أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - دردشة مع شوفير!














المزيد.....

دردشة مع شوفير!


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 5737 - 2017 / 12 / 24 - 23:16
المحور: كتابات ساخرة
    


أثناء انتظاري في الطريق، لأيّة حافلة تقلّني إلى المدينة بعد إجازة في القرية استغرقت عدة أيام، تهادت إلى جانبي سيارة (ڤان) مغلقة وأشار إليّ السائق بالركوب. دقّقت به، إنه صديقي منذ أيام الدراسة. حملتُ أغراضي القليلة وصعدت السيارة إلى جانبه.
خلال الطريق، دار حديث فيما بيننا عن الأزمة، واقتراب التسوية السياسية والمعرقلين وتغيّر ميزان القوى الدولي، وما إلى ذلك. وقبل وصولنا حاجز مدخل المدينة، مدّ يده إلى جيبه وسحب منها ورقة نقدية من فئة الـ 200 ليرة. وقال لي: «أتابع كتاباتك أحياناً على صفحة الفيس بوك، وفي جريدة قاسيون. وسوف أهديك هذا اليوم فكرةً للكتابة. ما عليك إلاّ المراقبة والتسجيل، وأنا متأكد من أن الحدث سيحرّضك على كتابة نص، وسوف تدعو لي لأني ساعدتك على فكرة مادّة صحفية».
لدى بلوغنا الحاجز حيث اصطفّت عشرات السيارات على المسرب اليميني المخصص للشاحنات التجارية من الأنواع المختلفة، لاحظتُ أن أغلب السائقين يصافحون العنصر العسكري يداً بيد. قلت في نفسي: «يبدو أن العلاقة اليومية ما بين السائقين وعناصر الحاجز خلقت نوعاً من المودّة والصداقة، تحتّم عليهم التحية مصافحةً، وقد تتطور الأمور في المستقبل إلى أن يسلّموا على بعضهم تقبيلاً، وربما يزورون بعضهم البعض.. من يدري؟»
المهم، حينما جاء دورنا، صافح السائقُ العنصرَ وبيده الـ200 ليرة، لتعود خاليةً بعد المصافحة، وتابعنا سيرنا دونما أيّ تفتيش!.
التفت صديقي إليّ باسماً وقال:
_ هل عرفت لماذا ستشكرني اليوم؟ لقد شاهدتَ بنفسك عيّنةً مما يحصل على الكثير من الحواجز في البلاد!
ولما كنت قد سمعتُ الكثير من الحكايا على الحواجز، سواء منها في الداخل أو على الحدود، سألته بلا أيّ استغراب:
_ برأيك، كم سيارة تمرّ على هذا الحاجز يومياً ويتقاضى عناصره الخوّة؟
أجاب بغير اكتراث:
_ بين الألف والألفي سيارة كحدٍّ أدنى. وطبعاً الخوّة ليست واحدة، فهي تختلف تبعاً لحجم السيارة وحمولتها ونوعية البضائع وعائديتها وغير ذلك.
قلت له مستوضحاً:
وكم تقدّر الغلّة اليومية للحاجز؟
زرَّ إحدى عينيه، وقلّص فمه، وهزّ رأسه يمنةً ويسرةً وأجاب بعد لحظة صمت:
_ مم.. لا أقلّ من مليون ليرة.
تُرى، كم عدد الحواجز في أنحاء البلاد كافة، وما قيمة ما تحصّله من تشليحٍ وتشبيح؟
والسؤال الأمرّ الذي يصفع: ما هي مصلحة هؤلاء وأمثالهم من الوصول إلى حلّ سياسي للكارثة السورية؟! علماً أن هذه «العيّنة» ما هي إلاّ مثال صغير عن كبار تجار ومستثمري الأزمة، الذين حققوا إيرادات ضخمة لا يمكن أن تتوفر لهم في حالات السِّلم أبداً.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلال حيدر و«الغجر»
- لماذا حصل ما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت؟
- الدالوم
- الخَرُوف
- مناجاة الروح والجسد
- مذكّرات نقابية
- الحبُّ في زمن القهر
- وجهة نظر في بناء سورية الجديدة؟
- فلاشات من هنا وهناك (6)
- فلاشات من هنا وهناك (5)
- التأمينات الاجتماعية وعمّال القطاع الخاص في سورية
- أوّل لقاء..
- قراءة في مشروع تعديل القانون الأساسي للعاملين في الدولة
- وثيقة عهد
- فلاشات من هنا وهناك (4)
- السبب والنتيجة
- فلاشات من هنا وهناك (3)
- «القرضاوي» يشرح، ثم لا يجيب!
- ياي، كل شيء فيها طبيعي!
- عمّو الله، أرجوك لا تسهو!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - دردشة مع شوفير!