أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد همام غنام - النفاق العربي وتهويد القدس














المزيد.....

النفاق العربي وتهويد القدس


أحمد همام غنام

الحوار المتمدن-العدد: 5733 - 2017 / 12 / 20 - 16:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


من الحماقة أن نستغرب القرار الأمريكي بنقل سفارة واشنطن إلى القدس، واعتبار زهرة المدائن عاصمة لدولة الاحتلال، فالدعم الأمريكي لدولة الاحتلال ليس وليد اللحظة، بل نستطيع القول أن إسرائيل لم تكن لتكون لها قائمة لولا هذا الدعم، والذي يتنوع بين اللوجيستي والمادي، إضافة للصمت العربي المتخاذل، والرافض على استحياء لكل الانتهاكات الإسرائيلية بحق العرب.

ليس بالجديد إذا أن يتم إعلان القرار السابق، فنقل السفارة جاء طبقا لقانون أمريكي معروف باسم “سفارة القدس”، أقره الكونجرس في 23 أكتوبر 1995، يقضي بالشروع في تمويل عملية نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس في موعد أقصاه 31 مايو 1999، ورغم ذلك، لم يتوقف الحكام العرب عن التطبيق مع إسرائيل، أو الانصياع وراء أميركا وخطب ودها.

قرارات الأمم المتحدة حول القدس – كذلك – لم تعد ذات جدوى، فعبر 7 عقود، لم تؤثر قرارات “الأمم المتحدة” الأربعة على قرار الرئيس الأمريكي ترامب، والذي تحدى الجميع، معلنا ما هو واضح: إسرائيل فوق القانون الدولي.

قبل 70 عاما، اعترفت واشنطن بدولة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى مر العقود، واصلت الأخيرة انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، لتقيم في القدس مقرات حكومتها، والبرلمان، الكنيست، والمحكمة العليا.

وفي سبتمبر 2016، اتفق الطرفان على مساعدات أمريكية لإسرائيل قيمتها 38 مليار دولار، في مبلغ يعد من أكبر ما تلقته إسرائيل على مر العصور، ليصل مجموع المساعدات المقدمة لها، والتي في مجملها عسكرية 121 مليار دولار، بحسب تقرير نشره مركز “خدمة أبحاث الكونجرس” تحت عنوان “مساعدات الولايات المتحدة الخارجية لإسرائيل“.

في نفس الشهر (سبتمبر 2016) أكد المرشح للرئاسة الأمريكية –آنذاك- دونالد ترامب، لرئيس وزراء دولة الاحتلال، أنه سينقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس حال فوزه بالرئاسة، وأنه “سيعلن اعترافه أن القدس هي عاصمة إسرائيل”.

لا نبالغ إذًا لو قلنا أن إسرائيل تعد الولاية الأمريكية الواحدة والخمسون. ما يدعو للتعجب حقا هو ردود الفعل العربية حول الأمر، والتي تنوعت ما بين الشجب والإدانة بلهجات حادة، من حكومات بعضها أعلن تأييده لترامب قبل حتى أن يتم اختياره رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن نقل السفارة كان من بنود برنامجه الانتخابي.

وفور فوزه بالرئاسة كان الشاجبون أنفسهم أول المهنئين، وعلى رأسهم رؤساء دول وحكومات الإمارات، والكويت، والعراق، ولبنان، وقطر، وتركيا والأردن، بل والسعودية ومصر، واللتان تعدان الداعم الأكبر والمؤثر في القضية الفلسطينية.

ومثال آخر للتخاذل حضور 16 رئيسا، من بين ممثلي 57 دولة، في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي -ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة – ولم يكن من بينهم ملك السعودية (أكبر دولة إسلامية في العالم)، أو رئيس «مصر العروبة»، بينما شارك في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، والتي عقدت في مايو الماضي بالسعودية، 36 رئيسا وأميرا وملكا من بين ممثلي 55 دولة.

وعلى مستوى الجامعة العربية، لم يستطع أعضائها الـ22 الاتفاق على عقد اجتماع طارئ بشأن القدس، واكتشفت ببيانات الشجب والندب، واكتفت باجتماع على مستوى وزراء الخارجية، أعلنت خلاله تمسكها بالقرارات القديمة؛ التي لم تمنع ترامب من إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

القضية تطرح أبعادا أكبر من القرار الذي لن يتم تنفيذه إلا بعد عامين، ناهيك عن أن القدس محتلة ومعالمها تم تهويدها بالفعل، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في 8 أكتوبر 2017 أنه لن يمضي قدمًا في تعهده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، لأنه يريد «إعطاء فرصة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين». إلا أنه عاد في إعلانه الأخير مشددا أن “أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين ينبغي أن يتضمن القدس عاصمة لإسرائيل”. فهل تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن التظاهر بدعم السلام؟



#أحمد_همام_غنام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سكس فون- في ساقية الصاوي
- مرسي راجع !
- الدستور
- سيدي الرئيس.. من فضلك احترم الدستور، أو أي عنوان آخر يراه ال ...


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد همام غنام - النفاق العربي وتهويد القدس