يوسف الخضر
الحوار المتمدن-العدد: 5733 - 2017 / 12 / 20 - 16:49
المحور:
الادب والفن
نزار غالب فليحان
- بستان يخضرُّ على الورق . يبوح بالكثير ويخبئ الكثير ، وما بينهما تلامسُ الكلماتُ شغافَ الحبِ وتعبقُ بتصاوير ِالإبداع .
- شعرٌ يفوح حباً ويرتسم في لوحاتٍ عاشقة ترسو في وجداناتنا وتنطق بمشاعرنا ، فتكفينا عناءَ البوحِ ومشقةَ التعبير ، وشاعرٌ يختلس اللحظاتِ الرائعةِ من زمن دأبُه الفرارُ إلى عوالمِ الذكرى :
- هيك العمرْ
- غَفْلِة يجي وبيروحْ
- وخْيالْ كل ما لاح ...
- منْضمَّه
هذا الديوان ضمَّ الفصولَ جميعَها؛ فصولَ العمر وفصولَ السنة بأحوالِها التي نتقلبُ فيها ، ونسعدُ ونعاني من بعضِ قسوتِها ؛ فالبردُ الذي نهرب من لمساتِهِ يتحولُ بفعلِ الشعرِ إلى موقدٍ تشتعل فيه الكلمات وجمرٍ في حنايا مخيلاتِنا وذاكراتِنا القارسةِ فنحسُّ بدفءِ القوافي يسري في صدورنا وريشةِ الفنان تجلو الصورَ في عيوننا فنلتحفُ بسطور القصيدة بفرحٍ غامرٍ يضفي نكهتَهُ على الحروفِ التي تصحو من فتورها :
- بَرْد وشِتي ..
- وقَنْديلْ ضَوُّه شْحيحْ
- ورْصيفْ فَوْقُه قْلوبْ بِرْدانِة
- مَشَّي مَعي ...
- هَوْنيكْ حَدْ الرِّيحْ
- نقْطُفْ دَفا ونْدَنْدنْ غْناني
في مرور ِالخريفِ الحزينِ الذي يصيرُ جمالاً مبدعاً ولوحة خلابةً تمحو ما ارتسمَ في موروثِ شعورِنا وفكرنا :
- شَلْحت السَّجرة شالْها
- عَ كْتافْها
- وشَلْحِتْ كْمامْ مْكشْكَشِة
- فوق الرصيفْ
- .....................
- هَزَّت غْصونا الدَّافْيِة
- نِسْمِةْ بَرِد ْ
- وتْنَهَّدتْ آهاتْها ...
- ريحِةْ خريفْ
الديوان مزجٌ لفرادةِ الكلمةِ ودقائقِ الصورةِ وخفةِ النغم . نشيدُ الحياةِ الذي نغفلُ عنه كثيراً يسمعنا إياهُ كما يجب أن نحسَّه ونعيه . تمتزج الطبيعة فيه بريشةِ الشعرِ ويجسد يراعُ القوافي أطيافَ المشاعر ومرايا الوجدان.
- ( الحب ، الحزن ، الألم ، الشوق ، الفرح ، السعادة ، اليأس ، الخوف ، الضحكات ، الزمن ، الحلم ...) . ليست مجردَ حالاتٍ ومواقفَ بل هي زهورٌ ونباتاتٌ وأشجارٌ تنبت على حقلٍ من الورقِ اسمه " قصب مبحوح ".
#يوسف_الخضر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟