أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - بين سيوفنا ودروعنا .. ضاعت لحانا














المزيد.....

بين سيوفنا ودروعنا .. ضاعت لحانا


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 5733 - 2017 / 12 / 20 - 12:32
المحور: كتابات ساخرة
    


صباح هذا اليوم كنت أمر على مكتبة مرورا عابرا فاستوقفني عنوان كتاب .. لا أدري لماذا تذكرت قصة مثل قديم يقول " بين حانة ومانة .. ضاعت لحانا " .. كانت القصة بمحورها تدور عن شخص تزوج من حانة وهي متقدمة في السن مثله ثم تزوج بعدها من مانة وهي فتاة يافعة .. كان المسكين يبيت ليلة عند مانة وأخرى عند حانة .. كانت زوجته الأولى حانة تشجعه على إطالة شعر لحيته وإظهار الشيب منها من باب الكبر والمهابة بينما كانت مانة تشجعه على تشذيب لحيته وإزالة الشعر الأبيض منها من باب التشبب والصبا .. وكانت كل واحدة في ليلتها تعبث بلحيته تشذيبا وتمشيطا وقصا حتى نتفت الاثنتان شعر لحيته .. عاب عليه أصدقاؤه في المقهى لحيته المنتوفة فقال قولا ذهب مثلا : " بين حانة ومانة .. ضاعت لحانا " ..

لنعد إلى كتاب الصباح الذي ذكرته في المقدمة .. كان العنوان مستفزا وبامتياز : " سيوف السنة .. ودروع الشيعة " .. خمنت بالضبط محتوى الكتاب دون تقليبه بل دون قراءة كلمة واحدة .. إنها الحرب التي لا يريد لها البعض أن تنتهي .. الحرب التي قال عنها المؤرخ الكبير وعالم الاجتماع الدكتور علي الوردي بأنها " الحرب بين جماعة عمر وجماعة علي " .. هل سيتجرأ "جماعة عمر" على الاعتراف بأن "البعض منهم" قد سفك دماء "البعض" من جماعة على ؟ وهل سيتجرأ "جماعة علي" على الاعتراف بأن "البعض" منهم قد سفك دماء "البعض" من جماعة عمر ؟ بغض النظر عن حجم "القتل" من هذا الطرف أو ذاك .. "القتل" هو "القتل" ..

هل ستكون هذه هي الحقيقة الكاملة ؟ سيقول "جماعة عمر" أن الكثير من جماعتهم قد قتلوا على أيدي متطرفين سنة .. وسيقول "جماعة علي" إن من قتل من "جماعة عمر" بأيدي "جماعة علي" كان من باب المثل بالمثل أو من باب "العين بالعين والسن بالسن" .. إن "جماعة عمر" يبررون قتل سنتهم بتهمة الردة مستنيرين بالآيات القرآنية أو لنقل بالتفسير الخبيث لتلك الآيات .. أما "جماعة علي" فبالتأكيد لا يستطيعون تأكيد قتل القتلة من "جماعة عمر" دون من كان بلا ناقة ولا جمل في تلك المحرقة .. وما أحداث القتل على الهوية عامي 2006 و 2007 التي خاضها الطرفان إلا دليلا على ذلك ..

أكاد أجزم أن الكتاب صاحب العنوان المثير يدور حول صحة عقائد "جماعة علي" وكيفية الدفاع عن صحتها وهذا ما سماه الكاتب ب "دروع الشيعة" .. أما "التهم" إن صح التعبير فهي تلك التي يطلقها "جماعة عمر" لبيان بطلان عقائد "جماعة علي" وهذا ما أطلق عليه الكاتب "سيوف السنة" .. لم يكن اختيار العنوان موفقا أبدا .. وكأن المؤلف يريد إفهام "جماعة عمر" بأنه بالمرصاد لتهمهم كما يريد إفهام "جماعة علي" بأنه الحريص المدافع عن الدين والمذهب .. لو كنت مكان هذا المؤلف لاخترت عنوانا - على سبيل المثال – "عقيدتي بين التشكيك والإيمان" بدلا من تصوير العلاقة بين "الجماعتين" على انها علاقة "سيوف" و "دروع" وبدلا من الاصرار على تشكيلها بصورة "مهاجم" و "مدافع" ..

رحل عمر .. ورحل علي .. وبقينا نلهث وراء حقيقة من منهما على صواب ومن منهما على خطأ غير مدركين أن لا أحد من الطرفين سيلقى به في الجحيم لبغض شخص ما من الاثنين .. العاقبة ستكون بما نقدمه لمجتمعنا وللإنسانية .. متى سينتهي كل ذلك ؟ .. بعد ضياع لحانا ؟ ..



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقي
- ما جدوى أن تزرع ورد الليلك ؟
- في المقهى العتيق
- تساؤلات
- هكذا .. أكتبُ فيك قصائدي
- الطريق
- اليوم خمر .. وغدا أمر
- قصة حب
- أطفال داعش .. اندماج .. أم قنابل مخبأة
- هدى جرجيس سعيد .. المسيحية -الكافرة-
- أنا .. ارهابي ( الجزء الثالث والأخير)
- أنا .. ارهابي .. الجزء الثاني
- أنا .. ارهابي
- الرحيل بعد صعود الجلجلة
- احتراق
- تحليق
- ندم مجدلية
- ندم المجدلية
- لا تندمي .. لا
- من دونك يا بغداد


المزيد.....




- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - بين سيوفنا ودروعنا .. ضاعت لحانا