أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - رسالة من حيوانه














المزيد.....

رسالة من حيوانه


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5745 - 2018 / 1 / 2 - 09:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أرسلت لي صديقة على الفيس بوك رسالة تهنئة بالسنة الجديدة موقّعة باسم "حيوانه" وهذا نص الرسالة بعد التّصحيح: " لم أختر أن أولد هنا في عائلة تعتمد على العنف من أجل الإصلاح، وتعتبر ذلك العنف هو التربية بعينها. نشأت كما ينشأ حيوان . يتعامل معي الآخر كحيوان في الجنس، والحياة.
أرجو منك أن لا تتحدّثي عن الحرّية بعد الآن. لو رغبت سوف أعطيك عنواني كي تملئي بيتي طعاماً، وأماناً.
أسأل: هل يوجد حرّية لو كنت مقيّدة بالإشراف على ثلاثة أرواح أنجبتهم إلى الدنيا؟
وما ذنبهم أن يكون ضحيّة بلاهتك؟
أسأل: كيف أطعم أطفالي، وأجعلهم يشعرون بإنسانيتهم؟
لقد ركعت على قدمي أمام ذلك الرجل الذي سلب مني حرّيتي، وحياتي، كي يرسل لي بعض الفتات لأطعمهم.
أرجوك أن تبلغي العالم أنّني ضدّ تلك الحرّية التي تتحدّثين عنها، فأنت أيضاً لست حرّة إلا إذا ملكت ثمن الحياة، وهنا ثمن الحياة غال.
أعيش في منطقة موالية للنّظام، ولا مشكلة لي مع هذا النظام المتغول لو يمنحني كفايتي، ويمنحني العمل، والأمان، ولا أحترم المعارضة فهي في أغلبها تبحث مثلي عن لقمة العيش ثم المجد.
أسمّي المنطقة التي أعيش فيها منطقة الغول واحد. البشر هنا غيلان. جميعهم متشابهون. أمي، وإخوتي، وأبناء عمّي. غيلان يأكلون أطفال أبناء معهم.
أعرض جسدي للبيع، ولا أحد يقبل، فالمنطقة " الغولية " التي أعيش فيها وضعت شروطاً لبيع الجسد أعلى منها لرئاسة الدولة، أصبح اسمي" تلك المسكينة الشريفة التي تكافح" وأنا لست شريفة، ولا مسكينة. كل تلك الأشياء أرغمت عليها، ففي أعماقي عاهرة ترغب في الغنى.
هناك أشياء كثيرة لا أحبها: وطني، طائفتي، ثقافتي، واستمراري في تقبيل الأرجل من أجل لقمة خبز. أحتقر شريكي السّابق قبل أن أرتبط به، وكان حاجة اجتماعية قبلت بها، فإذ به ليس تلك الحاجة، ورحل مني إلى حيوان مثلي تتغزّل به.
قرأت مرة لك حول نزار قباني، وكنت قد كتبت عنه بمنتهى الجبن. أنت جبانه. درت حول الموضوع دون أن تدخلي في لبّه . هل تعتقدين أن نزار قباني أحبّ بلقيس؟ لا أيتها المغفلة. هو نسخة عن غولي، بلقيس كانت شابة أهلها من عظام سلطة صدام وياسر عرفات، وكان نزار عجوزاً أراد أن ينتمي لتلك الدّائرة. يشبه كثيراً غولي، فقد ارتبط بإحدى الحيوانات التي تمجده ويمجدها. لا أستطيع أن أقول لك عن الجميع، لكن أقول أن نزار قبض ثمن حروفه، وكذلك الشعراء والكتاب الذين علّمونا على الذّل والهوان . مارسيل خليفة" العظيم" لن يهتم لمن ينتقده. هو يسعى للرفاه، وقطر كريمة، وأمما عهد التميمي، فهي مرّشحة من قبل السّلطان لتكون بطلة، ولو ذهبت أنا بدلاً منها لقتلت برصاص الحيوان محمود عباس.
في العام الجديد الذي سميته عام الجرذان. أتمنى أن تخرجي من عالم الحيوان، ومن الخوف، وأن ترسلي لي ثمن طعامي لهذا الشهر" انتهت الرّسالة
إنني معجبة بجرأة السّيدة على الكتابة لي، سواء وافقتها أم لم أوافق، راسلتها، وقالت أنّها تخشى أن تتسول، ولم تدفع إيجار منزلها، وليس في بيتها خبز ولا زيت. أرسلت لها مبلغاً بسيطاً، حوالي مئة دولار، وقلت لها أنّني لن أستطيع تبنّي موضوعها كاملاً، لكنّني آمل أن تستطيع هي من إيجاد مخرجاً.
لم أنم ليلة أمس، وأنا أعيد قراءة كلمات السيدة الحيوانه. هي تشبهني، وتشبه أغلب نساء سورية، ولن يكون هناك وطن مالم تتصدّر الحيوانات أمثالها سدّة الحكم، والقضاء، والجامعات، وما لم يتمّ تحجيم الغول "الذّكر" في أعلى السلطة، وفي منطقة الغيلان.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى العام الجديد
- عذراً من عام مضى
- ثلاثة رسائل
- يحدّق في وجهي
- النّزل
- ولدن وفي أيديهن مكنسة
- هويات نفتقدها
- حان الوقت كي نضع نهاية لتقديس عيد الميلاد مرة واحدة وإلى الأ ...
- عندما عرفت حلب عن قرب
- الأشياء التي تلمع
- الحبّ في قصص الحبّ
- سهرة مع الذّكريات
- بيع الجسد، أم بيع العقل
- حكاية قلب حزين
- الرّجل الذي حاز على كراهية العالم
- كان وطني نخلة
- الحقيقة أغرب من المنام
- لم تصل مي تو إلى هنا
- من أجل سلامتي
- هادي فريد: راجع ضميرك - وقم بإضاءة شمعة ضد معاداة اليهودية


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - رسالة من حيوانه