سما علي
الحوار المتمدن-العدد: 1476 - 2006 / 3 / 1 - 11:27
المحور:
الادب والفن
عزيزتي أطوار....
كيف يُخلد الإنسان ويُكتب في صفحات التاريخ ،أم كيف يترك اثر في قلوب الآخرين،عمل بطولي يُتوج بالشهادة أو عطاء متواصل في خدمة الإنسانية ،ليجعل الحياة متواصلة ....
وها أنت اخترت درب الشهادة لتجعلي منك رمز المرأة العراقية الحقيقي بين نساء العالم،ولتثبتي أن الشجاعة نتعلمها من حبنا لهذا الوطن بما نقدم من تضحيات التي تكون من خلال ما نقوم بة من عمل بطولي ، يحتاج منا لشجاعة وصبر على أداءه ، رغم وجود العقول التي تنم عن تحجر الفكر لتقود إلى ارتكاب الخطيئة وإراقة الدماء.. التي تترصدنا في كل مكان وتتلذذ برؤية دماء الأبطال ......
عزيزتي ......
كنتِ في أوج شبابكِ ،بإطلالة تنعش الأنفس وبصوت شجي ياسر القلوب،وبكلماتكِ التي يفوح منها عطر المحبين لترسمي صورة هذا الوطن الجريح و لتكوني شاهدة للعالم على ما يجري في مواكبة الإحداث لحظة بلحظة لم يمنعكِ الخوف ولا التهديدات بل اخترتِ المهنة الأخطر في بلاد الرافدين لكي يكون هناك تواصل بين ما يحدث في العراق والعالم الخارجي ولتكون الصورة واضحة أمام من يكون الضباب نصب عينية،ولتكون شهادتك ضريبة السعي وراء الحقيقة... ...
شهيدتي....
ما أروع ما قمتي به من عمل ينم عن أصالة البنت العراقية ،والمتمثل بتقديم الاستقالة لقناة الجزيرة،مع زملائكِ أبناء دجلة والفرات عندما حاولت تلك القناة الإرهابية المساس بأحد الرموز الدينية لأبناء الشيعة،عبر كلماتكِ التي ا أثلجت قلوبنا ألا وهي إدانة واستنكار لهذا العمل المشين وكانت استقالتكِ هي الضربة القوية التي كسرتْ شوكة الإرهاب الإعلامي في كل مكان فأبيت أن تكوني أسيرة بأيدي المجرمين والممولين للإرهاب..........
يا شهيدة العراق بكاكِ نهري دجلة والفرات ونخل بصرتنا وورود كوردستان ، لا نقول لك وداعا ،لأنكِ ستكونين حاضرة في قلوبنا فمنك نأخذ العزم في مواصلة التحدي ضد قوى الظلام التي تعيث في عراقنا الحبيب فسادا.
إليك والى شهداء المقابر الجماعية وشهداء عراقنا ألف تحية وإجلال ....
#سما_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟