مصطفى حسين السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 5739 - 2017 / 12 / 26 - 22:43
المحور:
الادب والفن
بَغْدادُ أُغْنِيَةٌ ..كُلُّ العُصُورِ فَمُ=والخُلْدُ يَكْتُبُ فِيها والمَدى قَلَمُ
على مَفاتِنِ خَدَّيْها الصَّباحُ زَها=وَعَبَّأَ العِطْفَ مِنْ أنْفاسِها العَنَمُ
أَمِيرَةٌ كانَتِ الزَّوْراءُ شامِخَةً=كُلُّ المَدائِنِ في دِيْوانِها خَدَمُ
فِيْ خِصْرِها دِجْلَةٌ زُنّارُ هَيْبَتِها=بِضِفَّتَيْها تَباهى العُشْبُ والنَّسَمُ
عاشَتْ مَدى الدَّهْرِ كالأَطْفالِ زاهِيَةً=بِلَوْنِ ضِحْكَتِها الأَفْراحُ تُرتَسَمُ
وَها هِيَ الآنَ في مَرْمَى تَعاسَتِها=تَقاسَمَتْ شَفَتَيْها الآهُ وَالأَلَمُ
في كُلِّ ناحِيَةٍ للدَّمْعِ في جَسَدِيْ=أُحِسُّ أَنَّ بِحاراً مِنْهُ تَلْتَطِمُ
أَيْنَ الأُلَى خَيْرُها أغْنَى مَوائِدَهُم=هَلاّ تَفيْقُ بِهِمْ في حّقِّها ذِمَمُ
إِنَّ الْمُرُوْءَةَ تَسْمُوْ في مَواقِفِنا=لا خَيْرَ فِي مَوْقِفٍ ماتَتْ بِهِ الْهِمَمُ
كَأنَّني حِيْنَ أَدْعُوْهُم لِنازِلَةٍ=ناعٍ بِمَقْبَرَةٍ مِنْ حَوْلِهِ الرِّمَمُ
بَغْدادُ دَمْعُ الأَسَى يَغْلِيْ بِمُقْلَتِها=يا عاشِقُوْنَ مَتَى بَغْدادُ تَبْتَسِمُ..؟
بَغْدادُ قُرَّةُ عَيْنِ الْعُرْبِ أَجْمَعِهِمْ=إنْ كابَدَتْ رَمَداً هُمْ كابَدُوا وَعَمُوا
وَاللهِ لَنْ يَجِدُوْا في الأَرْضِ عافِيَةً=وَلا الفَراشاتُ حَوْلَ الْوَرْدِ تَزْدَحِمُ
حَتَّى تَعُوْدَ على بَغْدادَ هَيْبَتُها=وَيَسْتَفِيْقَ على أنْفاسِها النَّغَمُ
#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟