|
الحل المقدس....بالفول المدمس
بني كرشان
الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:51
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تنشر الصحف صور المؤيدين للأخوان يحملون شعارهم الدائم، الاسلام هو الحل ، و يبادلهم الاخرون التهمه بأن هذا ما هو الا استغلال للعواطف الدينيه لدي الدهماء ، و انه شعار فضفاض و خالي من اي برامج او خطط عن الكيفيه التي سيتم بها استخدام الاسلام لحل مشاكل الفقر و الاقتصاد و البطاله و مفاوضات منظمة التجاره العالميه
أريد ان اذكّر القراء انه و قبل شهور عدة انتشرت اشاعه تم تداولها في الصحف و بعض القنوات الفضائيه عن صفقه سياسيه تدور بين الولايات المتحده و الاخوان المسلمين ، لقبول وصولهم المحتوم الي السلطه في ظل انتخابات مفتوحه و بالمقابل سيؤدي ذلك الي تحييد التيار الديني بعيدا عن ما تقوم به الولايات المتحده في الشرق الاوسط ، و ستبدأ مصر تجربة ديموقراطيه حقيقيه و حتى لو قامت حكومه اسلاميه فأنها ستكون اشبه بالنموذج التركي، حماقة جديده من حماقات الامريكان و جورج بوش ، فبعد ان سلموا العراق لحكم ديني شيعي في الجنوب موالي لأيران وذلك تحت سمع و انظار قواتهم المتعددة الافات، هاهم الان يسلمون مصر، لحكم ثيوقراطي ديني بالتدريج
الكارثه الاكبر ان حزب الاخوان سيصل ليمثل المعارضه المصريه الوحيده ضد الحزب الوطني الحاكم المعروف بالفساد و القمع و التسلط، و هكذا يصبح الاخوان هم وحدهم المعارضين السياسين المسموح لهم و تختفي جميع الاطياف السياسيه الاخري، من ليبراليه و حره و غيرها من الوجود على الساحه
العلمانيه التي هي فصل الدين عن نظام الحكم و عن المؤسسه الدينيه، مازالت تهاجم بضراوة من قبل جميع أجهزة الاعلام في بلاد الرمال مهما كان توجهها السياسي ، و في كل بلاد الرمال التعيسه و شعوبها من الدهماء المسيرين يرفضون العلمانية و يعتبرونها كفرا ..و يزحفون حثيثا الي غياهب الدولة الثيوقراطيه الظلاميه الدكتاتوريه
س : هل الاسلام او غيره من الاديان هو الحل؟
قبل الاجابة على ذلك ، دعوني اشارككم بهذا الخبر الذي قرأته مؤخرا: العالم البريطاني اللورد ماي، رئيس الجمعيه العلميه الملكيه البريطانيه صرح في عدد الاثنين الفائت من الفاينانشال تايمز بأن الاصوليه الدينيه تشكل خطرا على العلم و على التقدم البشري، ان تفسير الاديان للظواهر الطبيعيه و الامراض مثل الايدز و محاولات تدريس فكرة الخلق التي تتعارض مع بحوث خلايا المنشأ، و الذي تتبناه الاصوليات المسيحيه و الاسلاميه سيؤدي بلا شك ، حسب رأيه، الي تراجع و تأخر في الحصول على الحلول العلميه التي في طريقها الي انقاذ العالم و الانسانيه
معظم المؤمنين بالاديان وعلى رأسهم المسلمين ، يعتقدون فعلا ان دينهم يحمل الاجابات و الحلول و المفاتيح السحريه لمغارة علاء الدين. انهم يؤمنون ان الدين لديه الحلول الاخلاقيه، و هي فقط ، اي الاديان، التي تحقق العداله لبنى البشر، و الاديان فقط هي التي لديها الحلول لكل المشاكل السياسيه و الاقتصاديه . أنهم يؤمنون بأن لو اعطي المجال لدينهم، سواء كان اسلاميا او كاثوليكيا، لتطبيق مبادئه و شرائعه و طقوسه، لحلت جميع المشاكل في المجتمع ، ليس المشاكل الاقتصاديه فقط، بل الفقر و البطاله و العداله و الانتصار على الاعداء و حتى مشاكل تساقط الشعر و القشره ، ويصبح المجتمع مثاليا، حتى الاصوليات الامريكيه تعتقد ذلك الان، اننا نعيش مرحلة الصحوه الدينيه التي تجتاح العالم سواء الاسلامي او المسيحي الان
طبعا اخوتي تحقيق العدل و المساواه و حل المشكلات الاقتصاديه و الاجتماعيه هي اهداف ساميه لكل مجتمع و يجب ان يسعى اليها و يجب على الدين ان يلعب دورا كذلك في جهد المجتمع لهذا الغرض النبيل..أما الدين لوحده فلا يملك اي مقومات او فكر او معرفه بالكيفيه التي يجب ان تتم بها حل هذه المشاكل، الدين الاسلامي على وجه الخصوص يحتوي على مشاكل اكثر من احتوائه على حلول و فقه الاسلام ما هو الا توثيق لعادات صحراوية بائده معارضة للعقلانية و الحداثه، فكيف ممكن استخدامها لحل مشاكل العصر
لقد رأينا و عايشنا دولا عده طبقت حلولا اسلاميه بالمذهبين السني و الشيعي، و طبقت الشريعه الاسلاميه فمالذي جنته هذه الدول، هل حلت مشكلة الفقر و الاقتصاد؟ لا بالعكس اصبح الناس أكثر فقرا في ايران و أفغانستان و السودان ، و باكستان ايام ضياء الحق، حتي في مملكة الرمال الكبرى ازداد الاغنياء و الامراء غنا ، و زاد عدد الفقراء و العاطلين عن العمل، المرأه ازدادت اضطهادا و حرمانا ، و الاقليات من مواطني هذه الدول من الاديان و المذاهب الاخري ازدادوا ظلما، حتى على مستوي الامارات طبقت حكومة رأس الخيمه برنامجا دينيا متشددا حّول المدينه الي ما يشبه أحدى قرى الهند بسبب تراجع اقتصادها مقابل امارات اصغر مثل الفجيره. هل ازدادت الحريات بعد تطبيق هذه الدول للشريعه الاسلاميه ؟ العكس صحيح، اين الحريات في عالم محاكم التفتيش و عالم من رأي منكم منكرا فاليغيره؟ هكذا حاربت هذه الدول المعارضه ، سواء بأسم الحرس الثوري او البوليس الديني مثل هيئات النهي عن المنكر و الامر بالمعروف ، هل تعلمنا من تجاربنا التاريخية شيئا ؟ ابدا لقد يأس التاريخ من بلاد الرمال و شعوبها الجاهله
رغم ذلك و بقراءة بسيطه في فكر الاخوان تجد انهم ينشرون اهدافهم التي تتلخص في تأسيس و قيام الدولة الاسلاميه! و من موقعم اخوان اون لاين انقل لكم هذا : فالله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا. اين مكان المرأه و المسيحي و الملحد ، اين مكان الحريات الفرديه في هذه الجمله العنصريه
هل هناك حل؟ هل هناك مخرج؟ تعصف ببلاد الرمال رياح الاصوليه السوداء، التي تلوث بجرثومتها الخبيثه العقول فينتحر الشباب و يتفجرون اشلاء، و يهب شباب فرنسا المسلم حرقا في المدارس و حضانات الاطفال و بيوت العجزه، و يتباهي الزرقاوي بفصل رؤس الابرياء عن اجسادها..و تفجير فرح في ابناء وطنه ،هذه هي الحلول الاسلاميه ، مثل شريعتنا التي تسير عكس التاريخ. ما هي الا فاشيه دينيه و عندما تطبق سترى حد الرده يستخدم لتصفية المعارضين ، و ستغتصب نساء المخالفين على اساس ان السبي كان عادة محموده مارسها المسلمين لأنقاذ المرأه من براثن زوجها الكافر، و العبوديه ستعود تحت اسم ملك اليمين، و ستطبق الاتاوات على غير المسلمين من المواطنين على اساس انها الجزيه، ثم سنغزو الامم الاخري على سنن الفتوحات و الجهاد المبارك...أما في المحروسه فسيطالب الاخوان بتدمير ابوالهول على اساس انه صنم الفرعون ، اسوة بما فعل الطالبانيون بتراث انساني عمره ثلاثة الاف سنه .....و سلملي * عالحل المقدس، اللي يتبلع زي الفول المدمس...بس في جّواه...مسدس.... ورأصني ياجدع
#بني_كرشان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسائل دنماركيه للأمم الصحراويه
-
كيف تصنع ارهابيا في ستة خطوات؟
-
محاكم التفتيش الشرعيه..مستقبلنا الواعد في دول الرمال الفتيه
-
ضرب الأماء من النساء في بلاد رمال الصحراء
-
ثوابت الضلال..في تخلف امة الرمال
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|