حدثتني قائلة ..

سهام مهدي الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 5738 - 2017 / 12 / 25 - 12:41
المحور: الادب والفن
    

حدثتني قائلة ...!!

جاءتني صديقتي الأثيرة تشكو لي جرح خيانته بعد طول مسيرة أخلاص معه وحب أنقى من أن يوصف بعبارات النزاهة والوفاء .. رفضتۥ تصديق قصصها التي يمليها عليها خيالها الغارق بحبه والغيرة الشديدة عليه وتعودها على صراحته التي جعلتها لا تحتمل أن لا تكون على دراية بكل نفس يتنفسه أو قطرة عرق تخرج من مساماته ، تركتني مودعة شكوكها وعدم تيقنها الذي صار طوقا حديديا يضغط على أوردتها الرقيقة ثم أرسلت لي بعد اسبوع خطاباﹰ مزق مشاعري والمني قالت لي الصديقة :
حين تيقنت من وجودها في حياته تنفست الصعداء وأدركت حقيقة
أمره حتى لا أظلمه لانه أبن بيئته التي نشأ فيها وتربى وهو أبن بار لتلك البيئة وسليل غير مزيف ..كل عرق فيه يؤكد أنتمائه لتلك الفئة المتدنية . تمنيت لو أن لي القدرة على كتابة قصيدة الكره التي أكنها لشخصه المقرف بكل تفاصيله . واجهته ومع ذلك ينتظر مني مشاعر حب وتعامل شبيه بذلك السلوك الذي كان يصدر مني وأنا مخدرة ومخدوعة ..عجبت ثانية من غبائه الشديد من أين له بهذه الثقة بالنفس وبأنه وحده قادر على الكذب والخديعة وهو أمر سهل وبمقدور الجميع القيام به عشت معه أسابيع لا أستطيع نسيانها أذ كنت أشك به بنسبة ضئيلة وأقتل شكي داخل حسرتي وإيماني المطلق بالله وثقة برجل منحتها له ذات يوم لكنني مع تقدم الوقت وجدت أدلة الإدانة أكثر وأكبر فلم أعد قادرة على تجاوزها وهو مستمر ومداوم على الخيانة بل يناقشني ضاحكاً ويقول لي : وأن كان لي علاقة ما الذي تستطيعين فعله ؟ وكل هذا الكم من الاسئلة والدوار الذي تركني تائهة به دليل أكيد على عدم محبته وأصراره على حفظ سرها دليل أكبر على أهتمامه بها وحبه لها ...تمر علي أوقات لا أستطيع النظر في وجهه القبيح وأشتري صبرا لصبري لأمثل دور الزوجة بل أتعداه أحيانا الى دور الحبيبة وأتساءل عن غبائه وبلادة مشاعره التي لا تدله على كذبي وتمثيلي .. اني ا ك ر ه ه بثقل كل حرف من حروف هذه الكلمة ................
حين دمعت عيوني وتوجعت أحاسيسي بقراءة كلماتها التي تقطر الماً وتأسفا على ضياع حلم جميل ۥبني عليه بيت محبة وأسرة ترفل بالسعادة وراحة البال , لملمت نفسي وهممت بالخروج لطلب مقابلته وهو ليس ببعيد عني فأن علاقة وثيقة تربطه بزوجي وأسرتي .. هاتفته .. طلبت لقاءه فرحب بزيارتي في مقر عمله في أحد الدوائر الحكومية حين وصلت عنده بقيت صامتة تحيرت من اين أبدأ حديثي؟ وكيف؟ هز راسه ضاحكاً وسألني عن رغبتي في فنجان قهوة ام شاي ؟ وافقته على فنجان القهوة وسألته عن احوالها وعن احوالهم في البيت فرد أنها متعبة وكذلك هو وأكد لي معرفته بأنني على اطلاع بكل ما يجري في بيته وأنه لا يعرف الكيفية التي يستخدمها ليخبرها بوجود أبنة له تعيش في احدى دول المهجر وأنه نادم لعدم إخبارها ذلك منذ البداية .

#سهام_مهدي_الطيار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات