذهانهم على انه مجرد حمار يجب ربطه عند البحث في الدين كما قال احد الشيوخ ، لأنه سيؤدي الى هدم كل هذا الهراء الذي يلقيه على مسامعهم اذا تعقلوا ، والهدم نفسه سيهدم تجارتهم الوسخة ، هؤلاء المغيبين الذين غيبوا عقول الشباب الذين من المفروض يجب ان يقودوا مجتمعهم الى مستوى ارقى ، فانا لا استطيع فهم اعجابهم بهؤلاء الشيوخ الذين لا يعلمون علما ، بل يتقيؤون ما طرحه جد جد جدهم الذي تم دفن مفتاح الفهم معه ..
ان الواقع واضح وضوح الشمس في رابعة النهار والحديث عنه ذو شجون ، لذلك سأتجاوز وصفه وانتقل للسؤال الاهم الذي تم طرحه قبل قرون و سيتم طرحه مادامت هناك مجتمعات تعيش في الظلام ، سيطرحه افراد سئمو من الوضع المقرف أملا في انقاذ افراد المجتمع من اعتناق الجهل والتعصب كمذهب يعيشون وفقا له ، وذلك بعد ان يتيقنوا ان التنوير ضروري للتقدم ، فما التنوير ؟
اذا كما سبق الذكر ، التنوير هي حركة تقودها النخبة المثقفة من المجتمع للأخذ به الى الطريق الصحيح ، طريق يؤدي الى هدف اسمى يتمثل في حرية التعبير و العدل الاجتماعي ، وذلك على المستوى المجتمع اما على مستوى الفرد – الذي هو جزء من المجتمع ومساهم في تقدمه او تقهقره - التنوير هو خروج الانسان من قصوره الذي اقترفه في حق نفسه – يقول كانط ، ثم يضيف – هذا القصور بسبب عجزه عن استخدام عقله الا بتوجيه من انسان اخر ، و هذا العجز راجع الى الذات اذا كان سببه لا يكمن في غياب الفهم ، بمعنى ان هناك نقص في الشجاعة في الاقدام على استخدام العقل بدون توجيه الاخر ، لذلك يكون شعار التنوير هو تحل بالشجاعة لاستخدام عقلك بنفسك .
لماذا الشجاعة ؟
التنوير يحتاج الى الشجاعة لان غالبية الناس ينقادون ، لانهم يعجزون عن التفكير في الامور بدون مرشد ، وهذا العجز مريح جدا بالنسبة لهم ، ما يجعل الاخرين ينصبون بسهولة انفسهم أوصياء عليهم حسب تعبير كانط ، فما دمت لم تخطو الخطوة الاولى في التفكير الحر مبتعدا عن القيادة التي تشعرك بالأمن لن تجد نفسك ، وان لم تختر هذه الطريق فاعلم انك لست حر في اختيارك حتى لو بدى لك العكس ، فانت قررت هذا لانهم لم يسمحوا لك ، اشعروك بالخطر ، و هنا يأتي دور نيتشه ليقول لك انه على الفرد دائما أن يقاسي ليبقى حراً من هيمنة المجتمع , ستكون وحيداً وأحيانا خائفاً لكن الثمن ليس غالياً في مقابل أن تمتلك نفسك ، ثم يقول حتى يولد منك ذلك النجم الساطع ، لابد ان تمتلئ روحك بالفوضى .
كن شجاعا و استخدم عقلك بنفسك ، ففاقد الارادة اشقى الناس كما قال ارسطو .



#بلال_مزياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وافكاري في سنة 2017
- الهروب من الصندوق


المزيد.....




- حاول تثبيتها فسقطت منه في البحر.. شاهد ما التقطته كاميرا تحت ...
- علماء يكتشفون سببًا محتملًا لإعادة بناء نصب -ستونهنج- قبل آل ...
- أحبّها بعمق.. قد يصدمك ما فعله رجل ليبقى بقرب حبيبته
- فيديو يظهر محاولة اقتحام سجن مكسيكي بعد أعمال شغب دامية.. شا ...
- -العنف الطائفي بعد الإطاحة بنظام الأسد أقل حدة مما كان متوقع ...
- آلاف السوريين يحتشدون في ساحة الأمويين في الجمعة الثانية بعد ...
- إل ألتو البوليفية: -المنازل الانتحارية- مهددة بالانهيار والس ...
- فنلندا تجدد رفضها فتح الحدود مع روسيا
- ليبيا.. ضبط شبكة نشطت في تصنيع وبيع الخمور المغشوشة في بنغاز ...
- مصر تدين اعتداء الدهس في ألمانيا وتؤكد رفضها كل أشكال الإرها ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بلال مزياني - التنوير ببساطة