أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - هل ستعجل أزمة كوريا الشمالية برحيل تيلرسون؟














المزيد.....


هل ستعجل أزمة كوريا الشمالية برحيل تيلرسون؟


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5743 - 2017 / 12 / 31 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في علاقة سيد البيت الأبيض مع وزير خارجيته لم يحدث من قبل في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الحديث ذلك الغموض والتضارب والود المفقود الذي نراه اليوم متكررا بين الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون. ولئن عزا البعض ذلك إلى شخصية ترامب المتوترة -وجزء من هذا مرتبط، بطبيعة الحال، بما يحيكه الديمقراطيون وشبكاتهم الإعلامية القوية من مؤامرات لإزاحته أو إجباره على الاستقالة-، فإن تيلرسون ليس معفيا من المسؤولية تماما. فالأخير القادم من عوالم النفط (كان قبل تعيينه وزيرا للخارجية يشغل منصب الرئيس التنفيذي الأعلى لشركة إكسون موبيل النفطية العملاقة) دون خبرة واسعة بأصول الدبلوماسية لم يترك فرصة دون استفزاز رئيسه بمواقف يعرف مسبقا أنها لا تتوافق مع خطط ومزاج ترامب، لاسيما فيما خص كيفية التعامل مع نظام بيونغيانغ الطائش وزعيمه الموتور «كيم جونغ أون». ويمكن القول إن رأس الدبلوماسية الامريكية ذهب بعيدا جهة التعامل مع الملف الكوري الشمالي دون التنسيق مع رئيسه، مستفيدا من خاصية في النظام الأمريكي هي أن وزير الخارجية مستقل في عمله عن رئيس البلاد، وليس ملزما برفع تقارير عن جهوده وعمله إلى سيد البيت الأبيض. والشواهد على صحة ما نقول أكثر من أن تحصى.
وإذا كان أول هذه الشواهد هو توبيخ ترامب في تغريدة له من أن جهود وزيره الدبلوماسية مع بيونغ يانغ ليست سوى فخ ومضيعة للوقت، فإن آخر الشواهد هو قيام تيلرسون خلال اجتماع لمنتدى المجلس الأطلسي هذا الشهر بتقديم عرض مفاجئ لحكام كوريا الشمالية للدخول في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة حول ترسانتهم وبرامجهم النووية والباليستية المهددة للأمن والاستقرار في شمال شرق آسيا. وهذا العرض -كما هو معروف- رفضته بيونغيانغ بغرور مثلما رفضت عرضا مماثلا قدمه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية «جيفري فيلتمان» الأمريكي الجنسية، بحجة أن «الوقت الراهن ليس مناسبا لإجراء مباحثات».
وكما في المرة الأولى انبرى عدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية لمقترح تيلرسون الجديد معربين على لسان ترامب عن ضيق الرئيس وحرجه وعدم اتفاقه مع رؤى وزيره، قائلين إنه لا يمكن إجراء مفاوضات إلا بعد أن تحسـّن كوريا الشمالية سلوكها وأن «على بيونغيانغ أن تبدأ أولا بنزع السلاح قبل أي حديث معها». وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى ما أعلنته السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض «سارة هوكابي ساندرز» نصا، وهو «لم تتغير مواقف الرئيس بشأن كوريا الشمالية لأنها تتصرف بطريقة عدوانية تجاه اليابان وكوريا الجنوبية والعالم بأكمله، بل تجاه الصين أيضا».
قلنا إن الغموض يكتنف علاقة ترامب بوزيره. فالبعض يقول إن الأول لم يعد يطيق الثاني منذ الأخبار التي ورد فيها أن تيلرسون وصف رئيسه في اجتماع مع مسؤولي البنتاغون بـ«الأحمق» بحسب شبكة سي بي سي الاخبارية، مضيفين أن ترامب عازم في يناير المقبل على اختيار بديل لوزير خارجيته (المرشح الأبرز هو المدير الحالي للاستخبارات المركزية مايك بومبيو)، خصوصا بعدما نما إلى علم ترامب أن تيلرسون ينسق مع السيناتور الجمهوري بوب كوركر لتعزيز مكانته في مواجهة المتذمرين من سياساته ومواقفه.
أما البعض القليل الآخر فله رأي مخالف مفاده أن علاقة ترامب-تيلرسون جيدة فيما يتعلق بالملفات السياسية، خصوصا مع نفي تيلرسون المتكرر للأنباء التي تتحدث عن قرب رحيله. ويذهب هؤلاء، من أمثال المتحدثة باسم الخارجية «هيذر نويت»، إلى حد القول إن تيلرسون هو خيار ترامب الأفضل لإدارة الخارجية؛ لأنه مفيد لجهة جعل العالم تائها حيال الخطط الامريكية، وأن السحابة التي تخيم على علاقاتهما من وقت إلى آخر تتعلق تحديدا بأشياء شخصية ليس إلا.
وهناك فريق ثالث يرى أن هكذا علاقة بين الرئيس ووزيره تنم عن فقدان الثقة، وترسل رسالة سلبية إلى القوى العالمية المنافسة، مثل الصين وروسيا الاتحادية، مفادها أن واشنطن مترددة وليس لها خطاب سياسي موحد تجاه ملفات عدة، مثل كوريا الشمالية واتفاق باريس المناخي ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والموقف من النظام الإيراني، وكلها ملفات لوحظ فيها تباين بين ترامب ووزير خارجيته. ويرى هذا الفريق أيضا أن المسؤولين الأجانب باتوا يتساءلون علنا إن كانت مواقف تيلرسون تعبر عن سياسات الإدارة الترامبية أم أنها مواقف خاصة بالوزير، كي يبنوا ردودهم عليها. ويمكن القول إن أكثر العواصم التي تقلقها هذه التباينات بين مواقف الرئيس ووزيره هي طوكيو وسيئول المعنيتان أكثر من أي جهة أخرى باستفزازات كوريا الشمالية لهما وللمجتمع الدولي. ومن هنا فإن رحيل تيلرسون، سواء جاء على وقع الأزمة الكورية أو أزمة أخرى، سوف يكون خبرا مفرحا للعاصمتين، خصوصا إذا ما حلت مكانه شخصية واضحة وحاسمة مثل مايك بوميبو الذي لا يختلف خطابه عن ترامب.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المردي.. ملك الصحافة الحديثة في البحرين
- هل سينجح راهول غاندي في المهمة؟
- متاعب ما بعد الملكية.. النيبال نموذجًا
- ماذا تريد واشنطون من نيودلهي؟
- قائد الدبلوماسية الإماراتية في سنوات التكوين الأولى
- هل نجحت زيارة ترامب الآسيوية؟
- هدى الغصن.. أول مديرة تنفيذية في تاريخ «أرامكو»
- الشاعر المتمرد على الصمت المنافق
- نصر بطعم الهزيمة
- ماذا وراء الدعوة لانتخابات مبكرة في اليابان؟
- شارع الملك خالد.. شانزليزيه الخبر والمنطقة الشرقية
- مأزق واشنطن مع طهران وبيونغيانغ
- نفته بريطانيا من مصر فعاد إلى لندن سفيرًا للسعودية
- فارس النغم الكويتي أقسم ألا يلمس العود!
- ولا تزال الهند تقدم النماذج والمفاجآت
- العتيقي.. وزير كويتي أصوله قرشية وأجداده نزحوا من نجد
- الجماعات المتطرفة تهدد وحدة أندونيسيا وتنوعها
- رائد الفنون التشكيلية في السعودية
- أسباب اللهاث الصيني وراء أفريقيا
- الأب الروحي للأغنية السعودية.. قلبه بالمحبة مبتلى


المزيد.....




- الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
- بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح ...
- الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس ...
- من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
- هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر ...
- مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في ...
- -كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش ...
- أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول ...
- دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - هل ستعجل أزمة كوريا الشمالية برحيل تيلرسون؟