|
داحس والغبراء-------والفدرالية المطلوبة
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 08:54
المحور:
كتابات ساخرة
وغاب الأب القائد المؤمن، وبدأ السباق الدموي، بين داحس والغبراء.
داحس فرس فارسية أصيلة، بقيت زمنا طويلا، في إسطبلات العروبة تعاني من مرارة العيش، وقمع ذوي القربى.
الغبراء فرسا عربيةً أصيلةً، ذاقت حلاوة العيش الكريم، تنعمت بخيرات البعث، ورعاية الأب القائد المؤمن.
ومن الحرمان والحقد والبؤس، جمعت داحس قوتها، وانطلقت في سباق دموي محموم، تقطع المسافات، وكادت تفوز بالسباق لولا ظهور العم سام في وجهها، معترضا طريقها، حارما إياها من الفوز المبين.
من يُتابع الفضائيات العربية، ويُتابع الاستفتاءات الجماهيرية ؟، والتي تتحدث عن العيش المشترك، والمحبة المتبادلة بين الشيعة والسنة. واللقاءات بين رجال الدين من الطرفين، يتأكد أن الصهيونية بنفسها وشخصها ولحمها ودمها، هي من تفتعل الفتنة، وهي من تُشعل فتيل المشاكل والأزمات في العراق. وعلى ذمة شاهد عيان، فقد شاهد بأم عينيه الصهيونية وابنة عمتها الإمبريالية، وهن تفجران القبب المذهبة، وتسرقان ما سال وما تفجر.
جماعة الغبراء لا يُنكرن أن عادة قطع الرؤوس هي من تراث الأجداد، كما أن السيد مقتدى الصدر راعي المصالحة والمنادي الأول بضبط النفس، لا ينكر الموجودات داخل المحكمة المذهبية الشيعية؟؟.
عمار الحبيب مطرب من جماعة الداحس، يعمل في المرابع السورية، واحد من سبعة أشقاء، جرائمهم تتراوح بين الفن والعلم والحلاقة. يقطنون جميعا، أو كانوا يقطنون في حي الدورة في بغداد، الأغلبية في هذا الحي من جماعة الغبراء والمسيحيين، أهل الحي، أصحاب دين السماحة والمحبة والسلام، جماعة الغبراء، طلبوا من أمهم الرحيل من الحي (قبل بدء السباق ما غيره) أو الطلب من أبنائها الذين هربوا جميعا إلى سوريا العودة إلى العراق من أجل التفاهم معهم، عن كل الجرائم التي ارتكبوها بحق الدين. الأم رفضت استدعاء أولادها، ورفضت الرحيل من بيتها.
خرجت أم عمار من منزلها لتستلم الحصة الغذائية، وعلى مرأى من زوجة أحد أبنائها، تقترب منها سيارة نوع برنس، سوداء اللون، يترجل منها شابين سميحين، ويرشقانها بثمانين وردة، يُحيلان جسدها إلى قطع صغيرة من اللحم البشري، ولم يستطع الجيران حملها، بسبب تفتتها الكامل، وبالتالي جرى جمع بعض القطع من جثمانها ووضعها في كيس صغير.
مأثرة بل مفخرة جديدة لجماعة الغبراء، الذين يجولون الفضائيات يتحدثون عن محبتهم وتسامحهم ورقتهم ورغبتهم الأكيدة في العيش المشترك. سقى الله أيام بيروت، أيام القتل على الهوية، فالهوية تحولت في العراق اليوم إلى ما يُسمى عند جماعة داحس باللطمية، وهي الأناشيد وما يتبعها والتي تتواجد على موبايلات أهل داحس، يكفي رؤيتها، حتى يذهب صاحبها محملا بالورود والرياحين السنية البهية.
الفدرالية هي الحل الوحيد لكل هذه الإشكالات الدموية فهي تُعتبر شكل من أشكال الحكم تكون السلطات فيه مقسمة دستوريا بين حكومة مركزية قي بغداد و ووحدات حكومية أصغر إقليم شيعي وإقليم سني وإقليم كردي، ويكون كلا المستويين المذكورين من الحكومة معتمد أحدهم على الآخر وتتقاسمان السيادة في الدولة
والعراق يحقق شرطي الفدرالية وأولهم هو وجود عدة أقاليم "وثيقة الارتباط ببعضها محلياً و تاريخياًَ وعرقياً أو ما شابه يجعلها قادرة على أن تحمل- في نظر سكانها- هوية وطنية مشتركة. و الشرط الثاني هو "الرغبة الوطنية في الوحدة الوطنية و التصميم على المحافظة على استقلال كل إقليم في الاتحاد.
الدستور في هذا النظام هو السلطة العليا التي تستقي منها الدولة سلطاتها. ومن الضروري وجود قضاء مستقل لإبطال أي قانون لا يتماشى مع الدستور. وينبغي أن يكون الدستور "صارماً" و غير "فضفاض = inexpensive". ويجب أن تكون القوانين الواردة في الدستور المذكور غير قابلة للتغيير إلا من قبل سلطة أعلى أو هيئات تشريعية.
في هذا النظام يكون لكل إقليم قوانينه الخاصة بتنظيم الأوجه المختلفة لحياة المقيمين فيه. . كذلك فإن لكل إقليم معاييره الخاصة لإدارة نظامه التعليمي ، والثقافي والاجتماعي والعقائدي .ومن هنا تنتفي المعايير القومية الشمولية . وهذا أمر جيد لأنه يبيح للمواطنين حرية البحث عن البيئة التي يشعرون بالارتياح فيها".
ويكون هناك سلطات ثلاث مختلفة عن بعضها البعض من حيث وظيفتها ونطاق اختصاصاتها وهي: السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية. والمَعْلَم الرئيسي للسلطة القضائية هي المحاكم في حين أن الكونغرس العراقي هو السلطة التشريعية التي تجيّز القوانين.أما الرئاسة فهي التي تمثل السلطة التنفيذية. وتمارس هذه السلطات الرقابة المتبادلة على بعضها بحيث لا يمكن لأحدها أن يتجاوز الأخرى ويصبح أقوى مما يجب.
ويكون لدينا هنا في كل إقليم قضاء مستقل ومجلس التشريعي مستقل وجهاز تنفيذي مستقل والذي يرأسه حاكم الإقليم.
. في هذا النظام يتم تقسيم السلطات بصورة قانونية بين حكومة بغداد المركزية وبين الأقاليم. وقد يحدث بعض التداخل، بالطبع. لكن مجاليْ السلطات الفدرالية وسلطات الإقليم متميزان عن بعضيهما البعض قانونيا. * يتراجع دور الأقاليم بالنسبة للحكومة المركزية حينما يتعلق الأمر بالقضايا الخارجية أو تنظيم التجارة بين الأقاليم. تسمح الفدرالية لأقاليم العراق والحكومة المركزية بالعمل سوية في مجالات مثل التعليم وبناء شبكات الطرق السريع التي تربط بين الأقاليم ومجالات الصحة والعمل والضمان الاجتماعي وحماية البيئة.
تتدخل المحكمة العليا للنظر في الخلافات بين الحكومة المركزية وحكومات الأقاليم وحسمها كما تتدخّل في حسم القضايا التي يتم استئنافها بعد حكم محاكم الأقاليم العليا. وللمحكمة العليا الفدرالية وحدها حق قبول أو رفض النظر في أية قضية ترفع إليها وقد تُعيد بعض القضايا التي تُرفع إليها لمحاكم الأقاليم أو محاكم الاستئناف الفدرالية. * تمارس الحكومة المركزية وحكومات الأقاليم سلطاتها المباشرة في الوقت ذاته، أي بصورة متزامنة. ويتمتع الناس بحقوق وامتيازا ممنوحة من الحكومتين المركزية وحكومة الإقليم.
في الوثيقة الفدرالية (The Federalist Paper) والتي تقول بأن الفدرالية تساهم في تجسيد مبدأ العدالة القضائية و في الحد من الأعمال التعسفية للدولة. وذلك لأنها، أولا: بإمكانها الحد من قدرة الدولة على انتهاك الحقوق، طالما أنها تضمن بأن البرلمان الراغب في تقييد الحريات فاقد للصلاحيات الدستورية و بأن الحكومة القادرة على ذلك فاقدة للرغبة فيه. و ثانياَ: أن العمليات القانونية لصنع القرار في الأنظمة الفدرالية تحد من سرعة الحكومة على التصرف. وبالتالي الفدرالية في النظرية الفدرالية توفر نظاماً دستورياً قوياً تستند عليه العددية الديمقراطية، وبأنها تقوم بتعزيز الديمقراطية النيابية عبر توفير مواطنة مزدوجة في مجمع جمهوري.
ومن الممكن تلخيص هذا النظام بخصائص خمس:
* إنه يقسّم السلطات بصورة قانونية بين الحكومة المركزية والأقاليم. وقد يحدث بعض التداخل، بالطبع. لكن مجاليْ السلطات الفدرالية وسلطات الإقليم متميزان عن بعضيهما البعض قانونيا. * يتراجع دور حكومات الأقاليم بالنالأقاليم.ة المركزية حينما يتعلق الالأقاليمالأقاليم.أقاليم.ظيم التجالأقاليم.أقاليم. * تسمح الفدرالية لحكومات الأقاليم والحكومة المركزية بالعمل سوية في مجالات مثل التعليم وبناء شبكات الطرق السريع التي تربط بين الولايات ومجالات الصحة والعمل والضمان الاجتماعي وحماية البيئة. * تتدخل المحكمة العليا للنظر في الخلافات بين الحكومة المركزية وحكومات الأقاليم وحسمها كما تتدخّل في حسم القضايا التي يتم استئنافها بعد حكم محاكم الأقاليم العليا. وللمحكمة العليا الفدرالية وحدها حق قبول أو رفض النظر في أية قضية ترفع إليها وقد تُعيد بعض القضايا التي تُرفع إليها لمحاكم الأقاليم أو محاكم الاستئناف الفدرالية. * تمارس الحكومة المركزية وحكومات الأقاليم سلطاتها المباشرة في الوقت ذاته، أي بصورة متزامنة. ويتمتع الناس بحقوق وامتيازا ممنوحة من الحكومتين المركزية وحكومة الإقليم.
تلك هي ، في نظري، الرؤية الأساسية التي تُقدمها لنا الحقيقة دون زيادة أإو نقصان- رؤية لغد مشرق -تجمع في طياتها الطمأنينة والأمل والمستقبل الواعد بحياة أجمل . انها تُشبع حياة الانسان العراقي الى الشعور بالأمان ، كما أنها تقدم له هدفا لحياته المستقبليةومعنى. يجد فيها المواطن العراقي مرتكزا لفهم ذاته ولفهم اخوته في العائلة العراقية ، كما أنها توجهه الى اكتشاف معنى الحياة والوطنية والتعرف الى شريك آخر في هذا الوطن . انها تطرح على العراقي نهجا للتعامل مع الواقع ، تقدم له مجموعة من الحلول تتكامل في ما بينها ، تمكنه من العيش الكريم والحياة الهانئة والأمينة.
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من حلبجة الأكراد--الى أضرحة الشيعة--مرورا بتماثيل بوذا
-
الجنون هو أن تفعل نفس الشيء كل يوم ---وتتوقع نتيجة مختلفة.
-
يا كافر اقتل مسلم-----
-
وفي اليوم ذاته، أو بعده بيوم. يتصل ابن أخت أحد أكبر المفسدين
...
-
من سوري الى لبناني اسمه ميشيل عون
-
سبق صحفي ---قانون الاحزاب الجديد اقتراحات
-
من المسئول إذا عن هذا العطش الدموي،الذي يسكن القلب والنخاع و
...
-
غزوة دمشق----وموقعة بيروت-----
-
كاريكاتور--ومسيرات---وعليهم يا عرب
-
ثلاثة حروب ب 130 ليرة يا بلاش
-
احجبوا هذا الموقع !!!
-
ليست أمريكا سبب فسادنا وتخلفنا----
-
لا تقرأوا هذا المقال!!!!!!
-
ابن لادن يتعظ--وابن الترك لا يتعظ
-
!!!!!!!!!!!!شخصيا سأنتخب الرئيس الشاب
-
آما آن لهذا المجلس أن يترجل؟؟؟
-
أضحى لن تنساه يا نبيل فياض
-
السيد وليد جنبلاط ، السيد سعد الحريري، كل عام وانتم بخير
-
تحرير سوريا من الاستبداد الذي ترزح تحته
-
جماعة الأمن السياسي أم جماعة مجلس الشعب؟؟؟؟؟؟؟؟
المزيد.....
-
صور| بيت المدى يستذكر الناقد الراحل عبد الجبار عباس في ذكرى
...
-
روسيا والبحرين توقعان اتفاقية تعاون على هامش مبادرة -شبكة ال
...
-
تونس: في جرجيس.. فنان يخلد ذكرى المهاجرين الذين لقوا حتفهم ف
...
-
“سوسو ولولو جننوا الأطفال”… نزل تردد قناة وناسه ومتع عيالك ب
...
-
مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ 45 يحتفي بالسينما الفلسط
...
-
ناصر الرباط يفوز بجائزة عبد الله المبارك الصباح عن كتابه -Wr
...
-
حينما جلس الوزير -الشاعر- يحتسي القهوة على أطلال العراق
-
من هم نجوم هوليوود الذين تعهدوا بمغادرة الولايات المتحدة إذا
...
-
روائع عربية في النسخة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي
...
-
“الجزء السادس” يعرض الآن مسلسل قيامة عثمان الحلقة 169 مترجمة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|