أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - أطوار بهجت - أطوارٌ للغناءِ والشعرِ والموتِ الحزينْ














المزيد.....

أطوار بهجت - أطوارٌ للغناءِ والشعرِ والموتِ الحزينْ


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أطوار بهجت ( أطوارٌ للغناءِ والشعرِ والموتِ الحزينْ )
من بهجة ملوية سامراء إلى دمعة أور يطوي الشعر مسافاته على طرق البنفسج ..ويتذكر لحظة قدمك الشاعر جواد الحطاب بلغته الساحرة : أطوار بهجت شاعرة وتحلم بطريقة بنفسجية وكان في تقديمها إلي يقصد ديوانها الشعري الأول التي بدت فيه مهارة التدخل والملاحظة من جواد بين جمل الشعر المتحمس بفتنة فتاة تريد أن ترى الحياة عن طريق القصيدة .
كان ذلك في واحدة من مرابد تسعينيات البطاقة التموينية التي لازالت تمد بطوننا وأحلامنا بموسيقى الخبز المحسوب بالكيلوات.
كان الديوان نحيفا كقامتها الشهيدة ، ورقهُ أصفر وذابل كقدرها المقتول بالرصاص القاسي ولكن عنوانه يشع بهاجس لجمال غريب سينتهي يوما ما على حافة التراب في طريق زراعي .
(( غوايات البنفسج )) عنوان يطفو عليه شوق سومري وموسيقى عود عباسي أطلقهُ زرياب بين عينيها وغادر منفيا وهاربا من حسد موهبته إلى الأندلس ولو كان يعلم إن أطوار تموت بهذه الطريقة الميثولوجية لصحبها معه ولبقي البنفسج طريا في أواني نافذة بيت أهلها في منطقة الداودي ولما حزنت صحافة العراق والعالم وتذكرها السيد توني بلير بخير قبل أن يتذكر شكسبير والليدي ديانا وفرجينا ولف .
موتها أعادني للبحث عن ديوانها في أروقة غبار المكتبة ، وحين وجدته شدني فيه إهدائها السريع والمرتبك بسبب إن أكثر من واحد كان يقف وينتظر دوره في الإهداء وكان الإهداء يقول(( من الشعر إلى القصة تطل قصائدي وأرجو أن تقراها بشكل جيد )
ولأنني لم اكتشف إن صاحبة الديوان ستذهب يوما ما بذلك الرومانس الذي علق على أهدابها أعواد الشوفان والثقاب والبارود . قرأته على عجل وعلقت عليه ( إنها بريئة وطيبة وتحتاج إلى الكثير من مفاتيح البيانو لتتعلم الموسيقى جيدا ورغم هذا وجدت في الغوايات شيئا من مشروع إن شاعرة متحمسة وقوية ستولد لتلتحق بجيد ثوب نازك الملائكة ولميعة عباس عمارة وأخريات ..
الآن صاحبة (( غوايات البنفسج ترقد في سماء البنفسج ))..
لقد قتلت بطريقة درامية . تشبه مشاهد الأكشن . قتلت لإنها نطقت في جملتها الأخيرة في تقريها الذي بثته من شاشة الفضائية العربية شيئا عن وحدة العراق وذوبان نسيجه في رداء ابيض واحد تصلي به كل المذاهب والطوائف وهذا أمر يكاد يكون جناية عند البعض حين يرى بنفسجة تطل عبر الشاشات المرئية وعلى جيدها معلقة خارطة العراقية من ذهب خالص اكتسبته من كدها ويتمها وافتخراها بوطنية أن يتحد في جسدها رؤى اكبر طائفتين في العراق ، فهي من أب سني وأمٍ شيعية . لهذا كان عليها أن تموت بشكل درامي نُفذ مشهدهُ بسرعةٍ حتى من دونِ لمساتٍ أخيرة .
الآنَ فقط علي أن أعيدَ بشكلٍ جيد قراءة كتابها(( غوايات البنفسج )) . وحتما سأتعلم منه ماكان مخفيا لدي أو إنني تجاهلته بفضاضة وتعمد وعلي أن أقدم لصاحبة الوجه السامرائي اعتذارا عراقيا عن كل أولئك الذين شعروا إن موت أطوار بهجت إنما هو موت لأنوثة الشعر وأطوار الغناء العراقي الهادئ وهو يتشكل في فضاءات أحلامنا أسرابا من البط والنجوم والسمك ليطير بعينيها إلى سماوات الأرض كلها يتحدث عن موت شاعرة وفي نفس الوقت مراسلة صحفية..

أور السومرية 26 شباط 2006



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلفادور دالي سألني ...وأنا أجبته بصراحة ..
- أنا بك متوحداً ..لا متفرقاً
- ماريان تكتب أغنيتها المفضلة بمندائية أقدم من شظية حب
- سبع عجائب ..أنتِ الثامنة ومايكروسوفت تاسعهن !
- الأناشيد الخضر . كعيون تبتسم بحزن ديموزي
- ملكة جمال العراق لعام 1947
- النمور والنساء ولسان الفراشة وقنينة العطر
- أنا أتهجى كلمة حب بلثغة كما يفعلها لويس السادس عشر
- سلطان بروناي وزلماي خليل زادة وعطر تفضله شارون ستون
- من أجل بغداد .. أخشى أن ؟
- رجل البنتاغون رامسفيلد .. شاعراً
- كم أحب النخلة ..لأنها تشبه ابتسامة كاردينالاً مندائياً يحب ا ...
- أزهار بودلير .. وهي تتنفس حياتنا بتأوه
- أنا أحسد الذين يعيشون خارج أسطرة ما أنا فيه
- الكنائس العراقية والجبنة الدنماركية ....
- قلب العراق ...قلبنا جميعاً
- وزارة الموارد المائية أنموذج للقادم العراقي من ارث الحكومة ا ...
- قصة قصيرة ..جولة ليلية للليل
- قصة قصيرة ....كلبة فوق سطح القمر ....
- ِيوم في حياة وزير الموارد المائية العراقي


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - أطوار بهجت - أطوارٌ للغناءِ والشعرِ والموتِ الحزينْ