البدراني الموصلي
الحوار المتمدن-العدد: 5744 - 2018 / 1 / 1 - 16:31
المحور:
الادب والفن
مرثيّة’ رجلٍ حيّ ...
مهداة من البدراني الموصلي
الى امرأة مزيفة
... من النساءِ اللواتيْ كتبنَ على الماءِ
سِفرَ أيامي المقدس ,
.. أمرأةٌ ..
تجرَّأَتْ على الحبِّ
فأرْدَتْه’ قتيلاً بين يديَّ
و كينبوعٍ بلا دفقٍ
ينسابَ , يومياَ, الى دمي دمه’,
فيرديني قتيلا .
وعميقا , نحو خمسينَ فرسخاً من حياتي
كان للأنسانِ ازهارٌ وبراعم
لم تكنْ تستاف’ مني
عطرَها وتباشيرَ الربيع
انما ... أوجاعيَ والحزنَ الشفيف
أسف’ يملؤ’ جدرانَ حياتي
فلقد
ضَمرتْ فيَّ الجذور
والعروق’
وتلاشتْ .
لم يعدْ صوتيَ ينثال’
كما الصمت’ , مليئاً بألوانِ الجمال
وتراتيلِ المحبّة
صار صوتاً وحَسبْ
وانا.....
صرت’ شيئا اسمه’ ...لا اعلم’ ماذا ....
ولكنّي.. ذات يومٍ... كنت’ .... !!!!!!!
أين كلّ’ النساءِ ؟؟؟
صرنَّ طيفاٌ في مرايايَ الشفيفة
خامرتها الشمس’ بألوانِ الشفق
واشرأَبَّتْ تنظر’ المجهولَ
وتنتظر’ الغيبَ ,
قد يأتي بالفصولْ
وانا ما بينهنَّ حقولٌ من جدبٍ و بوَار
يتقاسمْنَ عذاباتي وينثرْنَها للضباب
علّ دِفئاً من غيومِ الروحِ ينهال’ عليَّ
علّ صوتاً يخرق’ الصمتَ
ويأتيني بشيءٍ اسمه’ .. لست’ ادري .. .
كان حباً فارَقَتْه’ الطرقات’
ونأَتْ عنه’ ,
فتلاشى ,
وغريبٌ ... أنه في زحمةِ العمرِ
يلتقيني .. وانا الضائع’ مثلَهْ .
خلفَ تلك الستائرِ
يستوي الليل’ والنهار’
والأَعمى والبصير’
... ولا تلمس’ روحي
غير’ أَمواجِ الفراغ .
فوق تلك الفراسخَ الخمسينَ
كتبتْ عني الأَساطير’ آيةً :
( انما الانسان’ ذِكرٌ بعدَه’ )
ايّ’ (بَعْد’) , بلْ , ايّ’( قَبْل’ ) !!!
حينما يغدو اليباب’ ,
واحةً من سراب
حين يضحو الالم’
بلسماً لجراحٍ شتتّها الرياح’
كلما اصحو من الوهمِ
تختفي روحي
في متاهاتِ الأبديّة
ولقد نيَّفت’ على الأنقراض
وتسلّمت’ مفاتيحَ الدخولِ
ربما ليست ....
أنها .. صدقاً... مفاتيح’ الخروج
لم يعد عنديَ من شيءٍ يقال
غير هذي الكلماتِ
كلماتٍ باهتاتٍ
( أنها امرأةٌ مزَيَّفة )
مسحتْ من سِفْرِعمري ً
أبهى السطورِ
لم تشاركنْي كؤوسي ,
وما فهمتْ عمقَ هذياني وصمتي
عندما كانت الشمس’ تسبر’ الكونَ
تراودني عن نفسِها
وتغفو بين يديّ
متمتمةً بعتابٍ رقيق :
ايها الانسان’
أنَّ ما في عمقِ عينيك
وفي اقصى شَهَقاتِكَ
ليس الاّ امرأةً مزيَّفة .
#البدراني_الموصلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟